الشريط الاخباري

رهان باكستاني على بن سلمان لإنعاش الاقتصاد وإنهاء الحرب مع طالبان

نشر بتاريخ: 17-02-2019 | أخبار إقليمية ودولية
News Main Image

الرياض/PNN- يزور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الأحد، باكستان في مستهل جولة في جنوب آسيا والصين، لكن من المحتمل أن تلقي التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان بظلالها على الزيارة، حيث من المرجح أن يلتقي بممثلين من حركة طالبان، وذلك ضمن جهود لإنهاء حرب أفغانستان المستمرة منذ 17 عاما.

وتأتي الزيارة بعد أيام من تفجير انتحاري سقط فيه 44 من رجال الشرطة شبه العسكرية في الهند قتلى في إقليم كشمير المتنازع عليه. وقد اتهمت نيودلهي باكستان بأن لها يدا في التفجير وتوعدت بمعاقبة إسلام أباد التي تنفي أن ضلوعها فيه.

وفي إسلام أباد من المتوقع أن يجتمع ولي العهد مع خان وقائد الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا. وقالت مصادر حكومية باكستانية، إنه من المرجح أيضا أن يجتمع الأمير محمد مع ممثلين لجماعة طالبان الأفغانية لبحث مفاوضات السلام الرامية لإنهاء الحرب الأهلية المستمرة في أفغانستان منذ 17 عاما.

وترحب باكستان التي تعاني من نقص السيولة المالية وتحتاج لدعم الدول الصديقة بولي العهد السعودي في الزيارة التي ينتظر أن يوقع خلالها اتفاقات استثمارية بما يتجاوز عشرة مليارات دولار.

وساندت السعودية في الأشهر الأخيرة الاقتصاد الباكستاني بتدعيم الاحتياطيات الأجنبية المتناقصة بسرعة بقرض قيمته ستة مليارات دولار، الأمر الذي أتاح لإسلام أباد فرصة لالتقاط الأنفاس في مفاوضاتها على خطة إنقاذ مع صندوق النقد الدولي.

ويقول محللون، إن إسلام أباد تتعامل مع زيارة الأمير محمد باعتبارها أكبر زيارة دولة منذ زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، في 2015، في أعقاب إعلان بكين خططا لاستثمار عشرات المليارات من الدولارات في البنية التحتية في باكستان في إطار مبادرة الحزام والطريق العالمية الصينية.

وتمثل الزيارة تعميقا للعلاقات بين البلدين الحليفين اللذين تركزت علاقاتهما سابقا على دعم السعودية للاقتصاد الباكستاني في فترات الشدة مقابل دعم الجيش الباكستاني القوي للسعودية والأسرة الحاكمة.

وقال الباحث في مركز "تبادلاب" الباكستاني المتخصص في دراسات السياسات العامة العالمية والمحلية، مشرف زيدي: "ما يحدث في هذه العلاقة هو تجديد لالتزام باكستان بالمساعدة في حماية الأسرة الحاكمة والنظام القائم في السعودية، وفي الجانب الآخر هناك تطمين بأن السعودية لن تواصل فحسب العمل كصديق إستراتيجي يساعد في دعم الوضع المالي في باكستان عند الضرورة بل ستصبح مشاركة في الاستثمار على نطاق أوسع في باكستان".

وستغلق باكستان مجالها الجوي وتشدد الإجراءات الأمنية في إسلام أباد بمناسبة زيارة ولي العهد الذي سيصبح أول ضيف يقيم بمقر إقامة رئيس الوزراء. وكان رئيس الوزراء الجديد عمران خان قد رفض الإقامة في المقر في محاولة لتوفير المال العام.

وكانت آمال باكستان في المزيد من الفرص الاستثمارية من السعودية قد منيت بانتكاسة، يوم السبت، عندما أعلنت الحكومة إرجاء مؤتمر الأعمال الباكستاني السعودي.

وأشار مسؤولون باكستانيون بالفعل إلى أن السعودية ستعلن ثمانية اتفاقات استثمارية من بينها مجمع لتكرير النفط والبتروكيماويات تبلغ استثماراته عشرة مليارات دولار في مدينة جوادار الساحلية التي تبني فيها الصين ميناء.

غير أن وصول ولي العهد يأتي وسط توعد من الهند بعزل باكستان دوليا في أعقاب التفجير الذي كان أكثر الهجمات دموية في كشمير منذ عشرات السنين.

وتطالب نيودلهي باكستان بالتحرك ضد جماعة "جيش محمد"، التي تقول الهند إنها تحظى بدعم الدولة الباكستانية. وتنفي إسلام أباد أنها لعبت أي دور في التفجير ودعت إلى إجراء تحقيق.

شارك هذا الخبر!