الشريط الاخباري

غزة .. رام الله وقنديل غسًان بقلم أسماء ناصر أبو عيًاش

نشر بتاريخ: 18-06-2018 | أفكار
News Main Image

رسالة لا تتعدى كلماتها المائة وردت لصفحتي من غزة المحاصرة أعادت لرام الله المحتلة وجهها الحقيقي وأطلقتها صرخة متمردة تداعى لها المئات من أبناء الأرض وبناتها .. شعراء وأدباء .. عشاق وأكاديميون .. طلبة وعمال وبسطاء الناس بل؛ وحتى وجوه صادفناها على شاشات التلفزة وقد أحكموا حول أعناقهم الربطات، كانوا هناك .. كانوا على ميدان عائلات رام الله المحتلة بأسودها الخمسة.

تمخضت رام الله المحتلة فولدت مظاهرة مجلجة جابت شوارعها وقضًت مضاجع المستكينين ومستمرئي الهوان. التحمت وعلى مدى ساعات أربع مع شق قلبها المحاصر غزة لتطلق "لا" كبيرة في آذان صُمًت وأعين تعامت عن معاناة أهلنا هناك. حدثتني صاحبة الرسالة أن من يُعاقب في غزة هم أبناء الوطن القابضين على المبدأ ولم يعرضوا رغم حاجتهم كرامتهم في أسواق نخاسة تشير يافطاتها نحو البترودولار أو نحو من تلوثت سيرته بدم الفدائي الرمز أبو عمار. لم يمدوا يداً تستجدي قرشاً مرهوناً لأجندات بوصلتها لا تشير نحو فلسطين .. كل فلسطين.

انطلقت التظاهرة ويحدونا الأمل بأن يُبنى عليها ولا تكون محصلتها انفضاضها والركون إلى واقع يظن البعض بأنه عصيٌ على التغيير أو الثورة عليه، فلابد من البناء على ما أُنجز والذهاب نحو الفعل والضغط على أصحاب القرار في: أولاً وقبل أي شيء إنهاء الانقسام ومعالجة تداعياته على مدى إحدى عشرة سنة عجاف عانى منها كل فلسطيني وطني، فمن يتولى زمام الأمر في هذا الشأن ثبتت عدم فعاليته بل وفشله، فلا ضير إذن من تغيير للأداة وحاملها وابتداع أفكار قابلة للتنفيذ خلًاقة، أم أن أولي الأمر وأصحاب القرار لم يدركوا بعد خطورة ما نواجه ويواجهه أهلنا في غزة؟!

ربما .. أقول ربما لم يُعِر الأمر الاهتمام الجاد أو ربما لا تصله من أخبار إلا ما يحلو للطوق البرمكي إيصاله له، أو ربما ...

بالمناسبة؛ لست أدري لماذا وكلما مررت من جانب مقر الرئاسة والمسمى اصطلاحاً "المقاطعة" لماذا تحضرني رائعة الشهيد غسان كنفاني "القنديل الصغير" .. إذ كيف للشمس أن تدخل قصراً ذا أسوارٍ عاليةٍ وبوابات بحراس موصدة أمام الناس تحجب الرؤية وتعيق الرؤيا ؟ كيف لساكن القصر أن يعرف وقد عزًت وسائل التواصل بينه وبين شعبه أن يتلمس حاجات الشعب؟

كثيراً ما فكرت وأنا أجتاز حواجز الاحتلال الإسرائيلي الواحد تلو الآخر وما نواجه من معاناة وتساءلت هل فكر ذوو الشأن بما يواجهه الناس؟ ماذا لو مرة .. مرة واحدة انحازوا لخط الشعب وهدموا الأسوار؟

شارك هذا الخبر!