الشريط الاخباري

أعشاب البحر.. خط الدفاع الأول أمام تآكل الشواطئ

نشر بتاريخ: 09-05-2019 | منوعات
News Main Image

إحدى أكبر المشكلات التي تواجه البشرية حاليا قادمة من البحر، فمع ارتفاع متوسطات درجات الحرارة العالمية بمعدل اقترب من درجة ونصف الدرجة عن المتوسط العالمي، بدأت في الذوبان كمياتٌ أكبر من الجليد في جبال العالم الثلجية، وأماكن مثل غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية.

ذوبان الجليد يتسبب في ضرر مباشر للسواحل الأرضية، حيث يرتفع مستوى سطح البحر شيئا فشيئا، فيتسبب ذلك، في أولى مراحله، برفع درجات احتكاك المياه مع الشواطئ مما يعجل بتآكلها، أما في المراحل التالية فإن الشواطئ تنغمر تماما بالماء لمسافات كبيرة.

الدفاع الأول لكن باحثين من معهد "أم آي تي" -في دراستين منفصلتين نشرتا مؤخرا بدوريتي "كوستال إنجنيرينغ" و"فلويد آند ستراكشر"- أعلنوا أنه يمكن بحل بسيط للغاية بأن نخفف من تآكل الشواطئ أو الجدران الشاطئية الخرسانية التي تبنيها بعض المدن على الشواطئ خشية ارتفاع المياه.

وبحسب الدراستين الجديدتين، فإن هذا الحل يتمثل في الأعشاب البحرية، فوجودها بكميّات كبيرة على الشواطئ يمنع تآكلها، ويخفف من تآكل الجدران البحرية، كما أنه مفيد للمياه حيث يحسن جودتها ويسحب منها كميات الكربون الزائدة بسبب التغير المناخي.

بجانب ذلك، فإن مزايا الأعشاب البحرية تمتد لخدمة الثروة السمكية، حيث توفر كما ضخما من الطعام لها يساوي أربعة تريليونات دولارات سنويا.

 أهمية الأعشاب البحرية تمتد لتوفير كميات كبيرة من الطعام للثروة السمكية وامتصاص الكربون الزائد من المياه (بيكسابي)

محاكاة ناجحة وفي التجارب الخاصة بهم، قام الفريق البحثي ببناء نموذج نظري لتوقع الخدمات التي يمكن أن تقدمها الأعشاب البحرية للشواطئ التي ستزرع على جوانبها، ثم قاموا باختبار هذا النموذج عبر زرع نوع محدد من الأعشاب البحرية يدعى "زوستيرا" في معمل على شكل خزان بمعهد "أم آي تي" يبلغ طوله 24 مترا.

ثم قام الباحثون بمحاكاة حركة الأمواج التي يمكن أن تتعرض لها تلك الأعشاب على شواطئ طبيعية، وجاءت النتائج لتتفق مع توقعات النموذج النظري بتحسن مقاومة الأماكن التي زرعت فيها الأعشاب البحرية للتآكل.

وبحسب الدراسة فإن تلك النتائج قد تأكدت بفحص عملي لأحد أكثر الشواطئ امتلاء بالأعشاب البحرية هو شاطئ جزيرة مايوركا الإسبانية بالبحر المتوسط، والذي تبين أنه يخفف من قوة الأمواج الضاربة له بقيمة حوالي 50% عن المتوسط الطبيعي، وهو أيضا ما توقعته النماذج النظرية.

مخاطر التغير المناخي ويأمل باحثو "أم آي تي" أن تساعد تلك البيانات الجديدة في تجنب أو على الأقل تأجيل مخاطر التغير المناخي في البحار، عبر زراعة الأعشاب البحرية في أماكن بعينها والعمل على رعايتها بحيث تساعد الشواطئ أو الجدران الخرسانية المبنية عليها، أو حتى المباني المستقبلية المتوقع أن يغمرها الماء يومًا ما.

ويواجه الوطن العربي تحديدا مشكلات مشابهة، فكل مدنه الساحلية تقريبا مهددة بالغمر خلال خمسين إلى مئة سنة قادمة، وقد تبدو تلك فترة طويلة بالنسبة لنا، لكن بالنسبة لأعمار المدن فإنها قصيرة للغاية بحيث تضطر الدول للتجهز للمخاطر القادمة.

شارك هذا الخبر!