الشريط الاخباري

ترامب: لا نريد الحرب؛ "فيلق القدس" يعد بـ"جثث أميركية" في المنطقة

نشر بتاريخ: 04-01-2020 | أخبار إقليمية ودولية
News Main Image

واشنطن/PNN- أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى "تغيير النظام" في طهران بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد، محذّرًا في الوقت نفسه "الإرهابيين" من مغبة الانتقام من الأميركيين.

وشدد ترامب على أن الضربة كان هدفها "وقف" حرب وليس إطلاقها، مؤكدًا أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني كان يخطط لهجمات "وشيكة" ضد دبلوماسيين وعسكريين أميركيين.

وتابع ترامب من منتجعه في فلوريدا حيث يمضي عطلة "أكنّ احترامًا كبيرا للشعب الإيراني"، مضيفًا "لا نسعى لتغيير النظام" في إيران.

وتوعّد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مساء امس الجمعة، بالانتقام "في الوقت والمكان المناسبين" لمقتل قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني.

وقال بيان للمجلس أوردته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، إن "الهجوم الاجرامي على الفريق سليماني، كان أكبر خطأ إستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة غرب آسيا، وأن الادارة الأميركية لن تفلت بسهولة من تداعيات حساباتها الخاطئة". وأضاف البيان أن "على المجرمين أن يترقبوا انتقاما قاسيا في الوقت والمكان المناسبين".

وأشار مجلس الأمن القومي الإيراني إلى أنه "ناقش مختلف أبعاد الحادث"، وانه "اتخذ قرارات بشأن التعامل مع (اغتيال سليماني)"، وأوضح أن "الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية كافة عواقب هذه المغامرة الإجرامية".

وأضاف البيان أن "اغتيال سليماني سيجعل إيران أكثر تصميما وعزما على مواصلة استراتيجية المقاومة الفعالة"، وأن "خط المقاومة سيستمر بدوافع أقوى بعد الاغتيال".

وصرّح قائد فيلق القدس الجديد، إسماعيل قآني، "نقول للجميع اصبروا قليلًا لتشاهدوا جثامين الأميركيين في كل الشرق الأوسط".

وأعلن إيران أن عدد القتلى في القصف الأميركي وصل إلى 10 أشخاص، 5 منهم إيرانيون بينهم قاسم سليماني و5 قتلى آخرين من "الحشد الشعبي" في العراق بينهم أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.

وأعلن "فيلق القدس"، مساء اليوم، أسماء القتلى الأربعة الذين رافقوا سليماني: العميد بالحرس الثوري حسين جعفري نيا؛ العقيد بالحرس الثوري شهرود مظفري نيا؛ الرائد بالحرس الثوري هادي طارمي؛ والنقيب بالحرس الثوري وحيد زمانيان.

وقالت وسائل إعلام إيرانية رسمية إن طهران استدعت السفير السويسري للمرة الثانية، امس الجمعة، لتسليمه ردها على رسالة أميركية، وذلك بعد ساعات من نقل رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران عبر دبلوماسي سويسري، في ما يتعلق بمقتل سليماني.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء، إن السفير السويسري الذي يرعى المصالح الأميركية في إيران استُدعي إلى وزارة الخارجية لتسلم الرد "الملائم" من طهران. ولم يقدم المتحدث مزيدًا من التفاصيل.

وأجرى وزير الخارجية الإيرانيّ محمد ظريف، اتصالًا هاتفيًا مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يُعلِمه بأن الولايات المتحدة سوف تتحمل مسؤولية التبعات الخطيرة لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

وردّ الاتحاد الأوروبي على حالة التصعيد، أنّه ينبغي وقف دائرة العنف الحالية في العراق قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة ويجب ضبط النفس لأقصى درجة.

وقال ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في العراق، مجتبى الحسيني، امس الجمعة، إن دماء قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ومن قُتل معه "لن تذهب سدى" وإن العراقيين "سيطهرون بلدهم من الأميركيين"، وجاء حديث الحسيني في مؤتمر صحافي من مدينة النجف، جنوبي العراق.

وقال الحسيني إن "هذه الدماء لن تذهب سدى، وفي إيران والعراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين كلنا قلوبنا واحدة".

وأشار الحسيني إلى أن "الشعب العراقي غيّور وسيطهر الوطن من هؤلاء المحتلين في إشارة للقوات الأميركية الذين يريدون سلب نفطه".

مظاهرات حاشدة في المدن الإيرانية

إلى ذلك، خرج عشرات آلاف المتظاهرين إلى شوارع طهران وعدد من المدن الأخرى، للتنديد بالجرائم الأميركية، عقب مقتل سليماني. وخرجت حشود بعد صلاة الجمعة إلى وسط العاصمة الإيرانية، ورددوا "الموت لأمريكا". وحمل المتظاهرون صور سليماني.

وجاب رجال ونساء، بينهم العديد من كبار السن، شوارع وسط طهران، حاملين أيضا صور المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، ورددوا "محور الشر هو الولايات المتحدة" و"الموت لأمريكا" و"أيها قائد ثورتنا، تعازينا، تعازينا".

وقامت مجموعة من الرجال بتمزيق العلم الأميركي وأضرمت فيه النار. وقال رجال الدين المسن، علي بخشي، لوكالة "فرانس برس"، إنه "سيدرك العالم أجمع من هو الإرهابي. أصبح العالم بأكمله يعرف الآن". وأضاف: "لقد رد قائد الثورة عليهم (الأميركيين) بذكاء ودقة شديدين. والشعب الإيراني سيقاوم".

ووقفت مجموعة أخرى من الرجال على هامش الاحتجاجات، وأجهش بعضهم بالبكاء. وكان من بين المحتجين، القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي، والذي يرأس حاليا مجلس تشخيص مصلحة النظام.

كما شارك في الاحتجاجات عشرات من أعضاء الحرس الثوري وهم يرتدون الزي الأخضر، وقد بدا عليهم الحزن والوجوم. وصرح أحدهم لـ"فرانس برس"، وقال إن اسمه قاسمي: "أعتقد أن اميركا أقدمت على مخاطرة كبيرة وستحصل على الرد". وأضاف أنه "لا أعتقد أن الحرب ستندلع. ليست لديهم الشجاعة الكافية للدخول في نزاع مباشر معنا. أعتقد أننا سنوجه لهم ردا ساحقا".

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن مسيرات مماثلة في مدن شيراز، جنوبي البلاد، وآراك ويزد، وسط البلاد. وبث التلفزيون المحلي صور مسيرات من مدن أخرى من بينها تبريز، حيث شوهدت نساء يرتدين السواد والدموع تنهمر من أعينهن.

ودفعت الأنباء عن مقتل سليماني بعدد من الناس إلى عقد تجمعات عفوية في مدينة كرمان، وسط إيران، مسقط رأسه كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

اقرأ/ي أيضًا | تحليلات: إيران سترد على اغتيال سليماني دون إشعال حرب

وذكر طالب قال إن اسمه خنساري، أن سليماني كان "محبوبا لدى الناس". وأضاف "لقد أظهرت أميركا مدى ضعفها وهزيمتها في المنطقة من خلال قتلها جنرالا إيرانيا... كان محبوبا لدى الناس".

وتابع لـ"فرانس برس": "يجب أن تعرف أن الشعب الإيراني بأكمله هو قاسم سليماني... وقد وحد مقتله البلاد مرة أخرى حتى تتمكن من الانتقام من غطرسة العالم".

شارك هذا الخبر!