الشريط الاخباري

فتنت روحنا يا ام الشهيد عمر أبو ليلى.. فتنت روحنا يا ام كل شهيد

نشر بتاريخ: 21-03-2019 | أفكار
News Main Image
نادية حرحش

كم يستحق هذا اليوم ان يكون عيدا؟

كما كل الأعياد والمناسبات الاستهلاكية التي تطال وجداننا على مدار العام، يأتي عيد الام ليستهلكنا. تكريم للام في يوم بالسنة بهدية تؤكد دورها الاستهلاكي بالمجتمع، من طنجرة ومكنسة كهربائية وأدوات تنظيف تحسن على عطائها خلال أيام السنة مع باقة ورود.

نعم تستحق تلك الأمهات اللاتي لم ينجبن شهداء ان يحتفل بهن ابناءهن بطنجرة ومقلى ودزينة من الصحون او الكؤوس. ولكن.... مع آهههه تشق النفس مع سماع ام الشهيد عمر، فان كان ليوم الام حاجة ، فهو للاحتفاء بامهات الشهداء. وكأن الكون يذكرنا كل عام بأن ام الشهيد هي الام الوحيدة التي يجب ان نحتفي بها ولو بيوم. هي الوحيدة التي تستحق ان يكون يوم الام يومها.

وكما في كل عام تضيق فيها امالنا وتكبر فيها اوجاعنا بما يطال هذا الوطن من إخفاقات وآلام تحرقنا، طل علينا الربيع بيوم الام لتنثر ام الشهيد عمر أبو ليلى ورفيقاتها من الأمهات أرواح ابنائهن شهداء الى السماء. ربما يكون هؤلاء الشهداء من خيرة الشباب نجوم في السماء يضيؤون الطريق المظلم في ارضنا لعل الفرج يأتي من ابن او ابنة ربته امه ليكون شهيدا.

في هذا اليوم يأتينا عيد الام ولقد أشعلت ام الشهيد البطل عمر أبو ليلى مفاتن وجداننا. فتنتنا بصبرها وبزهو روحها وبيقينها وفخرها بابن ربته ولم تضع تربيته في سبيل الاسمى سدا.

ابكتنا ام الشهيد عمر وجعلتنا نتمنى الشهادة مصيرا لأبنائنا. وكأن هذا هو ما تقوم به الام الحقيقية. ان تقدم لوطن اسمه فلسطين ابنا شهيدا. الام في فلسطين بلا شك اما أخرى ، اما جل ما تبتغيه هو ارتقاء ابنها ليكون شعلة نور في السماء لأجيال أخرى قادمة.

اههههههه أخرى تزهقها انفاسي. انفاسي تلك التي تنتظر لحظة سماع صوت أبنائها او حضنهم او الاطمئنان عليهم. أي ام انت يا ام الشهيد؟ في هذا اليوم يجب ان يكون الاحتفاء فقط لأمهات الشهداء ان كان هناك عيد للام فهي وحدها الام. لان ليس كل من ينجب لهذه الدنيا ينجب نورا خالدا للوطن. فهناك من ينجبن النار التي تحرق الأوطان.

بينما تتأمل ام عمر أبو ليلى ورفيقاتها من أمهات الشهداء اليوم السماء يبحثن عن نجمة صارت تنير ظلماتنا هنا على الأرض. هناك من النساء من انجبن خائنين للوطن، عديمي المروءة والإنسانية عبدة لشياطين المال والاحتلال.

كيف ترفع رأسها ام عرفت ان ابنها كان جزء من اغتيال الشهيد البطل عمر بالأمس وشهداء على غرار مثل باسل الاعرج واحمد جرار وقائمة طويلة عرفنا عنها ولم نعرف.

من اجل هذا ليست كل أم، أم وليس كل من أنجب يستحق فخر المعايدة والاحتفاء وليس كل من بر بأم كان بارا بوطن فلا خير برحم يحمل خائن قادم فطريق الجنة تحت قدم ام عمر، ام الشهيد ورفيقاتها من أمهات الشهداء

فالأمومة من بعدك يا ام الشهيد ليست أكثر من عملية بيولوجية تحكمها الطبيعة للاستمرار. واكثرنا نستمر عبثا من اجل ان تتوج امومتنا بطنجرة ومقلى فرن غاز. فتنت قلوبنا يا ام الشهيد ارفعي رأسك عاليا شمخا فابنك فوقنا يضيء لنا الطريق المجد والخلود لشهدائنا الابرار وتحية اجلال لام الشهيد...الشهيدة الحية.

شارك هذا الخبر!