الشريط الاخباري

بالصور: معرض بريطاني لتاريخ وتطور الكتابة

نشر بتاريخ: 12-05-2019 | ثقافة وفنون
News Main Image

أنت تقرأ هذا التقرير بسبب تطور الكتابة الذي جرى ببطء عبر آلاف السنوات، بدءا من النقوش الحجرية المنحوتة والمخطوطات التي تعود إلى العصور الوسطى والمطبوعات المبكرة وحتى الخطوط الفنية الجميلة والرموز التعبيرية (الإيموجي) وأخيرا الكتابة الإلكترونية.

ويتناول معرض "الكتابة.. اصنع علامتك الخاصة" الذي تحتضنه المكتبة البريطانية في لندن حتى 27 أغسطس/آب المقبل الكتابة؛ متأملا في ماضيها وحتى مستقبلها الرقمي، عبر أكثر من مئة قطعة يعود زمنها إلى خمسة آلاف سنة عبر القارات السبع.

وتقدم المعروضات تاريخ الكتابة بدءا من أصولها في بلاد ما بين النهرين ومصر والصين والأميركتين، ويتتبع المعرض تطور الكتابة عبر مختلف التقنيات والتكنولوجيا ضمن أكثر من ثلاثين نظاما للكتابة المختلفة، بما في ذلك اليونانية والصينية والعربية.

ويضم المعرض تطور الكتابة الهيروغليفية القديمة المنحوتة على الحجر، مروراً بالنصوص المطبوعة في أزمنة مبكرة مثل طباعة الإنجليزي ويليام كاكستون من القرن 15 الذي كان تاجرا للحرير، قبل أن يصبح أحد رواد الطباعة بعد أن أدخل تقنية الطباعة الألمانية إلى إنجلترا.

ويضم المعرض كذلك نماذج لفنون تدوين الملاحظات والمذكرات جنبا إلى جنب مع أدوات الوشم البورمية من أوائل القرن 19 وأقلام القصب الحديثة، وانتهاء بأدوات الاتصال الرقمية التي نستخدمها اليوم.

ولن ينظر زوار المعرض أبدا إلى كشوف المرتبات المتواضعة بالطريقة نفسها مرة أخرى بعد أن يكتشفوا أن قرصا من بلاد ما بين النهرين يبلغ عمره خمسة آلاف عام.

ورغم مرور آلاف السنين، لم يختلف النظام الموجود اليوم كثيرا عن الإحصاء القديم؛ ومن المثير للإعجاب أن نعرف أن كشوف المرتبات الإلكترونية التي نراها على الشاشات حاليا لها إرث يمتد إلى المراحل الأولى للحضارة.

وبخلاف كشوف المرتبات القديمة، يستكشف المعرض كيف يمكن أن تكون الكتابة عملاً شخصياً أو وظيفياً أو جمالياً، أو حتى نضالاً سياسياً، وتتحدى المعروضات التصورات المسبقة حول ماهية الكتابة التي نراها من حولنا ونتعامل معها كأمر مسلم به.

هكذا تطورت الكتابة

بدأت الكتابة إلى حد كبير لحفظ السجلات، بحيث يمكن حساب البضائع، أو كما هي الحال بالنسبة للقرص الذي يعود تاريخه لأكثر من 2500 عام قبل الميلاد من أميركا الوسطى لتسجيل من يحكم كل مملكة من الممالك.

وبدا أن هؤلاء المؤرخين والمحاسبين الأوائل هم المسؤولون عن الكتابة التي أصبحت ضرورية جدا للإنسانية، بحيث يتوجب على كل طفل تعلمها في المدرسة.

ومن الممتع أن تعلم أن الحرف (A) كان في الأصل رأس ثور، واعتبر جزءا من الأبجدية الصوتية التي تم اقتراحها كبديل عن نظام الكتابة الهيروغليفية التي استخدمها المصريون القدماء، وهي عبارة عن صور استُخدمت كعلامات في الكتابة.

وبمرور الوقت، تحول حرف (A) عبر تطويع الفينيقيين والإغريق والرومان له، وانقلب خلال كل ذلك ليصبح حرفا صوتيا أكثر تجريدًا، قبل أن يستخدم كأول حروف أبجدية العصر الحديث.

ويعرض المعرض كذلك تقنية رومانية جميلة للكتابة السريعة، وكانت سهلة وممكنة قديماً في ظل استخدام الأحرف الصغيرة قبل أن يتقرر أن تبدأ الجمل بحروف كبيرة في أواخر السبعينيات من القرن العشرين، وذلك من أجل الوضوح والاتساق.

ويضم المعرض جانبا للكتابة القديمة بقوالب الحجر والمعادن وحتى الصحافة التي تتم طباعتها يدويًا في قسم يبحث في "الكتابة الواقعية".

ولبناء المعرض استندت المكتبة البريطانية إلى مقتنياتها الكثيرة التي تضم عظاما صينية محفورة بأحرف صينية مبكرة في عهد أسرة شانغ الراحل بين 1300 قبل الميلاد و 1050 قبل الميلاد ، وقطع تاريخية مماثلة تحمل نصوصا لا تشبه الكتب الحديثة التي يمكن أن تجدها في المكتبات.

واستكملت هذه المجموعات بقطع من المتحف البريطاني ومتحف بيتري في لندن، ومنها قطعة لحضارة المايا القديمة من الحجر الجيري يبلغ ارتفاعها 2.2 متر، ويضم المعرض العديد من العناصر التي تعرض لأول مرة، ومنها كتالوغ موتسارت لأعماله الموسيقية الكاملة من 1784-1791، ودفتر ألكساندر فليمنغ يسجّل اكتشافه للبنسلين منذ عام 1928.

وضمن معروضات المعرض التي تقدم للزائرين لأول مرة لوح شمع قديم عمره 1800 عام، ويحتوي على ما يشبه الواجب المنزلي لأحد تلاميذ مدارس اليونان، وهم يكافحون من أجل تعلم الحروف اليونانية.

وكذلك أول كتاب مطبوع في إنجلترا من قبل كاكستون عام 1476، ويضم "حكايات كانتربري"، وهي مجموعة قصص شعرية من تأليف جفري شوسر.

ويضم المعرض كذلك ستين ألف توقيع بالبنغالية والإنجليزية لعريضة احتجاجية من عام 1905 رفضا لتقسيم البنغال، ويعرض المعرض أدوات كتابة، ومنها أقلام وفرش وأقلام ريشة وأقلام حبر جاف وآلات كاتبة وأجهزة كمبيوتر.

ومثلما أتاحت الكتابة للبشر فرص التقدم وأبواب التعبير والفن، يتيح المعرض التفاعلي فرصا للتفكير والتأمل في تطور أعمال عبقرية، ما كانت موجودة لولا تقاليد الكتابة في الحضارات الماضية.

على سبيل المثال، يوجد الخط الياباني المبهر المليء بالذهب، وسجلات تاريخية متنوعة بينها مذكرات جيمس جويس لروايته يوليسيس التي كانت تسمى "ملحمة القرن العشرين".

وأخيرا، تقود مقتنيات المعرض للتفكير في مستقبل الكتابة والدور الذي ستلعبه تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عالم رقمي متزايد، فهل سنتخلى عن الأقلام ولوحات المفاتيح ونتعمد المراسلة عبر الصوت والفيديو ، أم سنواصل العمل بتقاليد العصور القديمة في الكتابة؟

معرض بريطاني لتاريخ وتطور الكتابة
معرض بريطاني لتاريخ وتطور الكتابة

المصدر: وكالات

شارك هذا الخبر!