الشريط الاخباري

"لولانا لانهار الشرق الاوسط"

نشر بتاريخ: 27-07-2019 | أفكار
News Main Image

بقلم/ سمير عباهرة

بهذه العبارة خاطب نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل مجموعة من الصحفيين العرب كانت تزور اسرائيل اثناء اللقاء معهم.ويقول نتنياهو "ان اسرائيل هي القوة الوحيدة التي تحول دون انهيار الشرق الاوسط ، وبدون اسرائيل سينهار الشرق الاوسط تحت قوى التطرف الاسلامي سواء الشيعي الذي تقوده ايران او السني الذي يقوده داعش".

ماذا يعني انهيار الشرق الاوسط وماذا يعني عدم انهياره وما هي المعطيات التي تدعم تصورات نتنياهو. فهو لم يحدد طبيعة الانهيار ومفهومه ومحدداته سوى انه لا زال يستخدم الورقة الايرانية لخطف ود الانظمة العربية الواقعة تحت خطر التهديد الايراني وتحت ذرائع باتت مكشوفة والهدف من ذلك هو اختراق العمق العربي وابراز كيان دولته بوصفها القوة الوحيدة التي تحول دون انهيار الشرق الاوسط من داخله.

لم يحدد نتنياهو ايضا نوعية الاجراءات التي اتبعها لمنع الانهيار حسب ادعاءاته سوى انها تأتي في اطار تسويق المواقف بغية الحصول على شرعنة لكيانه وانتزاع شرعية اقليمية لتسويق اسرائيل وبأنها باتت وجها مقبولا في منطقة الشرق الاوسط وهي مسألة تتعلق ببعض التجاذبات السياسية الدولية والاقليمية.

نتنياهو يتبع سياسة على درجة كبيرة من الخطورة تتلخص في محاولة فك الارتباط بين الحاضنة العربية والقضية الفلسطينية وربما توافرت لديه قناعة بان الخطاب القومي العربي الذي يحمي الفلسطينيين وصل الى خط النهاية ولهذا يقدم نفسه الى بعض العرب بأنه حليفهم القوي في صراعهم مع ايران وخطرها الذي يهددهم. ويتبجح نتنياهو بقوله ان "الصحفيون العرب الذين التقيت به يعترفون بالدور الذي تلعبه إسرائيل في أمن ومستقبل وتنمية دولهم".

واذا كانت معتقدات نتنياهو بان التهديد الايراني قد شكل نقطة تقارب مع بعض بلدان الخليج العربي فان على الاشقاء العرب عدم التسليم بهذيان نتنياهو هذا فهو يريد تحقيق مكاسب سياسية على حساب الجانب العربي وادعاءاته بالوقوف امام التمدد الايراني، وان اي تقارب مع اسرائيل لن يزيل التهديد الايراني فاسرائيل ليست على استعداد لفتح اي جبهة ولو من قبيل المناوشات مع ايران وعلى العرب ادراك حقيقة ثابتة بان انهاء التهديد الايراني لا يخدم مصالح اسرائيل.

تنياهو عليه ايضا ان يدرك جيدا ان اسرائيل ليست اللاعب الوحيد في المنطقة فهناك قوى اقليمية ودولية تضع قدمها ايضا في هذه المنطقة المهمة من العالم وهناك توازنات ومصالح متشابكة لن تسمح بأن تكون اسرائيل اللاعب الاكثر تأثيرا حتى من اقرب حلفاءها بما فيها الولايات المتحدة التي لن تسمح بتفرد اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط، وهذه المعطيات تدحض ما جاء به نتنياهو بانه منع الانهيار في الشرق الاوسط.

شارك هذا الخبر!