الشريط الاخباري

ليبرمان ومصير التفاهمات بين حماس وإسرائيل

نشر بتاريخ: 16-04-2019 | أفكار
News Main Image

بقلم: المحلل العسكري عاموس هرائيل – هآرتس:

قائد حماس بغزة يحيى السنوار كشف للفصائل بغزة عن التفاهمات التي تم التوصل اليها بين حماس وإسرائيل برعاية الخابرات المصرية، وأبلغهم أن إسرائيل ستوافق على تسهيلات واعادة اعمار غزة، مؤكدا على أن هذه التفاهمات لا تتعلق بمفاوضات ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى.

زعيم حزب "يسرائيل بيتنا" أفيجور ليبرمان، قد يعود مرة أخرى الى وزارة الجيش، وقد تشكل عودته صعوبة في تطبيق هذه التفاهمات التي كشف عنها السنوار، والتي تشير الى الحديث عن وقف اطلاق نار طويل المدى، مقابل تحسين للأوضاع الاقتصادية بغزة.

السنوار أكد للفصائل أن حماس لم تتراجع عن مبادئها فيما يتعلق بالتفاوض مع إسرائيل، وأن المفاوضات جرت بشكل غير مباشر، بوساطة مصرية، بدون الاعتراف بإسرائيل. وأكد كذلك على أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه، ليس سياسيا، ولا يتعلق بالتحركات السياسية بالمنطقة، وغير متربط بالمفاوضات على الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس بغزة.

وبالنسبة للسنوار، فحماس لن توافق على تسليم سلاحها، وترفض كل المطالب المتعلقة بنزع سلاح غزة. وأكد السنوار كذلك على أن الأصبع لا تزال على الزناد، بمعنى أن حماس مستعدة لكافة الخيارات ولاندلاع مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

وبحسب السنوار، فإسرائيل ستوافق على عدة مبادرات خليجية، لإقامة مشاريع اقتصادية في قطاع غزة، وزيادة الدعم المالي من قطر الى 30 مليون دولار، وخطوات أخرى سيتم تنفيذها في المرحلة النهائية من الاتفاق، مثل زيادة كمية الوقود لغزة، واقامة محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، مقابل التزام حماس بالامتناع عن العنف ضد إسرائيل من القطاع.

تصريحات السنوار تدل على رغبة جدية لدى الأطراف للتوصل الى هدوء طويل المدى، وهذا ما تؤكده التجارب العملية، حيث أن تظاهرات مسيرات العودة الأخيرة، كانت أقل عنفا من السابق، بالإضافة الى وقف تظاهرات الإرباك الليلي، والبالونات المتفجرة.

نتنياهو وبعد فوزه بالانتخابات، أصبح صاحب حرية مناورة كبيرة، فالانتخابات مرت بهدوء، وغالبية الجمهور الإسرائيلي أيده وعبر عن تأييده لسياساته، حتى تجاه قطاع غزة. وبحسب الوضع الصعب في القطاع، حماس كذلك معنية بتطبيق هذه التفاهمات، لكن الأمور قد تتغير بسرعة، بسبب أي حادثة عرضية، أو خلاف حول لجوهر التفاهمات.

الوضع في غزة ينعكس بشكل كبير على مصير تشكيل الحكومة القادمة، وبحسب النتائج الموجودة، فإن ليبرمان بالمقاعد الخمسة التي حصل عليها، سيكون شريكا أساسيا في هذا الإئتلاف، وبذلك سيكون أكثر مساومة أمام نتنياهو.

ليبرمان يحاول شق طريقة الى وزارة الجيش مرة أخرى، لكن هناك مشاكل كثيرة أمام ليبرمان للعودة الى وزارة الجيش، فهو لم يستطيع أن يحقق ناجحات خلال الفترة السابقة، بسبب الخلافات بينه وبين رئيس الأركان، وكذلك الخلافات بينه وبين نتنياهو، التي جاء أساسا بسبب سياسات نتنياهو الأمنية التي عارضها ليبرمان واستقال على أثرها.

ليبرمان ركز في دعايته الانتخابية على وضع حلا جذريا لمشكلة قطاع غزة، من خلال القضاء على حكم حماس، ولكن هذه التصريحات تعرضت للشك، خصوصا أنه هدد مسبقا بتصفية هنية ولم يفعل. وحتى الآن ليبرمان مرشح أساسي لتولي حقيبة وزارة الجيش، لكن على ضوء هذه الأحداث، قد تبقى حقيبة وزارة الجيش بيد رئيس الوزراء نتنياهو.

شارك هذا الخبر!