الشريط الاخباري

قوة ضعفنا..

نشر بتاريخ: 25-11-2019 | أفكار
News Main Image

بقلم/ رامي مهداوي

لا أعرف إن كنّا نتعامل مع الضربات المختلفة التي نتلقاها من الاحتلال الإسرائيلي وحليفته الإستراتيجية الولايات المتحدة الأميركية بخطط محكمة، حتى ولو كانت موازين القوى ليست بصالحنا، برأيي حالة الضعف التي نعيشها نحن كشعب خاضع تحت الاحتلال تجعلنا نتحرك بلياقة في مواجهتهم اكثر بكثير من دولة ذات سيادة واستقلال.

على الرغم من عدم امتلاكنا إمكانيات وموارد طبيعية، على الرغم من أن رئتنا الفلسطينية مخنوقة بيد الاحتلال، على الرغم من حالة التفكك والانحلال الذي يعاني منه بقايا النظام السياسي الفلسطيني، وعلى الرغم من حالة الحصار المالي والأزمة المترتبة على ذلك، وعلى الرغم من عدم امتلاكنا لجيش كباقي الدول، إلا أننا كشعب فلسطيني نحن الأقوى في مواجهة إسرائيل وأميركا.

لن تستطيع إسرائيل وأميركا احتلالنا لأننا بطبيعة الحال تحت الاحتلال، ولن تستطيع اسرائيل عزلنا كشعب لأنها هي المستفيدة من احتلالها لنا، فنحن سوقها الاستهلاكي الأول، وما يقارب 200 الف عامل يقومون ببنائها، ولن تستطيع حصارنا مالياً لأنها ستتأثر أيضاً هي من هذا الفعل.

وكذلك فإن الإدارة الأميركية الحالية بقيادة السيد ترامب لا تستطيع ان تعاقبنا على صمودنا ونضالنا، وعلى الرغم من القرارات المختلفة التي اتخذتها ضدنا فهي لن تقضي علينا كما تم القضاء على السكان الأصليين الهنود الحمر في بلادهم، ولن تستطيع فرض عقوبات علينا كما فعلتها وتفعلها مع عدد من الدول المستقلة التي تمتلك إمكانيات أفضل منّا بكثير.

اذاً، واقعنا الحالي يحتم علينا إعادة صياغة مفهوم القوة التي لا نمتلكها بقوة المنطق التي نمتلكها، وقوة المنطق تحول حالة الضعف فينا الى قوة إذا ما أردنا وضع تصور غير تقليدي في مواجهة أقوى قوة عالمية مع حليفتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، لهذا نحن نستطيع أن نحول قوتهم الى ضعف وضعفنا الى قوة.

لكن هذا يتطلب أولاً وقبل كل شيء- رغبة في المواجهة، تتحول تلك الرغبة الى إرادة فعلية بلياقة عالية من الضعيف من خلال وضع كل إمكانياته في مواجهة القوة التي لا تستطيع مواجهة الضعيف لأنه لا يمتلك ذات الإمكانيات.

نحن نستطيع توحيد العديد من القوى العالمية المشتتة والتي لا تستطيع مواجهة الغول الاستعماري الصهيوني الأميركي، نحن نستطيع توحيد جهود المؤسسات الدولية المتنوعة من اجل تعرية الاحتلال في كافة المحافل الصغيرة قبل الكبيرة، نحن نستطيع وضع العديد من الخطط النضالية السلمية التي نستطيع من خلالها انشاء تحالف عالمي ضد آخر استعمار موجود في العالم، بالتعاون مع الملايين من البشر، ضمن انشاء شبكات ضاغطة في العالم ممن يسعون الى التحرر ومناهضة الظلم ونشر حقوق الإنسان.

لكن الفقرة السابقة اذا ما أردنا أن نخطو خطوات باتجاه تنفيذها علينا ان نكون صادقين مع أنفسنا أولاً، حتى يكون العالم الحر صادقاً معنا، أي لا يعقل أن نترك من يواجه الاحتلال معنا في منتصف الطريق ونقول له وداعاً، لهذا يجب دراسة الأخطاء الكثيرة التي أوقعنا أنفسنا بها خلال العقد الماضي واستخلاص العبر من أجل استنهاض قوة ضعفنا وإعادة الاعتبار للنضال الفلسطيني من أجل التحرير وحق تقرير المصير.

شارك هذا الخبر!