وتختلف دوافع كل فريق، رغم أن الهدف واحد وهو الحصول على اللقب، ولكن سيكون الدافع الرئيسي لدى الفريق اللندني هو التتويج من أجل التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، في ظل احتلال المركز السادس في البريمييرليج حتى الآن، بالإضافة لإهداء المدرب آرسين فينجر أول لقب أوروبي بعدما أعلن رحيله عن النادي بنهاية الموسم. في أتلتيكو مدريد، الأمور قد تكون مستقرة بعض الشيء على الرغم من التعثر الأخير في الليجا، إلا إن دييجو سيميوني لن يرضى بالخروج بلا بطولات خاصة بعض الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا.
وتأتي موقعة الليلة بين مدرستين مختلفتين، لكل منها مميزاتها وعيوبها، فطوال 22 عاما قضاها فينجر في لندن، لم تتغير سياسته التي اعتمدت على الأسلوب الجمالي واللعب المفتوح، المختلف عن طريقة لعب فرق الدوري الإنجليزي، وكما هي العادة لن تكون المباراة سهلة إطلاقا في ظل الدفاع المحكم الذي تنفذه كتيبة الروخيبلانكوس. ويوجه قطاع كبير من جمهور الجانرز أصابع الاتهام إلى فينجر، ويتم تحميله مسؤولية عدم تحقيق الفريق لألقاب كبيرة، رغم أن كل الأمور بيده وأعطته الإدارة فرصة أن يكون صاحب الكلمة الأولى والأخيرة من أمور فنية وتعاقدات. ويستمتع الجمهور بالأداء الذي يقدمه فريق آرسين، الذي يبدو مختلفا عن أغلب فرق الدوري التي تعتمد على طرق اللعب التي تعتمد على الكرات العالية والالتحامات البدنية، وهو ما جعل فئة أخرى إلى يومنا هذا ترفض رحيل فينجر عن الفريق. يمتاز آرسنال بسرعة كبيرة في الثلث الهجومي، مع العديد من تمريرات وتغيير المراكز بين اللاعبين على أرض الملعب، وهو ما يجعل المنافس في حالة ارتباك بسبب الزيادة العددية في مناطقه، ولكن بمجرد إضاعة الكرة سيتحول الخصم بهجمة مرتدة تكون كفيلة بتهديد مرمى المدفعجية. وأكمل آرسنال تحت قيادة فينجر 14 عاما على آخر لقب دوري حصل عليه، كما تعود آخر مرة وصل فيها إلى نهائي دوري الأبطال عام 2006، وبالطبع أحد الأسباب في ذلك هو الإصرار على تقديم الكرة الجميلة على حساب وضع منظومة محددة لإعادة تحقيق الألقاب. وعلى الجانب الآخر بات دييجو سيميوني، أحد رواد المدرسة الواقعية في كرة القدم بالسنوات الأخيرة، فمنذ أن تولى المدرب الأرجنتيني مهمة الروخيبلانكوس، أصبح الفريق أحد كبار أوروبا، استطاع صعود منصات التتويج أكثر من مرة. وفاجأ سيميوني الجميع مع أتلتيكو مدريد بتحقيق جميع الألقاب الممكنة له عدا دوري الأبطال، مع فريق لا يملك تلك الإمكانيات المتوفرة في ريال مدريد وبرشلونة، فقد فاز بالليجا وكأس الملك وكأس السوبر، بجانب الدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي، والوصول لنهائي دوري الأبطال مرتين. ومن يتابع أتلتيكو مدريد في آخر 8 سنوات لن يجد صعوبة في إدراك الأسلوب العام الذي يسير عليه الفريق العاصمي، فهو لن يبادر بالهجوم منتظرا لكي يقوم برد الفعل على تقدم الخصوم لمناطقه، ومن ثم يقوم لاعبوه بأداء أدوارهم من حيث الضغط واستخلاص الكرة، ثم الوصول لمرمى المنافس بسرعة كبيرة مستغلا سرعة وقوة المهاجمين. ويتفوق سيميوني صاحب التاريخ التدريبي القصير أوروبيا بشكل واضح على فينجر صاحب الـ 68 عاما، ولكن هل يكون للفرنسي المخضرم رأيا آخر الليلة؟