الشريط الاخباري

بين خضر عدنان واحمد سعادات

نشر بتاريخ: 08-06-2015 | أفكار
News Main Image
بقلم : حمدي فراج يصر الاسير المجاهد خضر عدنان مرة اخرى ان يدخل تاريخ الحركة الاسيرة الطويل والذي يمتد الى عشرات السنين ، في وقت قصير لم يتجاوز ثلاث سنوات ، حيث اضرابه الاول الذي امتد الى ست وستين يوما اضطرت اسرائيل بعدها الى اطلاق سراحه غير المشروط مطلع عام 2012 ، ليعيد الكرة مرة اخرى اليوم حيث مضى عليه خمسة اسابيع . يشار بالبنان الى هذا المجاهد العقائدي انه دشن مرحلة جديدة من هذا النوع من المجابهة مع السجان بعد ان كادت تنطوي في سراديب اتفاقية اوسلو وشيوع مفاهيم ومفردات عن السلام والامن والرخاء والتعايش والشرق الاوسطي الجديد الخالي من العنف والاحتلال والارهاب والسجون والمعتقلات وقوانين الطواريء البائدة ، رغم ان تلك الاتفاقية المشؤومة قد أغفلت الاسرى بالمطلق ، فقيل مرة ان المفاوض الفلسطيني نسيهم ، ومرة اخرى قيل انه لم يتم طرح قضيتهم على اعتبار ان تحريرهم من قيودهم تحصيل حاصل يحدث دائما بعيد توقيع اي اتفاقيات سلام ، وفي كلا القولين ، فإن هذا اقرب للعذر الآثم الاقبح من الذنب . بعد تدشين خضر عدنان لحقبة نضال الجوع ، دخل على هذا المحور عشرات الاسرى ، بينهم أسيرة "هناء الشلبي" ، التي وصل جوعها الى نحو خمسين يوما ، وأعادت هذه الحركة الاعتبار الى قضية الشعب الفلسطيني من خلال قضية الاسرى في سجونهم ، وأصبحت ترى الشارع يعج بالمسيرات والاعتصامات ونصب الخيام الليلية في الكثير من المدن والقرى والمخيمات . هي حالة التململ التي نشهد ارهاصاتها اليوم ، سواء في الشوارع او السجون نفسها . آخر ما حرر على هذا الصعيد ، التهديد الذي اطلقة الاسير القائد احمد سعدات ، من انه سينضم الى الاضراب الفردي المفتوح عن الطعام 18 الجاري . الامر الذي سيشكل خطوة نوعية كبيرة تترك أثرها على الشارع الفلسطيني برمته وربما على بعض الشوارع العربية المتخم بعضها بالمصائب العظمى ، والمتخم بعضها الاخر بالمفاسد والترف وأين سيقضون عطلتهم هذا الصيف إن كان في الريفيرا او سويسرا . في حالتي خضر عدنان واحمد سعدات ، لا يطلبا الغاء الاحكام الصادرة بحقيهما ، بل يطلب الاول بمحاكمته ، على اعتبار انه معتقل اداري وفق قوانين الطواريء البائدة منذ أيام الانتداب البريطاني على فلسطين ، والثاني يطالب فقط السماح لأسرته زيارته . في مرته الاولى قبل اربع سنوات ، اضرب سعدات عن الطعام قرابة الشهر ، كان ذلك لوقف سياسة عزله ، واليوم يتأهب لذلك لوقف سياسة منعه من الزيارة لأفراد اسرته من الدرجة الاولى ، شأنه في ذلك شأن بقية الاسرى ، فهل هذا كثير ؟ انه سؤال موجه الى المجتمع الدولي برئاسة بان كي مون ، والجامعة العربية والسلطة الفلسطينية ، لكنه قبل كل هؤلاء ، الى الشعب الفلسطيني العظيم وقواه الحية .

شارك هذا الخبر!