الشريط الاخباري

"التعليم البيئي" يدعو لوقف الممارسات الخاطئة خلال قطف الزيتون وتخزين الزيت

نشر بتاريخ: 14-10-2019 | محليات , بيئة نظيفة
News Main Image

بيت لحم/PNN- دعا مركز التعليم البيئي/الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، إلى الكف عن الممارسات الخاطئة في قطف الزيتون وتخزين الزيت. وحث وزارات الزراعة والصحة والاقتصاد الوطني، وجمعيات حماية المستهلك على إقرار خطة وطنية لحظر تخزين الزيت في أوعية بلاستيكية، وبذل جهود توعوية تبين أخطار هذه الأوعية.

وأطلق المركز نداءً لوسائل الإعلام لتقديم برامج وومضات تشرح التداعيات الخطيرة لاستخدام البلاستيك في حفظ الزيت، وتحذر من العادات الخاطئة الكثيرة خلال القطف؛ لما تمثله شجرة الزيتون من رمزية وطنية، وقيمة اقتصادية، وما يرتبط بها من ثقافة اجتماعية.

وحث وزارة التربية والتعليم على تكريس الحصة الأولى من الخامس عشر تشرين الأول كل عام للحديث عن الزيتون، والتذكير بمكانة الشجرة وما تتعرض له من تهديد احتلالي، وتعامل مغلوط خاصة خلال التقليم، واستخدام مبيدات الأعشاب، والعادات الخاطئة في جني المحصول وعصره وتخزين زيته والتخلص من مخلفاته، وخاصة (الزيبار)، وغيرها.

وقال المركز إن تنظيمه نهاية الشهر الحالي لمهرجان الزيتون منذ 19 عامًا، بالشراكة مع مركز السلام / بلدية بيت لحم، ووزارة الزراعة ومؤسسات وهيئات أخرى، يهدف إلى دعم المزارعين ومساعدتهم في القطاف، وتسويق منتجاتهم، وتوعيتهم بالممارسات الزراعية الصحيحة.

مواعيد و"جول"

وأفاد في نشرة توعوية بالتزامن مع بدء موسم الزيتون إن عدم الالتزام بمواعيد القطاف ينعكس سلبًا على نسبة الزيت. وأوضح أن مواعيد القطاف متباينة من عام الآخر، فيما تتطلب الثمرة للنضوج الكامل 180 يومًا من عقدها، وفي هذا العام تأخر العقد، مثلماً أوضح الخبراء والمختصون.

وقال إن ارتفاع درجات الحرارة تعني أن الظروف غير مواتية لعمليات تحول الزيت داخل الثمرة، وبالتالي يتم تأخير الموعد، وليس تبكيره، وهي مواعيد تختلف تبعًا للظروف الجوية، ونوعية التربية، وعمر الشجرة.

ودعت النشرة، التي استندت مصادرها على تأكيدات لخبراء وجمعيات ومجالس تنموية وزراعية، ومتابعات لمجلات مختصة، إلى تجنب خلط ثمار الزيتون المتساقطة (الجول) بالعادية، كونها تؤدي إلى فساد نوعية كامل الزيت؛ لأن الحبات المتساقطة قبل الموعد، من المرجح أن تكون قد أصيبت بأنواع من الذباب والحشرات، أو تعرضت للديدان، فترفع نسبة الحموضة والتأكسد و(البروكسايد)، ويجري إفساد النكهة (الفينولات) ويكون الزيت بمذاق سيء، ويقل ثمنه.

وحذرت من تخزين الثمار بأكياس بلاستيكية، وتجميعها قبل العصر؛ كون ارتفاع حرارة الأكياس ينتقل إلى الثمار، ويؤثر على نوعية الزيت وجودته.

خطر العصي

وأشارت إلى أن الوضع المثالي هو تخزين الزيتون في صناديق بلاستيكية قابلة للتهوية، وبدرجات حرارة من 10-12، وبعيدًا عن الشمس والمطر، وتبكير العصر بأسرع فرصة، عملًا بالمثل الشعبي (من الشجر للحجر)، مثلما يمكن استخدام أكياس الخيش للنقل فقط، مع عدم إيذاء الثمار.

وأوضحت النشرة أن استخدام العصي في القطاف يتسبب بتكسير الأغصان الصغيرة، التي تحمل الثمار في العام المقبل عادة، كما تؤذي الثمار وتجرحها، ويتضاعف ذلك بسقوطها على الأرض بقوة. وحال اختلاط الحبيبيات المجروحة بالسليمة تؤثر على الزيت كله.

وأضافت أن تخزين الزيت في أوعية بلاستيكية حتى لو كانت جديدة أمر له تداعياته الصحية، كما أن الأوعية القديمة جدًا، أو التي كانت مستعملة لمواد كيماوية ومبيدات مواد سامة، لا يمكن تنظيفها بأي صورة، وتؤثر على سلامة الزيت، وتهدد الصحة.

وقالت إن ممارسات أجدادنا واستخدامهم الجرار المصنوعة من الفخار والطين، كانت عادات مثالية وصحية، حافظت على جودة الزيت، لكنها للأسف مهددة بالتلاشي.

تقليم قاتل

وبينت أن التقليم أثناء القطف "عادة قاتلة"؛ فمكان كل ثمرة قطفت هناك جرح صغير على الغصن، وتحتاج الشجرة لبذل طاقة وجهد لالتئام جروحها. وعند قطع الأغصان في فترة الجفاف، تتراجع قدرة الشجرة على علاج نفسها، ويؤثر عليها.

وأفادت بأن الري التكميلي للحصول على زيت أعلى، يستوجب الابتعاد عن ساق الشجرة مسافة كافية، وحسب حجم الشجرة، وألا يكون ملاصقًا للساق نفسها. كما أن ما يعرف بـ (الزبل العربي للشجرة) يجب ألا يكون في فترة القطاف، أو قبلها، وينبغي تغطيته بالتراب، حتى لا تجذب الغازات المنبعثة ذبابة الزيتون.

وحذرت النشرة من تعليق مصائد صفراء للتخلص من الآفات والحشرات وخاصة (ذبابة ثمار الزيتون) على الأشجار، فهي تصيد الذباب في مدة معينة، لكن حال جفافها تعجز عن صيد الذباب، وتصبح جاذبة له دون صيده، وهو ما يستوجب اللجوء المكافحة الصديقة للبيئة، وإنتاج مصائد منزلية تصنع بزجاجة ماء فارغة، وإحداث أربعة ثقوب واسعة في أعلاها، ووضع ملعقة خميرة، وأخرى من روح النشادر ( الأمونيا) وتعبأ الزجاجة لمنتصفها بالماء، وتعلق على الأشجار.

وسلطت الضوء على أهمية تفادي دوس الثمار، وعدم تعريض محتواها الزيتي للهواء، واستخدام القطف اليدوي، والأمشاط، والبعد عن استخدام العصي لما لها من تأثير سلبي على جودة ثمار الزيتون، إذ تعمل على تكسير وتجريح الثمار، وبالتالي تؤدي إلى أكسدة زيت الزيتون وتلوثه.

وأشارت النشرة إلى أن القطف عند النضج الزائد يعني تركيز المُركبات بشكل أقل، وكلما زاد النضج تقل هذه المركبات حتى تختفي نهائيًا، وتقل المادة الخضراء، وفي هذه الحالة فإن الزيت داخل الثمرة يتعرض للأكسدة وارتفاع الحموضة، ولا تتحمل الثمار النقل والتخزين.

وذكرت أن الزيت الناتج من الثمار المتأخرة يكون بحموضه عالية، ونوعية أقل، ولون أصفر، مثلما لا يوجد به طعم الزيتون، أو الحرقة الخفيفة، كما أن عمر الزيت أثناء التخزين يكون قصيرًا.

وقالت النشرة إن العوامل التصنيعية المؤثرة على جودة الزيت تمثل 30%، وتشمل غسيل الثمار، وفصل الأوراق عن الثمار، وطحن الثمار، وخلط الدريس، والفرز، وتعبئة الزيت. كما يجب تغيير المياه مرة كل 6 ساعات، خلال الغسيل وفصل الأوراق، مثلما أن طحن وعصر الثمار مع الأوراق يؤثر على الطعم، وتخسر الثمار المجروحة جزءًا من زيتها.

وبينت أن الزيت مادة قابلة للتلوث والفساد، ويتميز بامتصاصه للروائح الغريبة والكريهة، ويتطلب احتياطات لتخزينه، كأن تكون الأوعية مصنوعة من مادة سهلة التنظيف، وغير قابلة للصدأ، ومن مواد مرخصة لحفظ المواد الغذائية، وغير منفذة للضوء والهواء، وتحافظ على ثبات درجة حرارة التخزين (من 10-15 درجة)، ومقاومة للصدمات والضغط، وأن يتناسب حجم العبوة مع كمية الزيت، فوجود فراغ يسهل عملية التأكسد.

وتابعت النشرة إن الزجاج المعتم، والفولاذ المقاوم للصدأ (الستانليس ستيل)، وجرار الفخار هي الأنسب، أما التخزين في الأوعية البلاستيكية فيفقد الزيت خصائصه الحسية، ويجب ألا تزيد درجة الحرارة في المخزن عن 15 درجة، وأن يكون خالٍ من أي نوع من الروائح، وألا يكون رطبًا، وبعيدًا عن الضوء المباشر، ونظيفًا بصورة دائمة.

رعب البلاستيك

وأنهت بأن صنع البلاستيك المخصص لحفظ الطعام يتم من مواد كيميائية ضارة مثل BPA والـ DEHA. ووفق معهد السياسات الزراعية والتجارية بالولايات المتحدة، فإن صناعة البلاستيك يتم من (البولي إيثيلين) عالي الكثافة أو منخفض الكثافة، ويتم ترميزها لإعادة التدوير بـ 2 أو 4، ويمكن لهذه المواد الكيميائية أن تتسرب إلى الزيت والأطعمة، وبمرور الوقت، تعمل هذه المواد على تغيير الأنسجة والتسبب بالسرطان، إلحاق الضرر بالجينات، الإجهاض، والعيوب الخلقية، والبلوغ المبكر، والتغيرات الهرمونية، ويمكن أن تضرّ بنظام المناعة عند الأطفال، وقد يؤدي ذلك إلى خلل في الهرمونات ومشاكل سلوكية.

[gallery link="file" columns="1" size="full" ids="457308,457309,457310,457311" orderby="rand"]

شارك هذا الخبر!