الشريط الاخباري

"هآرتس": روسيا وإيران تتنازعان على سوريا وراء الكواليس

نشر بتاريخ: 29-08-2018 | أخبار إقليمية ودولية
News Main Image

طهران/PNN - تراهن إسرائيل، منذ أكثر من عامين، بحسب تقديرات سابقة لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، على اقتراب لحظة الفراق أو المواجهة بين كل من إيران وروسيا، مع تعاظم التناقض بين مصالح الطرفين في سورية بعد الحرب.

وقد اعتبر المحلل العسكري في "هآرتس"، "عاموس هرئيل"، في هذا السياق، أن الاتفاق العسكري بين إيران والنظام السوري، الذي أعلن عنه أمس، بمثابة "إطلاق للمعركة أو الحرب للسيطرة على سورية، وهي حرب تدور رحاها وراء الكواليس".

وبحسب هرئيل، فإن حدة التوتر في سورية، على خلفية بوادر أولى للتناقض بين إيران وروسيا، اتخذت طابعاً جديداً مع اقتراب انتهاء الحرب في سورية لصالح النظام، خاصة بعدما حركت روسيا أسطولاً مما لا يقل عن 10 سفن حربية وغواصتين باتجاه الشواطئ السورية، معللة ذلك باستعداداتها للمعركة الأخيرة ضد آخر موقع للثوار في مدينة إدلب، وهو تحرك جاء غداة الاتفاق العسكري الإيراني مع النظام السوري.

واستذكر هرئيل أن "التدخل الروسي قبل ثلاث سنوات، عبر دخول القوات الجوية الروسية الحرب، كان العامل الذي حوّل مجريات الأمور في سورية لصالح النظام"، مضيفاً أن "روسيا لا تزال تحتفظ بقواتها في سورية لتأمين هذه النتيجة اليوم أيضاً، ولكن وبموازاة ذلك لخدمة مصالح روسيا الأخرى، وفي مقدمتها المحافظة على طريق للبحر المتوسط من خلال سيطرتها على ميناء طرطوس شمال سورية".

وبحسب المحلل العسكري ذاته، فإنه "لا يمكن عدم ملاحظة التناقض في المصالح بين روسيا وإيران، وإن كان البلدان يقفان في صف واحد، أي في صف النظام، ويمتنعان عن المواجهة المباشرة والعلنية، إلا أن كلا منهما يتطلع للفوز بالعقود المستقبلية لإعادة إعمار سورية، والتي قد تعتمد في تمويل عمليات إعادة الإعمار على استغلال مخزون النفط السوري، عدا عن أن البلدين معنيان بالإبقاء على تواجد عسكري لهما في الأراضي السورية".

وبحسب هرئيل، فإن توقيع وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، على الاتفاق العسكري مع النظام السوري حمل رسالة واضحة لإسرائيل مفادها: "نحن هنا لنبقى"، مضيفا أنها "رسالة تأتي بعد شهر من تمكن النظام من بسط سيطرته مجددا على جنوب سورية، وبعد أن كانت روسيا أعلنت عن توصلها لتفاهمات مع إيران بشإن إبعاد قوات الأخيرة لمسافة نحو 85 كم من الحدود مع إسرائيل، لكن هذه التفاهمات لا تشمل محيط مدينة دمشق القائم اليوم في صلب الشريط العازل (بين إسرائيل وسورية) الجديد".

ومع أن مصدراً إسرائيلياً رفيع المستوى أعلن، أمس، أن "إسرائيل لن توقف جهودها الرامية لإخراج إيران من سورية، سواء كانت هذه الجهود سياسية ودبلوماسية أم عسكرية" (في إشارة للضربات الإسرائيلية في العمق السوري)، إلا أن هرئيل يلفت إلى أن "موضوع إعادة بناء الجيش السوري، الذي تتحدث عنه الاتفاقية الإيرانية السورية الجديدة، لا يحتل مرتبة متقدمة في قائمة التهديدات الأمنية التي تقلق بال إسرائيل".

شارك هذا الخبر!