الشريط الاخباري

حميات تخسيس منقرضة.. عاشت 100 عام وقتلت ملايين البشر

نشر بتاريخ: 22-07-2019 | الصحة
News Main Image

يسود اعتقاد خاطئ أن حميات تقليل الوزن بدعة عصرية، جاءت لتلبي المعايير الحديثة لما يسمى بالجسد المثالي، لكن الحقيقة أن كثيرا من حميات التخسيس ظهرت منذ أكثر من مئة عام، وعلى الرغم من أن بعضها أظهر أضرارا جانبية تصل إلى حد الموت وهو ما أدى إلى انقراضها، فإنها وجدت مؤخرا من يتبناها ويجربها آملا في فقدان سريع للوزن.

ويشير تقرير منشور في مجلة "ذي لينست" (The Lancet)، إلى أن الوفيات المتعلقة بالنظام الغذائي غير الصحي قد ارتفعت إلى 11 مليون حالة عام 2017 في مقابل ثمانية ملايين حالة عام 1990.

حمية المضغ المفرط

على مدار 24 عاما، صمدت حمية "فليتشريزم" الغذائية، المنسوبة إلى مخترعها هوراس فليتشر، وفقا للمكتبة الوطنية الأميركية للطب.

فلسفة تلك الحمية التي ظهرت عام 1895، هي مضغ الطعام والامتناع عن بلعه إلى أن يتحول إلى سائل، واعتقد فليتشر أن مضغ الطعام لفترة طويلة يؤدي إلى تحسين صحة الفكين والأسنان، ويساعد في تقليل تناول الطعام، وبالتالي الحفاظ على المال.

وعلى الرغم من أن الأكل ببطء يعد أكثر صحة، فإن البطء الشديد الذي نصح به فليتشر أدى إلى نتائج سيئة فيما يتعلق بصحة الأسنان والفكين، حيث وجدت صلة بين المضغ المفرط ومشكلة في الفك تسمى اضطراب الفك الصدغي التي تسبب الألم عند المضغ، وفقا للمكتبة الوطنية الأميركية للطب.

حمية "الجمال النائم"

"كلما زاد عدد ساعات نومك قلّ أكلك" فرضية بسيطة اعتمدتها حمية "سليبنغ بيوتي" التي ظهرت عام 1966، وتعتمد على النوم لعشرين ساعة بمساعدة المهدئات، وفقا لبيانات موقع "فقدان الوزن للجميع" (Weight Loss for All) الطبي.

وتنصح الحمية التي أعدها الدكتور مايكل بريس، بأربع ساعات من التمرين، دون تناول الكافيين قبل سبع ساعات من النوم.

غير أن لتلك الحمية مخاطر مثل إدمان المهدئات والهزال الشديد والصداع والهلوسة البصرية والسمعية وفقدان التوازن وضعف النطق والقدرة الإدراكية وتقلب المزاج،، طبقا لبيانات موقع "فقدان الوزن للجميع" المختص في الأنماط الغذائية.

تلك المخاطر تسببت في اختفائها لسنوات، إلا أنها بدأت في الانتشار مؤخرا بين النساء في بعض مجموعات الإنترنت المؤيدة لفقدان الشهية، حيث تشجع النساء بعضهن بعضا على تناول المسكنات للنوم لمدة عشر ساعات على الأقل لتجنب تناول الطعام.

حمية بيفرلي هيلز.. الفواكه القاتلة

وفي عام 1981 ألفت مصممة الأزياء جودي مازل كتابا حول حمية بيفرلي دايت، ودعت لفقدان الوزن دون تناول العقاقير، خاصة أنها كانت تعاني من مشكلة مزمنة في الوزن جعلتها تتناول أدوية للحمية في التاسعة من عمرها.

ويعتمد النظام الغذائي الذي يستمر لمدة 42 يوما على تناول الفواكه خلال الأيام العشرة الأوائل، ثم إضافة عناصر مثل الخبز والبروتينات "شرائح اللحم والإستاكوزا"، حيث تدعي مازل أن الأطعمة "غير المتجانسة" تصبح "عالقة في المعدة" وأن هذا "الطعام غير المهضوم يتحول إلى دهون".

وأكدت أن تناول الأناناس الطازج يذيب الدهون، وهو ما تدحضه الطبيبة ليزلي دورنفيلد المختصة في علاج السمنة في سانتا مونيكا بكاليفورنيا، قائلة "بالتأكيد، يحتوي الأناناس الطازج على إنزيم هضمي يذيب الجيلاتين لكن هذا لا ينطبق على جسم الإنسان".

وتستهجن مازل أيضا، تناول منتجات الألبان في نظامها الغذائي، مدعية أن ملعقتين من بذور السمسم تحتوي على كمية أكبر من الكالسيوم الموجود في كوبين من الحليب، هذا الاعتقاد يدفع جينيفيف هو، اختصاصي التغذية في لوس أنجلوس، إلى التشكيك في نظامها والقلق بشأن النساء الحوامل حديثا اللائي يبدأن نظام حمية مازل، قائلا "في الأسابيع الثمانية الأولى، يؤدي اتباع نظام غذائي منخفض الكالسيوم والبروتينات والمواد المغذية الأخرى إلى تعريض الجنين لخطر العيوب الخلقية".

ويقول المختصون إن تلك الحمية مأساة خطيرة تصيب بالأمراض ويمكن أن تتسبب في الوفاة، إذ وصف اختصاصي الغدد الصماء مارك ساجينور حمية بيفرلي هيلز بأنها أخطر نظام غذائي واجهه على الإطلاق، وأنها حمية غير منطقية حيث إن تناول الفواكه لعشرة أيام والامتناع عن أي بروتين على الإطلاق حتى نهاية الأسبوع الثالث، يمكن أن تكون له آثار جانبية تتراوح بين الإسهال وحصوات الكلى والشرايين التاجية والسكتات الدماغية.

ويؤكد ساجينور أنه "إلى جانب فقدان الدهون، يمكنك تحطيم كمية هائلة من كتلة الجسم الهزيلة، ويمكنك أن تفقد البوتاسيوم الذي يحتمل أن يكون مدمرا، وهو ما يمكن أن يسبب الضعف وزعزعة القلب. وأما إذا كنت تمارس تمرينا شاقا مع الحمية، فقد تقتل نفسك".

حمية "غريب فروت".. سرعة في الذهاب والعودة

في سبعينيات القرن الماضي، حظيت حمية الغريب فروت بشعبية واسعة، حيث كان يعتقد أن الحمضيات، وتحديدا فاكهة الغريب فروت تحتوي على إنزيم حارق للدهون.

ويعتمد النظام الغذائي على تناول الغريب فروت مع كل وجبة غذائية، حيث يتناول الشخص كمية من السعرات الحرارية يوميا تقل عن ألف سعر حراري.

وعلى الرغم من أن نتائج ذلك النظام تكون سريعة، ويفقد الشخص أكثر من أربعة كيلوغرامات خلال 12 يوما فقط طبقا لموقع "هيلث لاين" (Healthline)، فإنه أثبت عدم فعاليته، لأن الوزن المفقود يعود بالسرعة نفسها تقريبا.

شارك هذا الخبر!