الشريط الاخباري

فتح بالاستهتار واليسار بالابتزاز

نشر بتاريخ: 19-06-2018 | أفكار
News Main Image

محمد اللحام

قدر لي ان يكون اول تكليف تنظيمي رسمي بعيدا عن العمل الجماهيري في لجنة الشبيبة ان آكون ممثل فتح مع الفصائل في المخيم عام 1986 وهذا كان طبعا تكليف سري وعملت في 1990 و1991 ممثلا لفتح مع الفصائل على مستوى القيادة الوطنية الموحدة لمنطقة بيت لخم وسنوات طويلة تبعت ذلك في المعتقلات والجامعات وعلى مستوى الوطن والنقابات كنت قريبا جدا من الفصائل وتحديدا اليسار مما يجعلني اعتقد انني أفهمهم واتفهمهم نسبيا بحكم التجربة والتفاعل . وعليه أقول ان اليسار يشعر ان فتح تتعامل معه باستهتار وتقزيم وليس بشراكة استراتيجية .بالمقابل فان فتح تشعر ان اليسار يتعامل معها بابتزاز واستثمار دون ثبات في الموقف المتغير وفق مصالحه. قد يختلف معي البعض وقد يتفق الا ان الثابت ان اليسار وقف منذ عقود في مناطق رمادية ابرزها اوسلو في حين عارضته بعض فصائله الا انها تعاطت معه ودخلت قياداتها الوطن وفق اوسلو وانخرطت في إفرازاته كالمجلس التشريعي وحتى وزراء في حكومات او ضباط في الأجهزة الأمنية ولو حتى ماليا على الديوان وهذا دون استثناء . الْيَوْمَ يقف اليسار في منطقة اكثر من رمادية مكتفيا بدور المراقب والمتفرج ما بين فتح وحماس عاجزا عن حسم موقفه مراوحا في مسافة بقيت رمادية لا ترتفع عن الملامة وألعتب والاستنكار هنا وهناك . حتى ما يسمى بالحراك والذي يخرج بشكل موسمي متباعد للاحتجاج فقط في الشأن الداخلي ولَم يظهر يوما ضد الاحتلال يشير البعض لتداري اليسار خلفه دون وضوح ولا اعرف ما الذي يمنع الوضوح . اما فتح وعلى هذا الصعيد نعم ارتكبت اخطاء في تهميش اليسار والتعامل معه وفق الحاجة مما تسبب في تشويه هذه العلاقة وعدم ارتقائها لمستوى الحد الأدنى من التفاهم . الطموح الشخصي والوطني بجبهة وطنية موحدة تعيد لمنظمة التحرير هيبتها ودورها الطليعي على طريق هدفها السامي وهو دحر الاحتلال . اما ابقاء حالة التصيّد والمناكفة بآليات وأدوات غير مضبوطة العواقب في سبيل تسجيل نقاط بائسة في الشأن الداخلي فان لا مستفيد سوى الاحتلال ومشروع حركة حماس بدولة غزة متوافقا ذلك مع خطة ترامب . ادرك ان ما قلته هو التشخيص الذي قد يلتقي او يختلف معي البعض فيه الا ان المطلوب حلول وهذا يتطلب وعي وضمير وطني جاهز وقابل للتضحوية ثمنا للشراكة المحترمة بعيدا عن قاعدة الاستهتار او التقزيم والاعتراف بالاخطاء الذاتية قبل توجيه النقد لأخطاء الآخرين . ادرك ان الموضوع يحتاج لنقاش اكبر وحلقات أوسع ..ولكن المرحلة تتوجب ع كل ضمير وطني ان يتحرك لرص الصفوف لا تفريقها تحت عناوين ويافطات تناكفية

شارك هذا الخبر!