الشريط الاخباري

هزيمة حزيران المنعطف الثالث في تاريخنا الحديث

نشر بتاريخ: 05-06-2015 | أفكار
News Main Image
بقلم : حمدي فراج في مثل هذا اليوم قبل ثمانية واربعين عاما ، ونحن نستذكر وقائع الهزيمة ، التي "أبدع" النظام العربي المهزوم في تخفيف وقعها عليه حين اطلق عليها اسم "نكسة" ، ووصل الامر بفصائل منظمة التحرير ان تكتفي بتسيير بعض المسيرات هنا او هناك ، شأنها في ذلك شأن بقية المناسبات المؤلمة ، وما أكثرها ، النكبة والمجازر التي صاحبت قيام الدولة في دير ياسين وقبية والدوايمة وكفر قاسم ، والعدوان الثلاثي ، والكرامة ، وبحر البقر ، وجملة الاغتيالات ، و يوم الارض والليطاني والصلح المنفرد ومجيء السادات الى القدس وخطابه في الكنيست و اجتياح الجنوب الليناني وطرد المقاومة و احتلال بيروت ، ثم انتفاضة الحجارة واغتيال ابو جهاد في تونس ، ومؤتمر مدريد واتفاقية اوسلو وهبة النفق وانتفاضة الاقصى وشن الحرب على الضفة وحروب الجملة على غزة . في مثل ذلك اليوم ، وبعد خمسة ايام من الاختباء في مغائر الجبال والكهوف المجاورة ، خرجنا الى الشوارع نرقب جحافل الجيش العربي ، وفوجئنا ان هؤلاء الجنود هم اسرائيليون ، يطلون برؤوسهم من دباباتهم المصفحة ، ويقولون "ذبخنا ناصر" ، حينها فقط أدركنا عمق الهزيمة وعمق الخيبة ، من هذه الدولة الصغيرة التي لم تكن لتجد ما يشبعها ، تلحق الهزيمة تلو الهزيمة بدول كبيرة وعظيمة يقف على رأسها قادة "عظام" يطلون على شعوبهم يوميا على انهم اقرب لزعماء امة منهم لزعامة شعب ، ولزعامة عالمية منهم لزعامة امة ، تطيح بهم اسرائيل في غمرة ايام قليلة ، وكما قال حسن نصر الله ، في غمرة ساعات وليس ايام . كانت هذه الهزيمة بمثابة المنعطف الحاد الثالث في تاريخ هذه الامة الحديث ، التي اعقبت قيام الدولة قبل عشرين سنة ، ووعد بيلفور قبل ثلاثين سنة . لكن قراءة النظام العربي القاصرة لها ، حفاظا على ما تبقى من ماء وجهه ، جعلتنا نخطيء في فهم الواقع واستشراق المستقبل ، فبعدها بعشر سنوات جاء المنعطف الرابع المتمثل بعقد السلام المنفرد مع مصر ، صحيح انه كان هناك "سلامات" اخرى من تحت الطاولة مع دول عربية اخرى لها اهميتها وثقلها ، لكنها رفضت اعلان سلاماتها على الملأ الا بعد سلام منظمة التحرير ممثلة الشعب الفلسطيني ، ليشكل المنعظف الخامس ، والذي قد يكون المنعطف الاخطر في توقيع السلام مع اكبر فصيل بعد نحو خمس عشرة سنة على توقيعه مع اكبر دولة عربية . لو قدر لاسرائيل ان تعيد اليوم حرب حزيران مرة اخرى ، لكان بإمكانها ان تلحق الهزيمة بهذه الانظمة مرة أخرى في اقل من ستة ايام . لطالما "ليس لديكم حدادا يصنع السيوف" وفق نزار قباني .

شارك هذا الخبر!