الشريط الاخباري

المرحوم أبو برهوم: سبعون عاماً عاش في بيت ساحور بعد النكبة، وحنين العودة لموطنه الأصلي قرية المالحة قبل وفاته

نشر بتاريخ: 23-05-2018 | محليات
News Main Image

بيت لحم/PNN- عدنان الصرعاوي- المرحوم الحاج ربحي برهوم خليل أيوب " أبو برهوم "، وحنين العودة لموطنه الأصلي بالتحديد قرية المالحة المدمرة والمهجرة في العام 1948، الواقعة في جنوب غرب مدينة القدس، عاصمة دولة فلسطين الأبية.

المرحوم من مواليد قرية المالحة في العام 1929، خرج من قريته قبل سبعون عاماً، أي في نكبة عام 1948، حيث كان يبلغ من العمر 17 عاماً، وكان الحنين يراوده للعودة إلى قريته ومكانه الطبيعي.

كان والده وأشقاؤه يعملون في التجارة والزراعة، بالإضافة إلى امتلاكهم الأرض في قريتهم المالحة، كان لدى العائلة أرض في منطقة القطمون المحتلة التي تم مصادرتها من قبل الاحتلال. وفي نفس الوقت، ملكت العائلة في ذاك الوقت أراض في مدينة بيت ساحور حتى وقتنا الحاضر.

عاش الحاج أبو برهوم حياة قاسية خاصة ما بعد النكبة، حيث واصل مشاوره الحياتي بالعمل الشاق لسنين طوال و الجميع أحب هذا الرجل نظراً لسمعته وأخلاقه العالية.

لدى الحاج من الأبناء؛ الابن البكر برهوم، والابن المربي عطا " رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية " و " عضو بلدية بيت ساحور "، والابن رجل الاصلاح عمر الذي له بصمات في مجتمع مدينة بيت ساحور، بالإضافة إلى الابن سمير. ولدى الحاج أربعة بنات؛ منهما اثنتان تعملان في سلك التعليم. كما لدى العائلة العديد من الأحفاد.

تعود أصول عائلة الحاج إلى عشيرة ايوب او أل ايوب وهي من اكبر العائلات في المالحة و التي تضم العائلات التالية: جادو، سعادة، وبرهوم وعواد حيث كان مختار القرية صالح جادو ايوب من ابرز وجهاء القرية وقادتها قبل النكبة ورحل بعد ايام قليلة منها لم تتجاوز الشهر في بلدة بيت ساحور ايضا التي لجات العائلة اليها.

فارق الحاج الحياة قبل يومين مشهد محزن وجنازة مهيبة للمرحوم الحاج ربحي برهوم، الذي توفته المنية قبل يومين والتي شارك فيها المئات من مواطني مدينة بيت ساحور، بدءاً من منزله الكائن في البلدة القديمة إلى مسجد عمر بن الخطاب، حيث تم الصلاة على الجثمان وتم دفنه في مقبرة الشهداء في مدينة بيت ساحور.

مقبرة الشهداء – ساحة مسجد عمر بن الخطاب – حضور لافت: منذ سماع نبأ وفاته، توافد إلى منزل المرحوم شخصيات رسمية ووفود شعبية من مدينة بيت ساحور ومن أهالي قرية المالحة في محافظة بيت لحم، الذين شاركوا العائلة أحزانها وساهموا في دفن المرحوم.

كان الحضور لافتاً، حيث شاركت شخصيات عدة من مدينة بيت ساحور، وفي نفس الوقت أشاد امام وخطيب مسجد عمر بن الخطاب في بيت ساحور أحمد شوقي شعيبات الذي ترحم عليه وعلى مناقبه.

الحضور إلى مكان تقديم واجب العزاء كان الحضور لتقديم العزاء في مقر الجمعية الخيرية الاسلامية – بيت ساحور ملفتاً، وكانت هناك وفود كثيرة تأتي لتقديم واجب العزاء من مختلف مناطق محافظة بيت لحم.

في المالحة عاش طفولته عاش الحاج ربحي برهوم وترعرع في قريته المالحة في مقبل عمره، حيث كانت الطفولة في بلد المنشأ والأصل. تلقى المرحوم تعليمه الأساسي في مدرسة القرية، وعندما كبر عمل مع والده في التجارة والزراعة. بعد النكبة توجه مع العائلة للسكن في مدينة بيت ساحور.

تزوج في بيت ساحور تزوج أبو برهوم وعقد قرانه من زوجته الحاجة أم برهوم في مدينة بيت ساحور بعد النكبة. وقد سكن في منزله الحالي الذي ملكه في البلدة القديمة من بيت ساحور، بالقرب من كنسية السيدة العذراء وقرب مسجد عمر بن الخطاب.

التعايش مع أهل بيت ساحور كان المرحوم على علاقة طيبة مع أهالي المدينة من مسلميها ومسحيتها، حيث كان الجميع يكن له كل الاحترام والتقدير لسمعته الطيبة وأخلاقه ومساعدته للآخرين، والتي يشهد عليها أهالي المدينة، رحمه الله.

الحرمان في البقاء في قرية المالحة حرم الحاج أبو برهوم من البقاء في قريته المالحة في العام 1949، العام الذي وقعت فيه النكبة، حيث أختار والده النزوح إلى مدينة بيت ساحور الذي عاش فيها أبو برهوم. لم تتح الفرصة للحاج للعيش في القرية، حيث شاءت الأقدار أن تنتكب قريته كباقي قرى فلسطين الـ 500 والتي كثير منها في محافظ القدس.

في النهاية، نترحم على روح المرحوم أبو برهوم، سائلين الله أن يتقبله في عليين مع الشهداء والصديقين والأنبياء.

شارك هذا الخبر!