القدس/PNN - قبل ساعات من موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية الجديدة، تبدو الصورة الحزبية الإسرائيلية الأكثر تعقيدًا على الإطلاق ما ينذر بفشلها أيضًا في إفراز حكومة قابلة للحياة في ظل تقارب عدد المقاعد بين كتلتي اليمين من جهة والوسط واليسار والعرب من جهة أخرى.
ووفقًا لما نشرته لجنة الانتخابات المركزية فانتخابات غد تتمثل في كثرة التحالفات وعدد الأحزاب الأكبر المشاركة فيها حيث تتنافس 31 قائمة انتخابية على 120 مقعدًا في الكنيست (البرلمان) من بينها 9 قوائم تتنبأ لها استطلاعات الرأي اجتياز نسبة الحسم وهي 3.25%.
بينما سيبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع حتى تاريخ الانتخابات ما مجموعه 6 ملايين و394 ألف مقترع.
وفيما يتعلق بالتحالفات، فقد حطمت الرقم القياسي حتى الآن، حيث تحالف حزب (الليكود) وهو أكبر حزب إسرائيلي مع حزب "كولانو" الذي يتزعمه وزير المالية موشي كحلون.
كما قام الحزب بإقناع حزب "زهوت" بزعامة موشي فيغلين بالتراجع عن خوض الانتخابات مقابل منحه حقيبة وزارية في الحكومة المقبلة وبالتالي تجنب ضياع أكثر من 100 ألف صوت من أصوات اليمين في أعقاب عدم اجتياز الحزب لنسبة الحسم حسب أحدث الاستطلاعات.
وتشير آخر الاستطلاعات إلى حصول الحزب مع تحالفاته على 36 مقعدًا.
وفيما يتعلق بتحالف حزب "أبيض – أزرق" الذي يتزعمه رئيس الأركان الأسبق بيني غانتس فيتكون من ثلاث أحزاب يتزعمها كل من غانتس ووزير المالية الأسبق يائير لبيد، أما الحزب الثالث فيتزعمه وزير الجيش الأسبق موشي يعلون.
بينما تشير أحدث الاستطلاعات إلى حصول هذا التحالف على 32 مقعدًا.
وفيما تأتي القائمة العربية المشتركة التي تأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد المقاعد المتوقعة بحصولها على 11 مقعدًا بأحدث الاستطلاعات وهي قائمة تضم الأحزاب العربية وتمثل جزءًا من المجتمع الفلسطيني بالداخل.
في حين يتكون تحالف حزب "يمينا" الذي تتزعمه وزير العدل السابقة أييلت شاكيد من تحالف حزبي اليمين "اليمين الجديد والبيت اليهودي" وتشير الاستطلاعات إلى حصول التحالف على 10 مقاعد، في الوقت الذي فشل فيه حزب اليمين الجديد في اجتياز نسبة الحسم بالانتخابات السابقة.
أما تحالف حزب "المعسكر الديمقراطي" فيضم حزبين يتزعم الأول رئيس الوزراء الأسبق أيهود براك، أما الحزب الثاني وهو "ميرتس" اليساري فيتزعمه نيتسان هوروفيتش حيث تتنبأ استطلاعات الرأي بحصوله على 5-7 مقاعد في الانتخابات المقبلة، في الوقت الذي يأتي فيه ترتيب براك بالمقعد العاشر من التحالف.
أما حزب "العمل" فقد تحالف هو الآخر مع حزب "جيشر" الذي تتزعمه أورلي أبو قسيس التي انشقت سابقاً عن حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، ويحصل الحزب وفقًا لأحدث الاستطلاعات على 4 مقاعد وهو على حافة نسبة الحسم.
وفيما يتعلق ببقية الأحزاب فيتربع حزب ليبرمان على رأس قائمة الأحزاب الصاعدة وهو الحزب الرابح الأكبر من إلغاء الانتخابات السابقة واجراء انتخابات جديدة حيث قفز الحزب من 5 مقاعد بتلك الانتخابات إلى 10 في الانتخابات المقبلة بحسب آخر استطلاع الرأي.
وفيما يتعلق بأحزاب المتدينين فلم يطرأ عليها أي تغيير حيث يتوقع حصول حزبا "شاس ويهدوت هتوراة" على 15 مقعدًا مجتمعة، وهي أحزاب لم تطرح برامج سياسية بل تركز على العمل الاجتماعي الداخلي.
ووفقاً لنتائج غالبية استطلاعات الرأي الأخيرة فقد تتجه الانتخابات المقبلة نحو تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية تضم الليكود وأبيض – أزرق في ضوء فشل أي من الحزبين في تشكيل تكتل ينجح في نيل ثقة الكنيست فحزب الليكود وأحزاب اليمين حصلت على 57 مقعدًا وينقصها 4 مقاعد لتتمكن من تشكيل حكومة ضيقة.
أما تحالف أبيض أزرق وأحزاب اليسار والوسط والأحزاب العربية فقد حصلت مجتمعة على 53 مقعدًا ما يعني فشلها هي الأخرى بتشكيل حكومة.
ويرى محللون بأن حزب ليبرمان كان وسيبقى صاحب الكلمة الأقوى في الانتخابات المقبلة وهو "بيضة القبان" فيها وفي حال تحالف مع أي من التكتلات فسيتمكن من تشكيل حكومة واسعة نسبيًا.
في حين يبقى هناك هامش كبير من حدوث مفاجآت غير متوقعة في الانتخابات وهو إمكانية اجتياز حزب "القوة اليهودية" نسبة الحسم ودخولها الكنيست وبالتالي تحالفها مع نتنياهو ونجاحه في تشكيل حكومة يمينية ضيقة دون الحاجة لحزب ليبرمان.