الشريط الاخباري

المشاركون في النقاش المُنظم في الأمم المتحدة: "تنفيذ إعلان وبرنامج عمل ديربان (DDPA) أمرٌ أساسي لتشجيع العمل الدولي المستمر ضد العنصرية"

نشر بتاريخ: 10-05-2019 | أخبار إقليمية ودولية
News Main Image

جنيف/PNN/ بما أن موجة جديدة عارمة وفتاكة من العنف وخطابات الكراهية والإقصاء تعصف بجميع أنحاء العالم، فقد حان الوقت الآن بالنسبة للمجتمع الدولي لاتخاذ موقف مشترك ضد العنصرية والتمييز العنصري والتعصب ومعالجة الأسباب الهيكلية الأساسية لهذه الآفات من خلال تنفيذ إعلان وبرنامج عمل ديربان.

وكان هذا هو الموضوع الرئيسي "للجمعية الطارئة بشأن تزايد العنصرية على الصعيد العالمي" المنعقدة في 9 أيار/مايو في مكتب الأمم المتحدة بجنيف. وشارك في تنظيم الجمعية مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي والشبكة العالمية لمناهضة العنصرية والتحالف العالمي للعِقد الدولي للسكان المنحدرين من أصل أفريقي.

وقال المدير التنفيذي لمركز جنيف وميسر المؤتمر: "إننا نجتمع اليوم للتواصل ولإحياء الوعي العام والتحذير من تزايد الأيديولوجيات المتطرفة على نحو مقلق. بل وهي تتخذ علناً أشكالاً عدوانية بشكل خاص من خلال ظاهرة الإسلاموفوبيا والأفروفوبيا أو كراهية الأفارقة، ومعاداة العروبة وكراهية المسيحية ومعاداة السامية."

وأضاف قائلاً: "لا يزال الأبرياء في جميع أنحاء العالم يعانون يوميًا من هذه الآفة التي يمكن للمرء وصفها بأنها سرطان اجتماعي."

وقال المدير التنفيذي لمركز جنيف للحضور إن التحيز القائم على الثقافة وتعزيز التعصب وتشجيع التمييز القائم على الدين هو إنكارٌ للتمتع بحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وذلك الأمر ما هو إلا تناقض جذري لثقافة السلام والتسامح والأهم من ذلك التعاطف في روح الإخاء البشري. وأكد للحضور قائلاً:

"على الرغم من اعتماد إعلان وبرنامج عمل ديربان منذ 18 عامًا، إلا أنها تظل صالحة تمامًا حتى يومنا هذا. وهو يدعو إلى تبني استراتيجية موحدة لاستعادة الحقوق والكرامة للجميع. ومع الأخذ في الاعتبار الاتجاهات الحديثة في نيوزيلندا وسريلانكا وكاليفورنيا، فإننا نواجه تحديًا لمواجهة هذه الآفة. وإن التعاطف وليس العرق هو ما يخلق مجتمعًا ويضع قواعد الأساس لمجتمعات مستدامة وحاضنة".

وحذر السفير الجزائري أيضاً من الأشكال المعقدة للعنصرية مثل تلك التي تستهدف النساء اللاتي يرتدين الحجاب في أوروبا واللاتي يتعرضن للتمييز بوصفهن مسلمات ونساء على حد سواء تتعرض حرية اختيارهن بخصوص جسدهن للتهديد. وناشد صناع القرار تطبيق الإعلان الختامي المعنون "التوجه نحو المزيد من التلاقي الروحي في جميع أنحاء العالم لدعم حقوق المواطنة المتساوية" الذي اعتُمد في 25 حزيران/يونيه 2018 خلال "المؤتمر العالمي بشأن الأديان والمعتقدات وأنظمة القيم: تضافر الجهود من أجل تعزيز حقوق المواطنة المتساوية" الذي حظي بتأييد شخصي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.

ولفت كذلك انتباه الحاضرين في الاجتماع إلى الحدث التاريخي الذي نظمته حكومة الإمارات العربية المتحدة في 4 شباط/فبراير 2019 والذي جمع قداسة البابا فرانسيس والإمام الأكبر للأزهر سماحة الدكتور أحمد الطيب واعتمدا الوثيقة الشهيرة الآن بشأن "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك."

لا يمكن لأي بلد أن يدعي أنه خالٍ من العنصرية، ولاتزال العنصرية مصدر قلق عالمي

حذر السفير والمراقب الدائم للاتحاد الأفريقي في الأمم المتحدة في جنيف السيد أجاي كومار برامديو، في كلمته الرئيسية، من أن ظهور العنصرية من جديد على الصعيد العالمي يتخذ أشكالًا أكثر عنفًا وعدوانية، وقال: "تتزايد اتجاهات التعصب وكراهية الأجانب حدة وجسامة ويجب أن ندرك جميعًا أنه لا يمكن لأي بلد أن يدعي أنه خالٍ من العنصرية، وأن العنصرية مصدر قلق عالمي، وأن التعامل معها يجب أن يكون من منطلق مجهود عالمي".

وأكد المراقب الدائم للاتحاد الأفريقي على أهمية تعزيز التعاون الدولي لمعالجة جميع أشكال ومظاهر العنصرية وناشد جميع الدول ضمان التنفيذ الفعال لإعلان وبرنامج عمل ديربان. كما ناشد الاجتماع المقبل لفريق الخبراء البارزين المستقلين التوصل إلى "استنتاج واضح يفيد بأن إعلان وبرنامج عمل ديربان لا يزال واحد من أهم الوثائق في المعارك العالمية ضد العنصرية والتمييز العنصري وما يتصل بذلك من تعصب."

وأكدت جلالة الملكة داوتي ديزيير هونون هونا الثانية، رئيسة لجنة المنظمات غير الحكومية المعنية بالقضاء على العنصرية وكراهية الأفارقة واختلاف اللون، أن ظاهرة كراهية الأفارقة والتمييز ضد السكان المنحدرين من أصل أفريقي في ازدياد في مجتمعات العالم أجمع. وأفادت بأن إعلان وبرنامج عمل ديربان يوضح المنهجيات القادرة على معالجة هذه "العلل الاجتماعية". وقالت جلالة الملكة داوتي ديزيير هونون هونا الثانية من بنين في تصريح من خلال فيديو أنه يجب على صانعي القرار إذاً ضمان التنفيذ الفعال لإعلان وبرنامج عمل ديربان وتطوير سياسات مناهضة للعنصرية لمواجهة هذه الآفات.

أما أمين الشبكة العالمية لمناهضة العنصرية والأمين العام للحركة الدولية للشباب والطلاب لنصرة الأمم المتحدة (ISMUN)، السيد جان لون، فقد أعرب عن شكره للجمهور واسع النطاق لاهتمامهم بهذه القضية الحاسمة. وأكد على حقيقة أن هذا المؤتمر كان يُعقد في الأمم المتحدة، التي تمخضت عن الانعكاسات المناهضة للفاشية بعد الحرب العالمية الثانية. فكانت رمزية للغاية لأن إعلان وبرنامج عمل ديربان بحاجة الآن إلى مزيد من الدعم والعمل من جانب دول أعضاء الأمم المتحدة من أجل التنفيذ على المستوى القومي وداخل هيئات الأمم المتحدة مثل مجلس حقوق الإنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والجمعية العامة. وأكد كذلك على الحاجة إلى تعزيز الوعي تعزيزاً أكبر بكثير من حيث شن حملة عالمية ضد العنصرية.

ولاحظ المستشار التنفيذي للمجلس التنفيذي لمدينة جنيف، السيد ريمي باجاني، أن الكفاح ضد جميع أشكال ومظاهر العنصرية والإقصاء يمثل تحديًا طويل الأجل يجب معالجته بحزم. وذكَّر بمدى خطورة أن يكون المرء مُغلقاً على نفسه رافضاً الآخر. وذكر أن جنيف تتحمل مسؤولية خاصة في هذا الصدد، من الناحية التاريخية، فقد كانت ملجأً لقرون عديدة لضحايا الاضطهاد في بلدان أخرى في أوروبا، وتمثل اليوم مدينة تعتبر العاصمة الإنسانية للعالم. وفي الختام، ذكر أن التزام جميع الحاضرين بتعزيز العدالة والمساواة والسلام أمر ضروري ولا يقدر بثمن.

وقالت رئيسة المنتدى الوطني للمجتمع المدني للسكان المنحدرين من أصل أفريقي في هولندا، الدكتورة باريل بييكمان، أن عوامل الإهمال الاجتماعي والاقتصادي والتهميش للمنحدرين من أصل أفريقي في هولندا، التي تأثرت جزئيا بالتطورات التاريخية والحالية، يجب التصدي لها. وذكرت أن تحسين وضع السكان المنحدرين من أصل أفريقي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تغيير العقليات السلبية على جميع المستويات والتركيز بشكل جماعي على عنصر الاحتضان من وجهات النظر المتعددة الموجودة في المجتمع الهولندي المتعدد الثقافات.

آليات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة يجب أن تأخذ زمام المبادرة في التصدي للعنصرية

أشار رئيس فريق الخبراء العامل المعني بالسكان المنحدرين من أصل أفريقي، الدكتور أحمد ريد، إلى التقرير المواضيعي لمجموعات العمل المقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الصور النمطية. وأضاف أنه كان من التناقضات المؤلمة أنه خلال الذكرى السنوية السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، لا تزال ظواهر العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأفارقة وكراهية الأجانب والأهلانية وما يتصل بذلك من تعصب، سائدة في جميع أنحاء العالم.

وشدد على الحاجة إلى مكافحة القوالب النمطية للأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي من خلال تجريم السود والتحديد النمطي على أساس العرق الأسود وكلاهما يسهمان في وقوع العنف العنصري. واختتم كلامه باقتراح مكافحة العنصرية من خلال ثقافة التلاقي والحوار والتمكين الحقيقي لجميع شرائح المجتمع.

وأطلعت رئيسة فريق الخبراء البارزين المستقلين المعني بتنفيذ إعلان وبرنامج عمل ديربان، السيدة إدنا رولاند، الحضور على القضايا الرئيسية الأربع التي حددها الفريق الذي ترأسه. القضية الأولى تتعلق بمسألة خطاب التحريض على الكراهية العنصرية واستخدامه أو إساءة استخدامه من جانب السياسيين لمحاولة التأثير على الرأي العام ومن ثم، نتائج الانتخابات. والثانية تدعو إلى النظر في العنصرية وتحليلها وفهمها كنتيجة للتاريخ، ولا سيما الاستعمار. والثالثة تشير إلى أن أهداف التنمية المستدامة لا تذكر السلوكيات ومسائل العنصرية التي تمثل عائقًا أمام التنمية. واقترحت من ثم أن تدرج الحكومات الوطنية ذلك في خطط تنفيذ أهداف التنمية المستدامة فيما يتعلق بإعلان وبرنامج عمل ديربان.. وأخيراً، أكدت على الحاجة إلى تطوير برنامج توعية يمتد إلى عدة سنوات لتنفيذ خطة العمل الخاصة بالديمقراطية، بما في ذلك حشد المنظمات غير الحكومية والبحث عن أفكار جديدة لمكافحة كراهية الأجانب والعنصرية وما يتصل بذلك من تعصب.

الطوائف الدينية بإمكانها أن تقوي المجتمع الدولي لوضع حد للعنصرية

وقال القس الدكتور جين يانغ كيم، منسق فرق الحجاج في مجلس الكنائس العالمي للعدالة والسلام، في بيانه إنه يجب على المجتمعات الدينية أن تلعب دورًا نشطًا في مكافحة ظهور العنصرية العالمية. وأكد القس يانغ كيم أن مجلس الكنائس العالمي يعالج بفعالية العنصرية والتمييز العنصري بالتعاون مع الكنائس في جميع أنحاء العالم وينظم زيارات للحجاج في بلدان بآسيا.

وصرح القس يانغ كيم قائلاً: "ستُحاط مجموعات الحجاج علماً بحالة توصيات الأمم المتحدة ذات الصلة بشأن التمييز العنصري قبل زيارة البلدان. وهذه التوصيات هي تلك التي أصدرها مجلس حقوق الإنسان بموجب آلية الاستعراض الدوري الشامل (UPR) ولجنة القضاء على التمييز العنصري ومقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالعنصرية بشأن البلد الذي ستُنظم فيه الزيارة.

وحذر في رسالة فيديو السيد ليفي باوتيستا، ممثل الأمم المتحدة للكنيسة الميثودية المتحدة ورئيس مؤتمر المنظمات غير الحكومية ذات المركز الاستشاري لدى امم المتحدة (CoNGO)، من ظواهر الكراهية والعنصرية والتعصب الظاهرة على نحو عدواني في مجتمعات مختلفة. وناشد صناع القرار وممثلي المجتمع المدني أن يوحدوا جهودهم بغية تفكيك أواصر العنصرية واستئصالها بجميع أشكالها ومظاهرها.

وقال السيد باوتيستا "إن ظواهر العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، تعمل جميعها بشكل فردي وجماعي لتنتقص من إنسانيتنا المشتركة. وهي ظواهر تزداد مع تداخل عوامل العرق والطبقة واللون والعمر والجنس والتوجه الجنسي والطبقة والتشرد والأصل الإثني والجنسية واللغة والإعاقة ". وردد أيضاً الملاحظات الرئيسية للبيان الكنسي الذي أدلى به الحائز على جائزة نوبل ورئيس الأساقفة ديزموند توتو أثناء انعقاد المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب في عام 2001 في ديربان.

وكان هناك اتفاق عام على أن العالم يشهد موجة سياسية عارمة من العنصرية وكانت مصدر قلق مشترك. وكانت الأحزاب الشعبية والقومية التي ظهرت في أوروبا وفي الأمريكتين تستغل شعور كراهية الآخر وكانت الأحزاب السياسية تلجأ إلى ذلك من أجل كسب الأصوات في الانتخابات الوطنية. وكان هناك قبول لحقيقة أن العنصرية لم تكن مقتصرة على مناطق معينة، ولكنه شرٌ له أبعاد عالمية.

لذلك، لم تطالب بمواقف مبنية على عقدة التفوق وتلقين الدروس للآخرين، بل طالبت بتوحيد القوى من الشمال والجنوب والشرق والغرب لمواجهة مثل هذه الاتجاهات والتراجع عنها. وعلاوة على ذلك، أعرب المؤتمر عن أسفه لعدم وجود أي إشارة إلى إعلان وبرنامج عمل ديربان في أهداف التنمية المستدامة لخطة التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، واعتبر أن خطط التنفيذ الوطنية يجب أن تتضمن هذه الإشارة. وأخيراً، أُلقي الضوء خلال الاجتماع على تنفيذ جدول أعمال متعدد السنوات لتعزيز الوعي ومعالجة مسألة العنصرية بالفعل على مستوى المدارس الابتدائية.

شارك هذا الخبر!