الشريط الاخباري

اوروبا تحذر الولايات المتحدة بضرورة تطبيق المعايير الدولية في حل الصراع

نشر بتاريخ: 24-12-2018 | أفكار
News Main Image

بقلم/ سمير عباهرة

 

خرجت دول الاتحاد الاوروبي عن صمتها ووجهت تحذيرا للولايات المتحدة التي تستعد لاطلاق مشروعها لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بما يسمى بصفقة القرن بأن هذا المشروع يمكن ان يكون مصيره الفشل ويتعرض للادانة فيما لو تم تجاهل المعايير الدولية المتفق عليها في تسوية الصراع وركزت دول الاتحاد الاوروبي في تحذيرها على اهم هذه المعايير التي تتعلق بالتسوية على اساس حل الدولتين بحدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وجددت دول الاتحاد الاوروبي على التزامها القوي المتواصل بالمعايير المتفق عليها دوليا لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والاتفاقات السابقة.

التحذيرات والتنبيهات الاوروبية للولايات المتحدة يمكن ان تعطي صورة اكثر وضوحا حول منطقة الشرق الاوسط وملفاتها الساخنة وتحديدا بما يتعلق بالصراع وما نتج عنه من تفاعلات اقليمية ومحاولات تمييعه وما نتج عنها من تداعيات ربما دفع بالاوروبيين لقرع جرس الانذار بان اي حل لا يأخذ بالحسبان حقوق الفلسطينيين في اقامة دولتهم في حدود الاراضي التي احتلتها اسرائيل عام 1967 بما فيها القدس الشرقية بعد الانسحاب الاسرائيلي الكامل، فان المنطقة ستبقى تعاني من عدم الاستقرار وتبقى عرضة لمزيد من التصعيد بما يساهم في عدم الاستقرار الدولي،وهذه الدعوة الاوروبية تنسجم ايضا مع الدعوة التي اطلقتها الولايات المتحدة عشية البدء بعملية السلام بان عدم حل القضية الفلسطينية سيبقي المنطقة في حالة من عدم الاستقرار وهو ما يتعارض مع المصالح الامريكية.

الاتحاد الاوروبي اطلق صافرة انذار داخل البيت الابيض وأكد بأن تجاوز المعايير الدولية المتفق عليها في حل الصراع قد يؤدي إلى المساس بالمصالح الغربية وبمستقبل المنطقة ويبقي الموقف الامريكي في حالة من عدم المصداقية الامر الذي يعرض الدور الامريكي للتهميش وعدم التعاطي معه ورفضه بحكم انحيازه التام لاسرائيل بل اعتباره طرف في عملية الصراع بسبب الدعم الاعمى الذي تقوم به الولايات المتحدة من دعم لاسرائيل في تجاوزها واختراقها للقانون الدولي وتوفير الحماية لها في مجلس الامن حتى ان المبعوث الامريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات اكد ان " على العالم أن يدرك أن أميركا ستبقى حازمة في دعمها لإسرائيل، وأمنها، وشعبها" .

ويحمل التحذير الاوروبي في طياته مطالب بضرورة تراجع الولايات المتحدة عن الخطوات التي اتخذتها وتركت اثارا سلبية على امكانية اي تقدم في عملية السلام وفي مقدمتها التراجع عن اعتبار القدس الموحدة عاصمة لاسرائيل حيث ان الموقف الامريكي هذا حطم التوافق الدولي حول القدس وعمل على اخراجها من دائرة التفاوض الى جانب قضية اللاجئين باعتبارهما عصب عملية السلام. التحذير الاوروبي وفي حكم المؤكد لن يلقى آذانا صاغية في واشنطن لان الولايات المتحدة كانت دائما تحاول ان تستحوذ بشكل كامل على كل الجهود السياسية المرتبطة بعملية السلام والعملية التفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ولم تسمح لاي جهة كانت ان تدخل على خطها حتى ان الرباعية الدولية والتي يمثل الاتحاد الاوروبي احد اعضاءها جرى تهميشها على يد الانفراد الامريكي في مسألة الصراع في الشرق الاوسط ومحاولة تسويته،ولا يلوح في الافق اية بوادر امريكية للتعاطي مع التحذير الاوروبي حيث ان الولايات المتحدة لا تريد اعطاء اي دور للاوروبيين في عملية السلام. وهنا يجب الوقوف مطولا على هذه التطورات في العلاقات الدولية وان تبدأ الدول المدافعة عن القانون الدولي ايضا بقرع جرس الانذار لان ما يجري هو تفرد واضح في تجيير القانون الدولي لمصالحهم وبعيدا عن تحقيق العدالة وسيادة الامن والسلم الدوليين. هذا الموقف الاوروبي يؤكد ان هناك قوى عظمى تقف في وجه السياسة الامريكية ولو نظريا وتؤكد لها بانه ليس مسموحا لها ان تبقى تنفرد بالقرار الدولي لوحدها، وتتفرد بوضع حلول تتعارض كليا مع القانون الدولي والمعايير الدولية.

التحذير الاوروبي يحمل رسالة واضحة بأن الاحتلال الاسرائيلي يجب ان يرحل عن الاراضيب الفلسطينية المحتلة عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

شارك هذا الخبر!