الشريط الاخباري

«قيلولة الجليد» تحيي آمال الخلود.. أول كائن مجمّد يعود للحياة بعد 40 ألف عام.. هل يفعلها البشر؟

نشر بتاريخ: 01-08-2018 | منوعات
News Main Image

عاشت البشرية حلم الخلود والحياة الأبدية، على مدار تاريخها، وهو ما جسدته السينما العالمية في أكثر من عمل، مثل: روايات “دراكولا”، مصاص الدماء، التي لاقت رواجا كبيرا.

ورغم أن الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة في حياة الإنسان، فإن العقل البشري لم يوقف يوما بحثه عن الخلود ولو بالحياة لمئات أو آلاف السنين، طالما أنه لن يتمكن من قهر الموت!

وتوصل عقل البشر، خلال العقد الأخير، إلى تقنية فريدة من نوعها، تسمح بتجميد الكائنات الحية لفترة من الزمن، على أمل إعادتها للحياة في المستقبل، دون أن تكون فقدت من عمرها الوقت الذي يفرض عليها الشيخوخة.

وحديثا استطاع العلماء، إعادة أعداد من الكائنات التي جمدتها الطبيعة في الأجواء الباردة بسيبيريا شمال روسيا، لمدة تجاوزت 40 ألف سنة، ومنها البكتيريا والطحالب والخمائر والبذور، مما عزز آمال الباحثين في تحقيق هدفهم.

عثر مجموعة من الباحثين، بعد حفر مئات العينات من التربة المتجمدة في سيبيريا على ديدان خيطية صغيرة الحجم، تبلغ من العمر 40 ألف عام؛ واكتشف العلماء أنها ما زالت حية، وأن التربة حفاظت عليها منذ العصر البليستوسيني، أو ما يعرف بحقبة “الماموث الصوفي”.

وأخذ الباحثون أجزاءً من التربة المتجمدة بمنطقة “ياقوتيا”، وهي أبرد منطقة في روسيا، إلى مختبراتهم في معهد العلوم الفيزيائية والكيميائية، بالقرب من موسكو، وشاركهم العمل علماء الجيولوجيا من جامعة “برينستون” لتحليل أكثر من 300 نوع من الديدان المجمدة.

وتمت إزالة الثلوج حول الديدان الخيطية، وبعد إحيائها كانت قادرة على الحركة وتناول الطعام، وقال الباحثون: “حركناها ببطء خلال عدة أسابيع”، في إشارة إلى أول واقعة موثقة لعودة الكائنات متعددة الخلايا إلى الحياة بعد تجميدها لفترات طويلة للغاية.

لم تكن “الديدان الخيطية” أول كائن حي يستيقظ من قيلولة جليدية عمرها آلاف السنين، ففي السابق حددت مجموعة أخرى من العلماء فيروسًا تمت إعادته للحياة، بعد أن أمضى 30 ألف عام مجمدًا، في التربة الصقيعية السيبيرية، لكن الديدان أول كائن حي معقّد يعود للحياة من التجميد.

والحفظ بالتبريد هو العملية التي يتم من خلالها حماية الخلايا الحية أو الأنسجة أو الأعضاء أو الأجسام بأكملها، من التسوس عن طريق تخزينها عند درجات حرارة منخفضة للغاية.

ويكمن الهدف من الحفاظ على الخلايا أو الأنسجة أو الأجسام لفترات غير محددة، في انتظار تطور العلم وإنتاج بعض أشكال التكنولوجيا لإحيائها وإعادتها إلى الحياة وربما علاج الحالة التي أدت إلى موتها، وهو الأمر الذي لم تتوصل إليه البشرية حتى اليوم.

وقالت الدكتورة “تشانا جاياسينا” المحاضرة الإكلينيكية العليا في علم الغدد الصماء الإنجابي في إمبريال كوليدج لندن: “من الخيال العلمي في الوقت الراهن، أن نقترح إمكانية إعادة الشخص إلى الحياة في المستقبل، حتى مع الأخذ في الاعتبار التطورات التكنولوجية الحالية”، مشيرة إلى أن تلك العملية بالنسبة للأجسام البشرية تنطوي على مخاطر، وتطرح قضايا أخلاقية في المجتمع، كما أنها مكلفة للغاية.

يعد الهدف الأول من سعي العلماء وراء اكتشاف الحفظ بالتبريد، هو تطبيقه على الجسم البشري، وهو الحفاظ على الجسم في درجة حرارة منخفضة ( 196 درجة مئوية تحت الصفر) للأشخاص الذين لم يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة بالطرق الطبية المعروفة، مع الأمل في إمكانية إنعاش أجسادهم وإعادتها إلى الحياة مرة أخرى في المستقبل.

وقالت “جاياسينا”: “رغم أنه ليس هناك فائدة مؤكدة من عملية الحفظ بالتبريد، فإن هناك منظمتين تعملان في تبريد الأجسام، داخل الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى شركة روسية، ومختبر أوروبي في البرتغال.

وفي أغسطس الماضي أعلن “آرون دريك” الخبير المشهور عالميا في علوم التبريد، بأنه نجح في إجراء عملية تجميد لجسم امرأة صينية في مدينة “جينان”، عاصمة مقاطعة “شاندونغ”، فيما يعد أول عملية لحفظ الجسم البشري بالتبريد تتم في الصين، والتي تمت داخل معهد “فونغين” لعلوم الحياة التابع لجامعة شاندونغ.

وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة “الشعب” اليومية الصينية، أن المرأة التى خضعت للتجميد تدعى “تشان”، البالغة من العمر 49 عاما التي تم تشخيصها بالإصابة بمرض سرطان الرئة في مراحله المتقدمة في مايو عام 2015.

المصدر: روتانا – دعاء رفعت.

[gallery link="file" columns="1" size="full" ids="346897,346898,346899"]

شارك هذا الخبر!