الشريط الاخباري

لافروف يبحث عن دور سياسي لبلاده في المغرب العربي

نشر بتاريخ: 28-01-2019 | أخبار إقليمية ودولية
News Main Image

موسكو/PNN- حملت جولة وزير الخارجيّة الروسي، سيرغي لافروف، نهاية الأسبوع الماضي، للجزائر والمغرب وتونس، ثلاثَ ملفّات أساسيّة، هي دعم مساعي النظام السوري للعودة للجامعة العربيّة، وبحث الأزمة الليبيّة ونزاع الصحراء.

وعشيّة الجولة، التي بدأها لافروف في الجزائر، الأربعاء الماضي، قالت الخارجية الروسية في بيان "نولي أهمية للتحقق المنتظم من مقارباتنا لحل المشاكل الموجودة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء".

وشدّدت موسكو على أن "تعميق التنسيق مناسب تماما للمصالح الروسية".

وبلغت المبادلات بين موسكو والجزائر في 2018، أكثر من 4.5 مليار دولار، ومقارنةً بـ2017، ارتفعت مبادلات روسيا التجارية مع المغرب، في 2018، 17 بالمائة، لتبلغ 1.4 مليار دولار، بحسب البيان.

بينما بلغت مبادلات روسيا مع تونس نحو 760 مليون دولار، في 2018، مقارنة بـ511 مليون دولار، في العام السابق.

نزاع الصحراء

خلال مؤتمر صحافي مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، في الرّباط، الجمعة، قال لافروف إن حل نزاع إقليم الصحراء ينبغي أن يتم في إطار قرارات الأمم المتحدة.

وأضاف "نريد أن نحرز تقدما لحل النزاع الذي طال على أساس التوافق بين الأطراف".

ورأى أن استقرار شمال أفريقيا "لا يمكن أن يتحقق من دون حل نزاع الصحراء سريعا، وتنفيذ كل قرارات مجلس الأمن".

بدأ النزاع حول إقليم الصحراء في 1975، بعد انتهاء الاحتلال الإسباني للمنطقة، ثم تحول إلى حرب بين المغرب وجبهة "البوليساريو" توقفت في 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة.

القمة العربية

وفي الجزائر، قال لافروف، خلال مؤتمر مع وزير الخارجية، عبد القادر مساهل، إن "روسيا والجزائر لهما مواقف متطابقة حول التسوية السياسية وفقا للوائح الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن 2254 (لعام 2015)، واحترام وحدة وسيادة سورية".

وعبر مساهل، الخميس، عن "مساندة الجزائر لمسار أستانة"، الذي يبحث عن حل سياسي للنزاع السوري، بمشاركة أطراف في مقدمتها روسيا وتركيا وإيران.

أما في تونس، فشدد لافروف، على "ضرورة" عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، مع اقتراب القمة العربية في تونس، آذار/ مارس المقبل.

وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي، خميس الجهيناوي، السبت، قال لافروف "أنا متأكد أن أصدقاءنا التونسيين مهتمّون بعودة اللاجئين السوريين الموجودين في تونس إلى بلادهم قريبًا، في إطار تعزيز الموقف الروسي من الأزمة في سورية".

لكن الجهيناوي رد بأن قرار "عودة سورية إلى الجامعة العربية ليس قرارا تونسيا.. هو يهم الجامعة العربية، التي ارتأت في 2011، تعليق عضوية سورية"؛ احتجاجا على اعتماد النظام السوري الخيار الأمني لقمع احتجاجات شعبية مناهضة له.

وتابع: "وزراء الخارجية العرب سيجتمعون ويقررون ما يريدونه بالنسبة لسورية، وما يهمنا في تونس؛ أمن سورية واستقرارها ووحدتها الوطنية".

الوضع الليبي

نقطة أخرى كانت بارزة في جولة لافروف المغاربية، وهي الأوضاع في ليبيا.

فقبيل الجولة، شدت الخارجية الروسية، في بيان، على أهمية "التعاون مع تونس في السياسة الخارجية، وخاصة للوصول إلى تسوية للوضع الليبي".

وقال لافروف في تونس إنه "تم الاتفاق مع الجانب التونسي على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في ليبيا، سواء على المستوى الثنائي أو مع الأمم المتحدة".

وتعاني ليبيا، منذ سنوات، من صراع على الشرعية والسلطة واقتتال بين كتائب عديدة مسلحة في البلد الغني بالنفط.

3 أهداف رئيسية: عودة الأسد للجامعة العربيّة، الأوضاع في ليبيا، الاقتصاد

وفقا للدبلوماسي التونسي السابق، توفيق ونّاس، فإن "الأهداف الثلاث الرئيسية لزيارة لافروف هي طرح المقاربة الروسية لأوضاع ليبيا وسورية، وكذلك دعم المبادلات الثنائية".

وأضاف ونّاس، للأناضول، أن "روسيا تريد أن تتموضع في المغرب العربي، بعد أن تموضعت في الشرق الأوسط".

وتابع "الآن توجد معضلة في المغرب العربي، وهي المعضلة الليبية.. البحث عن حلّ تكون فيه روسيا طرف هو من الأهداف الأساسية لزيارة لافروف لدول الجوار، خاصة تونس والجزائر وكذلك المغرب معنية بموضوع ليبيا".

وأردف أن "محاولة المساعدة على استرجاع مقعد سورية في الجامعة العربية إلى حكومة بشار الأسد، أيضا من الأهداف".

وبشأن النتائج المنتظرة من الجولة، رأى ونّاس، أنها "قد لا تتوصل إلى كل النتائج، لكن على الأقل ستساهم في تحقيقها، فالنتائج المرجوة تأخذ وقتا".

وأضاف بقوله "الواضح أنه لن يكون هناك حل سياسي في ليبيا وسورية من دون روسيا".

واعتبر ونّاس، أن "روسيا أصبحت فاعلا مؤثرا في القضايا الدولية عامة، ومنها الوضع في ليبيا ومالي ومكافحة الإرهاب".

أقرب إلى حفتر

لكن الأستاذ المختص في تاريخ العلاقات الدولية بجامعتي تونس وباريس، فرج معتوق، قلّل من أهمية التأثير الروسي في المشهد الليبي.

وقال معتوق للأناضول إن روسيا "تتحسس طريقها في ليبيا، وهي لم تقبل ما وقع في ليبيا من تدمير"، في إشارة إلى التدخل العسكري الغربي للمساعدة على الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969- 2011).

وأضاف أن "البلدان الغربية تخوض صراعًا من أجل النفط، وقد تجد روسيا نفسها فعلا أقرب إلى خليفة حفتر (قائد القوات المسيطرة على شرقي ليبيا)؛ لأنه الأقرب إلى مصر وسورية".

وتابع: "روسيا خسرت ليبيا، وتحركها بطيء... الجزائر وتونس ومصر لها حدود مع ليبيا.. إستراتيجيًا تعتبر الزيارة مهمة لروسيا في طريق البحث عن كيفية الدخول إلى ليبيا، البلد الذي خسرته".

شارك هذا الخبر!