الشريط الاخباري

أشجار السماء تهزم الاحتلال..

نشر بتاريخ: 24-01-2019 | سياسة
News Main Image

طوباس/PNN - اعتلى مسؤولون وممثلو مؤسسات رسمية وأهلية ومزارعون تلال المنطار الشرقي في قرية كردلة أقصى لأغوار الشمالية، وتنافسوا على غرس أشجار الزيتون في أرض مهددة بالمصادرة.

وأمسكت آيات دراغمة، بمعول وراحت تنهال بالتراب على غرسة صغيرة، وقالت: "نحن نزرع، والاحتلال يقتلع، ومصممون على زراعة أرضنا، وحمايتها من أنياب الاستيطان."

وكان أمين سر "فتح" في المنطقة، هاشم صوافطة، يحمل فسائل بيديه، ويشير إلى أن حرب الاحتلال على الأغوار لا توفر أشجار الزيتون، فيقتلع المستوطنون الأشتال، وتجرف الآليات والدبابات الحقول، وفي المقابل ينهب المستوطنون الأرض، ويشجرونها، ويدعون أنها "مُلاكها".

وأضاف خلال الحلقة (108) من سلسلة أصوات من طوباس، التي تنفذها وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية: نحافظ بغرس الأشجار على الأرض، وعشنا على وقع تدمير حقول ومزروعات في سهل قاعون، وبردلة، والحمة، وعين البيضاء، ومواقع أخرى.

وسرد صوافطة، المولود في بردلة عام 1974، أنه يعيش على وقع مصادرة، ويشاهد التهويد اليومي للأرض، فيما تنهب إسرائيل المياه من تحت أقدام المواطنين، وتمنع الرعاة من الجبال، وتلاحق قاطفي العكوب.

وأكد محافظ طوباس والأغوار الشمالية، اللواء يونس العاص، وهو يغرس فسيلة أن غرس الأشجار رسالة إصرار يقدمها شعبنا بفلاحيه ومؤسساته وهيئاته، الذين يصرون على حماية أرضهم، ويدافعون عنها.

وقال: "نختار شجرة الزيتون لأنه المعمرة، وهي الشاهد على تاريخ عريق لفلسطين منذ الأجداد الكنعانيين."

وتابع العاص: ينهب الاحتلال كل شيء، ويصدر إلى العالم الزيتون باسمه، وينسى أن الشجرة المباركة انتصرت على كل المحتلين، الذين رحلوا وبقيت هي صامدة.

ووالى: لا نستطيع ربط الغراس بالسلاسل لحمايتها من الاقتلاع، لكننا لن نعجز عن غرس أرضنا مرة تلو الأخرى، فهي لنا، ونحن أصحاب الدار.

وراح الناشط وعضو اللجنة المركزية لحزب الشعب خالد منصور، يضرب الأرض بيديه، فيما يردد شعارات وأهازيج وطنية تحث المشاركين في الفعالية التي دعمتها مؤسسة “penny appeal”، واتحاد جمعيات المزارعين الفلسطينيين، ونظمتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، بالتعاون مع محافظة طوباس.

ومما غنّاه منصور:" على دلعونا على دلعونا، أحلى التطوع غرس الزيتونا، وزرعنا الأرض بالزيتون وأسقيناها بالعيون".

واستعاد رئيس مجلس كردلة، غسان فقهاء، الأسماء الشعبية لتلال قريته وروابيها، وقال: سنعمر المنطار الشرقي، والمنطار العلوي، وخلة عوض، ومراح قاسم، ومنطار أبو عبيد، وتلة سليمان، وسنصل جبال جباريس.

وزاد: اقتلع الاحتلال في آخر عدوان 150 شجرة في عين البيضاء، واليوم نغرس 50 دونماً، ولدينا نحو ألف شجرة، وزيتوننا ملاحق من الاحتلال.

وبين مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في شمال الضفة مراد شتيوي، في تصريحات صحافية: تأتي الفعالية كجزء من استراتيجية الهيئة، لدعم صمود المواطنين في المناطق المهددة، وستنظم فعاليات أخرى في القريب.

وأوضح رئيس مجلس عين البيضاء مصطفى فقهاء أن الأهالي والمزارعين يمارسون اليوم حقهم في أرضهم المستهدفة، ولن نترك أرضنا بالرغم من كل محاولات حرماننا منها.

وقال: لا نهاب اقتلاعهم، وسنكرر الغرس، وفي كثير من المناسبات يوزع الاحتلال الاخطارات للمزارعين بتهمة فلاحة أرضهم بالزيتون، ويقدمهم للمحاكمة، لكننا مستمرون، فهذه أرضنا، وهذا أبسط حق لنا.

واحتمى الناشط في اتحاد المزارعين، خيري حنون، من شمس الشتاء بقبعة، وأخذ يهم بغرس أشتال، ولخص المشهد: بقاء الأرض الجرداء يعني أنها حجة للاحتلال كي يصادرها، ويحتم علينا الواجب حمايتها بالأشجار والمزروعات، وتكرار اقتلاع إسرائيل للزيتون وتجريفها للحقول يثبت أنها تمارس الإرهاب ضد كل شيء.

وفي أسفل التلة، كانت ناشطات نسويات يعلمن زميلاتهن على الفلاحة، وقالت آيات دراغمة: "إنها فرصة جيدة للتواصل مع الأرض، وتعلم فنون الدفاع عنها، والزيتون خير الأشجار."

وقال المفوض السياسي والوطني لمحافظة العقيد محمد العابد إن المشاركة الرسمية والشعبية في زراعة الأرض تعيدنا إلى سيرة التطوع والعمل الجماهيري، الذي أثبت فاعليته، وشكل حالة داعمة للمقاومة الشعبية.

وأضاف: إهمال الأرض وهجرتها، يعني تركها "لقمة سائغة" للاحتلال ومستوطنيه، علينا أن نٌخضّر كل مساحة ممكنة، ونُعيد زراعة كل حقل جرى استهدافه.

شارك هذا الخبر!