الشريط الاخباري

جماهير غفيرة تشيع جثمان المناضل الصحفي جمال فراج

نشر بتاريخ: 20-06-2018 | محليات
News Main Image

بيت لحم/PNN- حسن عبد الجواد– شيعت جماهير غفيرة من مخيم الدهيشة ومحافظة بيت لحم جثمان المناضل الصحفي جمال فراج، إلى مثواه الأخير في المقبرة الإسلامية في مدينة بيت لحم.

ونقلت مسيرة من عشرات المواطنين جثمان المناضل فراج من مستشفى بيت جالا الحكومي، إلى منزله في مخيم الدهيشة، حيث ألقت أسرته ورفاقه ومحبيه على جثمانه نظرة الوداع الأخيرة، ومن ثم انطلق المشيعون للصلاة علية في مسجد الدهيشة الكبير.

وبعد ذلك انطلقت مسيرة جماهيرية من أمام المسجد باتجاه مدخل المخيم الرئيسي مرورا بالشارع الرئيسي، وصولا للمقبرة الإسلامية في بيت لحم، وهي ترفع جثمانه ملفوفا بالعلم الفلسطيني وراية الجبهة الشعبية على الأكف، يتقدمها عشرات الملثمين من رافعي الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة.

وعند وصول جثمانه المقبرة الاسلامية قبالة مخيم عايدة ووري جثمانه الثري، بحضور جماهير غفيرة من مختلف محافظات الوطن، وممثلي وفعاليات القوى الوطنية، وممثلي الجهات الرسمية والشعبية.

وألقى الصحفي حسن عبد الجواد كلمة باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في وداع الراحل المناضل فراج قال فيها: "المناضلون الكبار يرحلون سريعا، لكنهم كالخيول الفلسطينية الأصيلة الجامحة، وكعراقة شجر الزيتون يتركون أثرا كبيرا فينا وفي الأجيال، وفي تحدي الواقع الانهزامي المهين والمستكين، الذي يتعدى الزمان والمكان، فالرفيق الراحل المناضل جمال فراج "أبو خالد" ابن مخيم الدهيشة احد كبار المناضلين الجبهاويين والوطنيين الذين نسجوا وصاغوا من معاناة أزقة وطرقات المخيم ثقافة المقاومة والحرية والكرامة، وحولوا حياة اللجوء إلى إرادة جماعية وأكسجين بقاء وانتماء وتضحية من اجل فلسطين ... فلسطين غير منقوصة من بحرها لنهرها".

رحل أبو خالد دون أن يستطيع وداع ولده الأسير خالد بسبب اعتقاله، رحل سريعا هذا المناضل المثقف الاستثنائي، المشتبك والعنيد المثير لجدل الفكرة الثورية، والمنتمي حتى النخاع للفقراء والمهمشين ولجوء الفلسطيني في شتات الغربة والمخيمات.... أبو خالد المنتمي لأرض الآباء والأجداد ولحق العودة المقدس الغير قابل للتصرف.... يرحل عنا بعيدا في الزمن السياسي المتردي والصعب.... يرحل في زمن الانقسام الفلسطيني، وفي ظرف يتآمر فيه على قضيتنا الوطنية أصحاب صفقة القرن الأمريكية من ذوي القربى عربان الخليج والأمتين العربية والإسلامية، خدمة لأسيادهم في الإدارة الأمريكية وإسرائيل.

مسيرته الكفاحية جالت في زمن الاشتباك في شوارع المخيم ، وجالت في ربوع وفضاء فلسطين في السجون تارة وخارجها تارة أخرى، من بحرها لنهرها ومن الناقورة شمالا وحتى رفح جنوبا، وغيبك الإبعاد القسري عنها سنوات طويلة، فطفت في مخيمات الشتات في لبنان وسوريا والأردن مناضلا ومقاوما ومتحديا بقوة فكر وقيم وأخلاقيات الجبهة الشعبية والوطن السليب التي تربيت عليها لا تلين لك قناة، وعدت أكثر التصاقا وانتماء وإصرارا على النضال وانتزاع الحرية والكرامة، ولم تنخدع بسراب أوسلو ومسرحيات التطبيع والمضللين والمطبعين في الفكر والاقتصاد والسياسة، فكانت زنازين الاحتلال بانتظارك مرة أخرى... وهذا قدر الثائرين.

وقال عبد الجواد "أبا خالد نودعك أيها الرفيق القائد ونحن القابضين على الجمر رغم القيد والمحتل، من اجل حرية شعبنا والخلاص من هذا الاحتلال الصهيوني البغيض، و نحن رفاق وحملة فكر و رسالة الحكيم وأبو على مصطفى وغسان كنفاني وسعدات.... و نحن صناع الوحدة الوطنية والحفاظ على الثوابت في وجه المحتلين الصهاينة، وفي مواجهة الانقسام والانقساميين و مواجهة الفكر الظلامي التكفيري وغربان العصر الذين دمروا وطننا العربي وامتنا العربية في سوريا والعراق واليمن وليبيا.... نعاهدك أبا خالد أيها المناضل الكبير آن نبقى الأوفياء لتضحيات شهداء وأسرى وجرحى شعبنا، وقضيتنا الوطنية طال الزمان أم قصر". واضاف "لقد أمنت يا رفيقنا الأسير والمثقف الميداني الواعي لحركة التاريخ والانتماء العميق لعمقك الوطني والعربي و الإنساني بقدرة أبناء اللجوء والأزقة والمهمشين على استمرار العطاء والتضحية والتمسك بجوهر قضيتنا الوطنية " حق العودة غير القابل للتصرف ".

واختتم "المجد لك رفيقنا جمال فراج والتحية لك ولأسرتك وعائلتك المناضلة وأهالي قرية زكريا ومخيم الدهيشة باسم رفيقنا الأمين العام الأسير احمد سعدات ومنظمات الجبهة في الأسر، و الحركة الوطنية الأسيرة، وباسم كل الذين جاؤوا اليوم للمشاركة في وداعك من الرفاق والأحبة والمناضلين أبناء الحركة الوطنية الفلسطينية. لك منا العهد والوفاء أيها الباحث عن الحرية وكرامة الوطن، حيث لا حرية لنا بدون حرية الوطن، ولا كرامة لنا بدون إرادة الوحدة والمقاومة وصهيل الخيول الأصيلة".

وألقى محمد الجعفري كلمة باسم لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم، أشاد فيها بدور بنضالات وتضحيات الراحل فراج، ودوره في النضال الوطني، وهو الذي كان أسيرا في سجون الاحتلال مرات عديدة وابعد الى لبنان في بداية الانتفاضة الاولى.

والصحفي فراج احد قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأسير محرر ومبعد لسنوات خارج الوطن، بعد معاناة مع مرض في الكلى أصيب به نتيجة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، وفي العزل الانفرادي.

ونعت الجبهة الشعبية والحركة الوطنية في مخيم الدهيشة ومحافظة بيت لحم الزميل فراج، شقيق اللواء إسماعيل فراج رئيس هيئة القضاء العسكري، وشقيق الصحفي حمدي فراج. وكان الفقيد قد عمل في محطات تلفزيون وصحف محلية مثل صحيفة الميثاق بالقدس، ومجلة الهدف بدمشق، وفي تلفزيون الرعاة، وهو عضو في نقابة الصحفيين منذ عام 1986 ، وعضو في اتحاد الكتاب العرب بدمشق منذ عام 1993.

وقاد الفقيد برامج تساند الفقراء وتدعو للعدالة الاجتماعية لسنوات طوال، و أمضى الفقيد في سجون الاحتلال ما يقارب 10 سنوات على فترات متقطّعة، كانت بدايتها عام 1982، عندما كان عمره 15 عاما.

وفي عام 1988 تم إبعاده إلى جنوب لبنان بتهمة النشاط في الانتفاضة الشعبية، ولم يتجاوز حينها 23 عاماً، ليكون بهذا أصغر مبعد فلسطيني خلال فترة الانتفاضة الأولى، وعاد إلى أرض الوطن بعد اتفاقية اوسلو.

واعتقل مرة أخرى في سجون الكيان عام 2004 بتهمة المشاركة في فعاليات الانتفاضة الثانية، وتمويل نشاط الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد خلالها إحدى كليتيه نتيجة عزله في أقسام العزل الانفرادي.

وكان الراحل فراج قد خاض إضرابا عن الطعام في العام 2006، في سجن النقب والامتناع عن تناول الماء ودواء الأنسولين المضاد لارتفاع نسبة السكر في الدم، حيث يعاني من مرض السكري.

وقد صدر مؤخرا عن دار الفارابي للفقيد كتاب "بيت العنكبوت- قراءة نقدية في تطبيع الوعي".

شارك هذا الخبر!