الشريط الاخباري

اشتية:نتنياهو ليس شريكا في السلام وادارة ترمب "غبية"

نشر بتاريخ: 30-07-2019 | سياسة , PNN مختارات
News Main Image

القدس/PNN-اعتبر رئيس الوزراء محمد اشتية، اليوم الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس شريكا في السلام، فيما وصف ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترمب بأنها "ادارة غبية".

وقال اشتية، في افتتاح اجتماع للاشتراكية الدولية برام الله، بحضور احزاب اسرائيلية، "هناك انتخابات في اسرائيل في 17 ايلول، نتنياهو والحكومات اليمينية التي قادها، لم تشكل يوما شريكا سياسيا. اسرائيل نتنياهو تسرق ارضنا ومالنا وتقتل ابناءنا. نريد شريكا اسرائيليا في السلام على اساس حل الدولتين".

واضاف أن اسرائيل في ظل حكم نتنياهو باتت امام خيارات محدودة "فلأول مرة منذ 1967 يتفوق الفلسطينيون (6.8 مليون نسمة) على اليهود (6.6 مليون نسمة) بين نهر الاردن والبحر المتوسط، بفارق مئتي الف لصالح الفلسطينيين. نتنياهو وضع اسرائيل امام: اما حل الدولتين واما الموت ديمغرافيا، اما حل الدولتين او لا دولة يهودية ديمقراطية، اما حل الدولتين او لا سلام".

ووصف اشتية ادارة ترمب بانها "ادارة غبية، اذ اعتقدت انها تستطيع دفع الشعب الفلسطيني الى الاستسلام، لكن شعبنا اثبت انه لن ينهزم ولن يستسلم، ولن يقبل باقل من الحد الادنى، وهو الحرية والاستقلال ودولة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس".

واعتبر اشتية ان خطة الادارة الاميركية لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، المسماة "صفقة الفرن" "هدفها القضاء على حل الدولتين، لهذا رفضناها"، متهما ادارة ترمب "بممارسة عملية ابتزاز للشعب الفلسطيني" بقراراتها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها اليها واغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وتجفيف المصادر المالية للسلطة الوطنية الفلسطينية.

واضاف: ادارة ترمب قالت انها ستحل القضية الفلسطينية وانها ستنجز صفقة القرن، ونحن رحبنا بذلك في البداية، وعقد الرئيس محمود عباس اربعة لقاءات مع ترمب في واشنطن، وبيت لحم، والرياض، واخيرا في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وابدينا كل النوايا الحسنة، لكننا فوجئنا بخطوات غير مسبوقة في عدائيتها. ادركنا ان كل هذا جاء ضمن منهجية اميركا لتسويق صفقة القرن. ما يجري امر خطير على مستقبل فلسطين والمنطقة والعالم".

وقال: المنهج المستخدم في التحضير للصفقة هو منهج تاجر عقارات في نيويورك. منهج الابتزاز، يقوم على عقلية ضرورة وجود منتصر ومهزوم. ادارة ترمب تمارس منهج الابتزاز بهدف دفعنا نحو الهزيمة وقبول صفقة القرن، هذه ادارة غبية باعتقادها اننا سنستسلم".

واضاف: "في إطارها العام للصفقة، ارادت الادارة الاميركية قلب المبادرة العربية للسلام، والتي تنص على انسحاب اسرائيل الكامل مقابل علاقات معها، لكن الادارة الاميركية تريد تطبيعا دون تطبيق الاستحقاق السياسي".

ووصف اشتية الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن" بانه "عبارة عن مجموعة مشاريع جمعت من وثائق لجهات مختلفة، دولية وفلسطينية، وليس فيها أي شيء جديد، لكن هدفها قلب المعادلة من الارض مقابل السلام الى المال مقابل السلام، وهذا رفضناه رفضا قاطعا، فنحن لا نبحث عن لقمة اضافية او رغيف اضافي، بل نبحث عن عزة النفس والكرامة والحرية ودولة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس".

في الشق السياسي، قال اشتية "سمعنا نتنياهو يقول ان المستوطنات ستبقى، والقدس خارج المفاوضات، ولا عودة للاجئين، ولا سيادة غربي نهر الاردن الا لدولة اسرائيل، وهذا ردده الكثير من الشخصيات في الادارة الاميركية، اذا ماذا تبقى؟ تبقى فقط كيانية ممسوخة في قطاع غزة، لهذا اصبح القطاع ارضا لحرب بالوكالة بين عشرة متصارعين، بعضها يريد الحفاظ على الامر الواقع، والبعض الاخر بقيادتنا ومعنا مصر، يريد الحفاظ على حل الدولتين".

واضاف: كل هذا يأتي في اطار ضرب حل الدولتين، وعليه تشن اسرائيل حربا ممنهجة، فما جرى في واد الحمص من هدم لحوالي 110 شقق سكنية بعضها في مناطق (أ) تطهير عرقي للفلسطينيين ضمن مخطط القدس 20/20 الهادف لخفض عدد الفلسطينيين الى اقل من 19% من مجمل سكان المدينة، وفي هذا الاطار بات نحو 112 ألف فلسطيني خارج المدينة وخارج الجدار" الفاصل.

وضمن هذه الحرب أيضا، بحسب اشتية، ما تمارسه اسرائيل في الاغوار، التي تشكل 28% من الضفة الغربية، "وهي تقول اما ان تعطونا اياها او نأخذها، وهي تخطئ باعتقادها ان الاغوار تشكل عمقا "امنيا" لها، فهي سلة غذاء فلسطين".

اما الجبهة الثالثة للحرب الاسرائيلية لضرب حل الدولتين، قال اشتية، فمسرحها المناطق المسماة (ج)، وتشكل 62% من الضفة الغربية، "والتي تتعامل معها اسرائيل باعتبارها خزانا جغرافيا لتوسيع الاستيطان، حيث وصل عدد المستوطنات الى 220 مستوطنة، تضم حوالي 711 الف مستوطن، يشكلون 24% من السكان" في الضفة الغربية.

وقال: في هذا السياق يأتي حصار غزة وعزلها عن باقي الاراضي الفلسطينية".

واضاف رئيس الوزراء ان اسرائيل تخوض حربا ضد الشعب الفلسطيني على جبهة رابعة هي "حرب المال، بالسعي لتجفيف المصادر المالية للسلطة الوطنية".

وقال: السلطة الوطنية تقوم بواجبها تجاه 7600 اسير في سجون الاحتلال. نحن نهتم بالأيتام الذين قتلت آباءهم ماكينة الاحتلال".

وطالب اشتية الاشتراكية الدولية بالعمل على وقف سرقة الاراضي الفلسطينية من قبل اسرائيل، واعادة الاعتبار لحل الدولتين، والزام اسرائيل بدفع ثمن انتهاكاتها لحقوق الانسان، والضغط على حكومات الدول التي يحمل المستوطنون جنسياتها للطلب منهم مغادرة الاراضي الفلسطينية، والطلب من الجامعات في مقاطعة جامعة ارئيل المقامة في مستوطنة داخل الاراضي الفلسطينية، ودعم مبادرة الرئيس عباس الدعوة لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط على اساس الشرعية الدولية.

وفي اطار مواجهة هذه التحديات، قال اشتية إن السلطة الوطنية بدأت العمل بعدة استراتيجيات، "فالحكومة بدأت استراتيجية مبنية على الانفكاك التدريجي عن الاحتلال، وعليه بدأنا بإحلال المنتجات المحلية، وتعزيز عمقنا العربي، ومشاريع في الطاقة النظيفة، ووقف التحويلات الطبية الى المستشفيات الاسرائيلية، ومشاريع في الحصاد المائي، وغيرها".

كذلك، قال اشتية انه في ظل عدم التزام اسرائيل باي من الاتفاقيات الثنائية الموقعة مع منظمة التحرير، "فقد اتخذت القيادة الفلسطينية قرارا بتعليق العمل بهذه الاتفاقيات، لان اسرائيل لا تحترم أي منها، وتخرقها بشكل ممنهج، وقد شكلنا صباح هذا اليوم (الثلاثاء) لجنة لدراسة آليات تنفيذ هذا القرار".

واضاف: نحن طلاب سلام، وملتزمون بكل الاتفاقيات، لكن لا يعقل ان يبقى طرفا ملتزما وطرفا آخر لا يلتزم بأي شكل من الاشكال".

وتابع: نحن عبرنا استراتيجية الكفاح المسلح، واستراتيجية المفاوضات، ثم استراتيجية تدويل الصراع بالذهاب الى كل المنابر والمؤسسات الدولية، والآن نحن نعبر الاستراتيجية الرابعة، وهي تعزيز صمود اهلنا في ارضهم".

وقال اشتية ان انجاز المصالحة يشكل إحدى استراتيجيات مواجهة التحديات القائمة، ووجه خطابه الى الامين العام للاشتراكية الدولية لويس ايالا، قائلا: "انا جاهز للذهاب مع الحكومة الى غزة غدا على قاعدة تنفيذ اتفاق تشرين الاول من العام 2017 . استراتيجيتنا تقوم على اساس سلطة واحدة وسلاح واحد ورجل امن واحد. ان لم ترد حماس، فهناك مبادرة قدمها الرئيس محمود عباس بالذهاب الى انتخابات عامة".

من جهته، قال مفوض العلاقات الدولية في حركة "فتح"، ممثلها في الاشتراكية الدولية روحي فتوح، إن اجتماع الاشتراكية الدولية في رام الله "من اجل التضامن والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في كفاحه نحو الحرية والاستقلال، ومن اجل التصدي للمخططات الاميركية وصفقة القرن، التي زادت الأمور تعقيدا، خاصة بعد القرارات الاميركية المتعلقة بالقدس، مخالفة بذلك قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية ذات الصلة".

وأضاف: يوما بعد يوم تزداد الهجمة على الشعب الفلسطيني. هذه السياسات شجعت دولة الاحتلال على الاستمرار في التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وتفريغها من أصحابها، وآخرها هدم ونسف مئات الشقق السكنية في صور باهر، إضافة الى ما تقوم به في الأغوار.

وتابع: "نحن أصحاب الحق والمكان، ومع هذا قبلنا التعايش مع دولة اسرائيل وفق رؤية حل الدولتين، وهي رؤية تنكرت لها الادارة الاميركية واسرائيل التي وقعت اتفاقيات مع منظمة التحرير تخلت عنها، ما دفعنا الى وقف العمل بهذه الاتفاقيات".

وناشد فتوح الاشتراكية الدولية "الوقوف ضد الممارسات الاميركية والاسرائيلية، وإعادة عملية السلام الى مسارها، فلن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين".

بدوره، اعتبر الأمين العام للاشتراكية الدولية لويس ايالا، قرارات الادارة الاميركية الحالية بخصوص قضية الشرق الأوسط "تذهب بعيدا عن الاجماع الدولي والشرعية الدولية".

وقال: إن المنظمة الدولية بهذا الاجتماع برام الله "أردنا ان نكون جزءا مما يحدث، فحل الدولتين هو ما نحتاج الى تحقيقه، والاشتراكية الدولية تعمل على ذلك، ونحن سعداء بان الموجودين، فلسطينيين واسرائيليين، يتشاركون في رؤية حل الدولتين، ونحن نتطلع هذا العام الى اجابة حول هذه الرؤية".

ويشارك في اجتماع الاشتراكية الدولية ممثلون عن 22 حزبا سياسيا من 14 دولة، فيما غاب ممثل حزب العمال الاشتراكي الاسباني فؤاد أحمد سعدي، الذي منعته اسرائيل من الدخول لأصوله الفلسطينية.

واعتبر ايالا القضية الفلسطينية "قضية عالمية وليست خاصة بالمنطقة. مهمتنا هي المضي قدما في تعزيز حرية الناس وحقوقهم".

وتأسست الاشتراكية الدولية في أوائل خمسينيات القرن الماضي، وهي منظمة سياسية دولية تضم في عضويتها، نحو 170 حزبا من القارات الخمس، ذات توجهات ديمقراطية اجتماعية أو اشتراكية أو عمالية، بضمنها العديد من الأحزاب والفصائل الفلسطينية، على رأسها حركة "فتح".

ــ

شارك هذا الخبر!