الشريط الاخباري

عائلة جابر: كأننا فقدنا ابن لنا حينما اعدم المستوطنون اشجارنا

نشر بتاريخ: 05-07-2018 | محليات , PNN مختارات , PNN حصاد
News Main Image

بيت لح/PNN- تقرير الزميل نجيب فراج – لم يكن فجر، اليوم الخميس، فجرا عاديا بالنسبة لعائلة المواطن علي جابر غنيم من سكان بلدة الخضر الى الجنوب من بيت لحم حينما ذهب نجله اسلام الى حقلهم الواقع ضمن تلة جبلية يطلق عليها "ثغرة حماد" في الساعة الخامسة والنصف كالعادة لكي يقوم بواجب ارضه ومزروعاته وخاصة في ظل هذا الوقت من السنة"حيث قرب وقت قطاف العنب بعد جهد جهيد من التعب والمعاناة والسقاية والعناية ورش الشجر " بحسب ما يقول ليجد مأساة او مجزرة او اعدام بالجملة لنحو 300 شجرة عنب في تلك الارض التي تبلغ مساحتها نحو ثمانية دونمات وقد قام مستوطنون يقطنون في البؤرة الاستيطانية نفي دانيال المجاورة لهذه الارض ، ويضيف "كان المظهر مأساويا وسودانيا لا يمكن وصفه حيث عناقيد العنب تدلى هذه المرة وقد قطعت الاشجار التي تحملها من الجذور"، مشيرا الى انه قد توجه الى الارتباط الفلسطيني وقدم شكوى بذلك كما توجه الى الشرطة الاسرائيلية في مجمع غوش عصيون الاستطاني وقام افراد من هذه الشرطة بالتوجه الى موقع الارض وعاينوها وقاموا باخذ البصمات وشاهدوا عن كثب اثار هذه الجريمة وقيدوها للتحقيق وكل ما اخشاه انها سوف تقيد ضد مجهول كما في كل مرة".

المنظر الاليم

اما شقيقه احمد الذي تحدث بدوره بمرارة ايضا لما شاهد وقال ان المنظر حزين واليم ولا يمكن وصفه لانك تفقد شيئا عزيزا على قلبك فنحن نعمل في هذه الارض منذ سنين حتى تمكنا من ان تنموا هذه الشجرات وتثمر فإننا عملنا على تربيتها كما يربي الابن ابنائه ويبذل بشأنهم كل الجهود ليشاهدوهم وقد شبوا وكبروا ليفقد احدا منهم فاننا اليوم كاننا نفقد ابنا بكل هذه السهوله مشيرا الى ان الاثار تدل على استخدام منشار كهربائي من النوع الصغير بمشاركة ما بين ستة الى عشرة مستوطنين قدموا في ساعات الليل ولا يمكن تصور وجودهم وارتكاب هذه الجريمة بدون ان يكون قد توفر لهم حراسة عسكرية ، وخط هؤلاء على بئر المياه عبارات" تدفيع الثمن"، و"يجب وقف الارهاب الزراعي"، وكلها باللغة العبرية ، وقال ان الارض مزروعة منذ نحو عشر سنوات وكان الثمار الاول في العام الماضي وهذا الموسم الثاني الذي ننتظره وكنا نتوقع ان يثمر عن 8- 9 اطنان وهذه كميات كبيرة ولايمكن ان نفصل هذا العمل عن اطماع المستوطنين فالارض التي جرى ارتكاب الجريمة بها ضمن تلة جبلية تبلغ مساحتها نحو 250 دونما تقع بين مستوطنتي نفي دانيال واليعازر وجميعها لعائلة جابر ولهم اطماع في الاستيلاء عليها كي تصبح حلقة وصل تصل المستوطنتين مع بعضهما البعض.

الخوف من القادم

وقال بارتكاب هذه الجريمة فان الخوف يجتاح قلوب المزارعين بان يتم الانقضاض على كروم العنب الواسعة في الخضر حيث ينتظر الاهالي على احر من الجمر ببدء قطافه وتسويقه اذ ان الخضر تحتوي على 60% من موسم العنب في الضفة الغربية، وقال اننا ما قبل الاحتلال كنا نشهد قيام هيئات محلية لحراسة الارض ولكن هذا غاب مع وجود الاحتلال ليستفرد المستوطنين بارضنا المستهدفه دوما فقبل سنتين اطلق مستوطن علينا النار في هذه الارض ونحن نقوم بفلاحتها لارهابنا وقدمنا شكوى للشرطة الاسرائيلية وقد جرى احتجازي لسبع ساعات بدلا من اعتقال المستوطن الذي وثقت فعلته عبر شريط فيديو فطلبوا الشرطة الاسرائيلية مني بالتنازل عن الشكوى من خلال الضغط والاجبار لئلا تتحول الشكوى ضدي لان المستوطن حسب مزاعمهم تعرض للخطر، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على مدى وقوف دولة باكملها خلف المستوطنين.

البيئة المغذية لارهاب المستوطنين

اما الناشط ضد الجدار والاستيطان في البلدة احمد صلاح فقد اشار في حديثه ان المنطقة انشأ فيها مدرسة تلمودية قبل عدة اشهر وتضم بين جنباتها العشرات من الفتية المتزمتين الحاقدين على الفلسطينيين واراضيهم مشيرا الى انه قد تقدم بشكوى للسلطات الاسرائيلية التي كعادتها تتصرف بشكل بطيء وبدون تحقيق اية نتائج ومع ذلك فانه لا بد من تقديم الشكوى، وان الهدف من وراء تقطيع الاشجار هو من اجل اجبار المزارع ترك ارضه تمهيدا لضمها وهو الهدف الاكبر لذلك، وان هذا الاعتداء ليس الاول من نوعه ودائما تشهد المنطقة مثل هذه الاعتداءات ، وهناك تخوف ان تضاعف هذه الاعتداءات في الفترة القادمة بعد ان اصبحت البيئة ملائمة جدا في اعقاب انشاء المدرسة وتشغيلها.

وقال حسن بريجية منسق هيئة مواجهة الجدار والاستيطان في محافظة بيت لحم ان المستوطنين الاسرائيليين استخدموا مصطلح جديد حمل عنوان “الارهاب الزراعي” ليبرروا عدوانهم المتواصل على الفلسطينيين ، وليمنعوهم حتى من زراعة اراضيهم وتحويلها الى اراضي قاحلة تمهيدا لمصادرتها.

وظهر هذا الشعار في المنطقة قبل نحو عدة اسابيع في اراضي تابعة للمواطنين عامر عودة وجميل سعد في اراضي خربة بيت سكاريا المحاصرة من قبل البؤر الاستيطانية في مجمع غوش عصيون الاستيطاني حيث اقدم عدد من المستوطنين بقطع نحو 200 شجرة زيتون وعنب تعود للمواطنين عودة وسعد.

تكرار المشهد

وقال بريجية ان الشعار يتكرر مرة اخرى اليوم في الخضر حيث خطت عبارة “لا بد من تدفيع الثمن جراء الارهاب الزراعي” في اشارة الى ان المستوطنين يريدون منع المواطنين حتى من زراعة اراضيهم ويعتبرون ان بقاء المواطنين فيها وزراعتها هو نوع من انواع الارهاب ولذلك اقدموا على قطع الاشجار المزروعة واوضح بان استخدام شعار “الارهاب الزراعي ” يدلل على ان الاسرائيليين لا يريدون مشاهدة اشجارنا مزروعة مستغلين صمت العالم اجمع على جرائم هؤلاء المستوطنين ليحاولوا تسويق ان الارهاب ايضا يصل للزراعة اما اقدامهم على قتل الفلسطينيين وهدم البيوت وتقطيع الاشجار ليس ارهابا بل عملا خيريا لهم، وهذا ايضا يؤكد ان العقلية التي يحملونها ويتعلمونها حتى في مدارسهم وينقلونها الى اجيالهم المتلاحقة هو ضرورة ملاحقة المواطنين الفلسطينيين في كل شيء بما فيها زراعة الاشجار.

واوضح بريجية ان هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تقطيع الاشجار في ذات الموقع خلال اسبوعين في ذات الموقع مع ملاحظة ان هذه الممارسات تضاعفت في الاونة الاخيرة بشكل كبير.

شارك هذا الخبر!