الشريط الاخباري

نميمة البلد: صحة غزة وتشويه الاعضاء التناسلية للنساء

نشر بتاريخ: 24-08-2019 | أفكار
News Main Image

جهاد حرب

يشكل اعلان مسؤولي وزارة الصحة في قطاع غزة ان الختان "تشويه الأعضاء التناسلية للنساء" أحد أدوات الصحة الإنجابية والجنسية للفتيات، وفقا لملصق الصحة الإنجابية والجنسية "نصائح للمرأة وصحتها الإنجابية للفتيات، انتهاكاً أساسياً لحقوق النساء، وهو أحد مظاهر العنف ضد المرأة، وانعدام المساواة بين الجنسين ووضعهن المنقوص في المجتمع، وله تداعيات جسدية واجتماعية عميقة.

ان تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يهدد بشكل خطير صحة النساء والفتيات بما في ذلك صحتهن النفسية والجنسية والإنجابية، بحيث تنشأ عنه نتائج سلبية على حياة الأمهات قبل الولادة وخلالها وعلى المواليد، وقد يسبب ختان الإناث ألماً شديداً أو يؤدي إلى النزيف لفترة طويلة والعدوى والعقم وحتى الى الموت. كما أن الختان "تشويه الاعضاء التناسلية للإناث" يشتمل على جميع الاجراءات التي تنطوي على نزع الاعضاء التناسلية الظاهرة للأنثى جزئيا أو كليا أو إلحاق الأذى بالأعضاء التناسلية أو تغيير شكلها الذي خلقت عليه لأسباب غير طبية.

ومن ناحية دينية؛ لا يوجد وجود نص ديني يُوجب ختان الاناث في أي من الاديان السماوية الثلاثة، لكن بعض المعتقدات الخاطئة المتوارثة اجتماعيا في العديد من المجتمعات في أوساط المسحيين واليهود والمسلمين ترجع الى أن لهذه الممارسة أساس ديني لتدعم تطبيق ختان الاناث. لكن غياب النص هذا لا يمثل التصور العام ولا سيما بالنسبة للدين الاسلامي. ومع وجود اتجاه يؤيد ختان الاناث تطبيقا – برأيهم-للسنة النبوية، علما بأن القران الكريم لا يحوي على أي نص يشير الى وجوب ختان الاناث، وكدليل عملي على هذا، فإن غالبية المسلمين في انحاء العام لا تمارس ختان الاناث. فهو غير موجود في العديد من الدول الاسلامية في شمال افريقيا، بما فيها الجزائر وتونس والمغرب وليبيا. وسواء أكانت التبريرات التي تساق تكريسا لختان الاناث دينية أو اجتماعية أو اخلاقية فجميعها تساهم في ادامة هذه الممارسة الضارة.

ان ذهاب وزارة الصحة لهذا الامر في الوقت الذي تحارب في الدول العربية والإسلامية هذه الظاهرة في مجتمعاتها وخاصة في افريقيا مثل مصر والسودان ما هو الا تكريس لتصورات لبعض الدعاة المتشددين وهيمتنهم على وزارة الصحة أو ان مسؤولي وزارة الصحة في قطاع غزة ينتهكون حقوق النساء بجهالة ويغيبون الحقائق العلمية، أو انهم تحولوا من أطباء ينخرطون في انتهاك حقوق النساء لغاية تدجين المجتمع.

لقد حظرت ست وعشرون بلدا في أفريقيا والشرق الأوسط ختان الإناث بموجب القانون أو المرسوم الدستوري. حيث أصبحت هذه الممارسة غير قانونية وتعتبر كأعمال مجرمة في الدول الأفريقية، سواء بإصدار تشريعات خاصة أو تعديل قانون العقوبات. كما أُعتمدت تشريعات تحظر ختان الإناث في 33 بلدا من بلدان أخرى في العالم؛ معظمها لحماية الأطفال ذوي الأصول من البلدان الممارسة لختان الإناث.

ان الجهود التي تبذلها الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني لمناهضة هذه الظاهرة في المجتمعات المختلفة وبخاصة في الدول الافريقية تمتد لسنوات طويلة ما يدعوا المسؤولين في قطاع غزة الى محاسبة المسؤولين عن اصدار الملصق وتوزيعه في المؤسسات الصحية "مجمع الشفاء"؛ اذ لا يمكن السكوت على تبني وزارة الصحة في مؤسساتها بقطاع غزة تشويه الأعضاء التناسلية للنساء على اعتبار انه أحد أدوات الصحة الإنجابية والجنسية.

شارك هذا الخبر!