الشريط الاخباري

السياحة توفر الامل لفلسطين بقلم رولا معايعة - وزيرة السياحة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 27-12-2019 | أفكار
News Main Image

في ي مثل هذا الوقت من كل عام، تتجه أنظار المليارات من البشر إلى فلسطين للاحتفال بميلاد السيد المسيح  رسول المحبة والسلام والعدالة. فمنذ أكثر من 2000 عام، أرسل السيد المسيح رسالته من مذوده المتواضع في بيت لحم، وإننا فخورون بأن عيد الميلاد المجيد يعدّ جزءاً لا يتجزأ من تراث فلسطين، وأن الفلسطينيين في جميع أنحاء العالم يشعرون بالاعتزاز والإلهام لانحدارهم من أرض الرسائل السماوية والأنبياء والقديسين حيث تحتفل فلسطين بعيد الميلاد المجيد والقطاع السياحي الفلسطيني يسبح عكس التيار ويسجل بالرغم من كل العراقيل والمعيقات التي اساسها استمرار الاحتلال الاسرائيلي  ارقاما قياسية غير مسبوقة في تاريخ فلسطين من حيث اعداد الزوار وليالي المبيت في الفنادق الفلسطينية حيث وصل الى فلسطين في العام2019 حوالي 3,520,000 سائح اي بارتفاع بنسبة 15% عن العام السابق بينما سجلت الفنادق الفلسطينية حوالي 2,700,000 ليلية مبيت علاوة على ان جميع المؤشرات والحجوزات الفندقية تبشر الى ان العام 2020 سيكون عام حافل ومميز للقطاع السياحي الفلسطيني,  فالسياحة في فلسطين هي ساحة اخرى نؤكد من خلالها على الحفاظ على الموروث الثقافي الفلسطيني والتراث المادي ونثبت فلسطين على خارطة السياحة العالمية كمقصد سياحي مستقل وننقل من خلال السياح والزوار رسالة فلسطين للعالم.

نعلم جيدا صعوبة الواقع الذي نعيشه الى ان فسحة الامل موجودة دائما، ففلسطين حباها الله بعدد من المواقع السياحية والدينية الفريدة والمميزة على وجه الأرض ككنيسة القيامة والمسجد الأقصى المبارك وكنيسة المهد والحرم الابراهيمي الشريف، جعلت منها على مر العصور مقصدا هاما ورئيسيا للسياحة الدينة الامر الذي حذا بالبعض ان يقولو ان السياحة في العالم بدأت من فلسطين باعتبار اقدم انماط السياحة هي السياحة الدينية التي بداءة هنا.

ومن منطلق الوعي بأهمية السياحة للشعب الفلسطيني كوسيلة هامة لدعم الاقتصاد وتوفير فرص العمل وكذلك اداه هامة جدا للحفاظ على الهوية الفلسطينية والتراث الثقافي الفلسطيني ونقل الصورة الحقيقية المشرقة عن فلسطين والشعب الفلسطيني الى العالم واطلاع العالم على الواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني الساعي لإنهاء الاحتلال واحلال السلام العادل والشامل على ارض السلام فانه  كان لابد من العمل وبجد على جميع الأصعدة لتطوير صناعة السياحة وزيادة اعداد الوفود السياحية القادمة لزيارتنا من مختلف دول العالم والعمل على اثراء تجربة السائح محققين أكبر فائدة ومردود.

حيث انطلقنا للعمل وبثبات للترويج لفلسطين بمختلف المحافل السياحية الدولية سواء من خلال المشاركة الفاعلة والمميزة في المعارض السياحية العالمية او من خلال جولات الترويج السياحي او المشاركة في مؤتمرات عالمية ومؤتمرات لمنظمة السياحة العالمية حيث ومن خلال شراكة حقيقية وفاعلة مع القطاع السياحي الفلسطيني الخاص فقد عملنا كخلية النحل لرفع اسم فلسطين عاليا  والتأكيد على اننا كشعب فلسطيني نستحق الأفضل والاجمل، محققين بذلك نافذة حقيقية للعالم على فلسطين.

انه وبلا شك فان اثراء البرامج والانماط السياحية في فلسطين بانماط جديدة قد ساهم بشكل ايجابي كبير في تطور القطاع السياحي وتصاعدة فقد كان هنالك عمل دؤوب لتشجيع السياحة غبر التقليدية كسياحة المسارات والسياحة البيئية وسياحة المؤتمرات وغيرها الامر الذي شكل رافدا للسياحة الدينية وساهم في توسيع رقعة السياحة في فلسطين لتشمل عدد كبير من المناطق المهمشة والمناطق الواقعة خارج نطاق السيطرة الفلسطينية خاصة تلك المناطق المهددة بالجدار والاستيطان اذ ان السياحة سواء الوافدة او المحلية قد شكلت وسيلة لدعم اهلنا في تلك المناطق مساعدتهم في حمايتها والحفاظ عليها.

وبالحديث اكثر عن انماط السياحة غير التقليدية فانه ومع مطلع العام القادم ومع انتهاء العمل بمشروع قصر هشام الاثري في اريحا فانه من المتوقع ان هذا الموقع سيساهم في مزيد من الترويج السياحي للسياحة الثقافية ولجنسيات متعددة لزيارة فلسطين باعتبار الموقع يحتضن واحدة من اكبر واجمل لوحات الفسيفساء المتصلة بالعالم بمساحة 827 متر مربع.

لقد شهدنا هذا العام قرارا هاما لليونسكو تمثل بإزالة موقع كنيسة المهد وشارع الحجاج في بيت لحم من قائمة الخطر وتثبيتها على قائمة مواقع التراث العالمي المصانة والمحمية حيث جاء ذلك بعد اكتمال مشروع ترميم كنيسة المهد والذي استمر على مدار الـ 5 سنوات الماضية مرسلين رسالة للعالم اجمع باننا كفلسطينيون نستحق وبامتياز امتلاك مواقع تراث عالمي وبشهادة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو وقادرين على ادارتها وترميمها وحمايتها.

ولا شك فان حدث عودة جزء من مذود السيد المسيح والتي عمرها أكثر من 2000 عام وتشكل عودتها بعد طلب السيد الرئيس محمود عباس من قداسة البابا فرنسيس حدثا تاريخيا بامتياز واضافة نوعية لكنيسة المهد ستساهم في تعزيز المكانة السياحية لهذه المدينة المقدسة، وتشجيع السياحة المحلية والعالمية إلى بيت لحم.

انه ونتيجة للتطور الكبير الذي حظي به القطاع السياحي كان لابد من العمل على تطوير حجم الاستثمار السياحي، حيث نتيجة الاقبال السياحي منقطع النظير فقد ارتفعت وتيرة الاستثمار خاصة في قطاع الفنادق التي اصبحت الآن تسجل نسبة اشغال مرتفعة على مدار العام.

لقد شكل التطور بأعداد الوفود السياحية القادمة لزيارة فلسطين في زيادة الضغط والانتظار لزيارة المواقع السياحية والاثرية فالسائح القادم لزيارة كنيسة المهد يحتاج للوقوف حوالي 3 ساعات في انتظار دوره لزيارة مغارة الميلاد مما شكل تحدي جديد تخوضه فلسطين في سبيل تطوير اعداد الوفود السياحية، مما استدعى التنسيق مع جميع الجهات لزيادة ساعات فتح كنيسة المهد أبوابها لاستقبال المزيد من الوفود السياحية بالإضافة لإنتاج تطبيق الكتروني سيطلق قريبا لإلزام الشركات السياحية بالحجز المسبق للوفود السياحية لزيارة كنيسة المهد و مغارة الميلاد دون الحاجة للانتظار في صفوف طويلة من اجل الزيارة.

عن موقع project syndicate

شارك هذا الخبر!