وفي المباراة النهائية لبطولة كأس العالم، والتي تجمع كرواتيا وفرنسا غدا الأحد، قد يكون النصر من نصيب الفريق الذي يفرض سيطرته على منطقة المناورات بوسط الملعب. ومع القدرات الهجومية الهائلة التي يتمتع بها لاعبو وسط كرواتيا، سيكون نجولو كانتي من أبرز العناصر التي يعتمد عليها ديشامب. وعندما بلغ بعض نجوم المنتخب الفرنسي حاليا دور الثمانية في مونديال 2014 بالبرازيل، كان كانتي لاعبا بدوري الدرجة الثانية. ولكن نجم خط وسط تشيلسي الإنجليزي، أصبح الآن عنصرا لا غنى عنه في فريق ديشامب، كما ينتظر أن يلعب دورا مهما في النهائي غدا، وذلك في مواجهة الأداء الرائع من خط الوسط الكرواتي بقيادة النجمين لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش. وقال ديشامب عن كانتي قبل الفوز على بلجيكا في المربع الذهبي للبطولة : "لديه دور في كل مباراة.. بالطبع، كانتي جزء جوهري من فريقنا بهذا الأداء الذي يقدمه وبعدد الكرات التي يستعيدها وأيضا بسبب الأماكن الجيدة التي يتخذها". ولا يبدو كانتي كباقي اللاعبين في نفس مركزه، ورغم أن مهمة لاعبي هذا المركز (محور الارتكاز) هي استعادة الكرة من المنافس، نادرا ما يلجأ كانتي للزحف واستخلاص الكرة متأخرا. ويعرف كانتي دائما بالتوقع والتوقيت المناسب كما يتميز أيضا بانطلاقاته الفعالة وتمريراته الحاسمة. وأكد ديشامب: "نجولو كانتي أفضل لاعب في مركزه بالعالم". وخلال المباراة التي فاز فيها المنتخب الفرنسي على نظيره الأرجنتيني 3 / 4 في دور الستة عشر للمونديال الحالي، ربما تغاضى المتابعون عن الدور البارز الذي لعبه كانتي في المباراة وذلك بعدما خطف مبابي الأضواء بهدفيه وجريزمان بالهدف الذي سجله من ركلة جزاء. ولعب كانتي "دورا محددا بإحكام" في حرمان النجم الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي من تشكيل الخطورة. وأوضح ديشامب: "لم نر الكثير من ليونيل ميسي عندما لعب أمامنا". وولد كانتي في العاصمة الفرنسية باريس لوالدين من مالي، وبدأ مسار الصعود لعالم النجومية بانتقاله من كان الفرنسي في 2015 إلى ليستر سيتي الإنجليزي. وأصبح كانتي لاعبا بارزا ومهما للغاية في فوز ليستر المفاجئ بلقب الدوري الإنجليزي في موسم 2015 / 2016 . وانتقل بعدها كانتي إلى تشيلسي وفاز معه بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم التالي 2016 / 2017 . وقال زلاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي إن كانتي أحد أفضل لاعبي الوسط المدافعين، فهو يغطي مساحة كبيرة في الملعب ويمثل صمام أمان لدفاع الفريق". وأوضح: "إذا لعب كانتي جيدا، سيكون عقبة، ولكنني لست خائفا من تصديه وإحباطه لمودريتش لأن لدينا لاعبين آخرين". وكان إيدن هازارد نجم المنتخب البلجيكي وزميل كانتي في صفوف تشيلسي على صواب، عندما أعرب عن اعتقاده بأن المنتخب البلجيكي سيواجه وقتا عصيبا في مواجهة فرنسا، إذا كان كانتي في أفضل حالاته. وقال هازارد، في تصريحات إعلامية: "ألعب بجوار كانتي طيلة العام، إنه الأفضل في العالم في هذا المركز.. عندما يكون في أفضل حالاته، وتلعب إلى جواره، تكون لديك الفرصة في الفوز بنسبة 95%".