الشريط الاخباري

2020 عام التيه

نشر بتاريخ: 05-01-2020 | أفكار
News Main Image

بقلم/ رامي مهداوي

لا أستطيع لعب دور ميشال حايك أو ماغي فرح بتقديم توقعات عام 2020 للعالم، لكن من خلال واقعنا الفلسطيني وطريقة تعاطينا معه أستطيع مشاهدة مستقبل لا يُبشر لنا بالخير اذا ما بقينا نتعامل مع هذا الواقع كما نحن نتعامل معه الآن.

بالتأكيد شعبنا استطاع التعامل مع العديد من المنعطفات الخطيرة في مسيرة الصراع ضد الإحتلال الإسرائيلي، لكن تراكمات كل ذلك أوصلنا لما نحن عليه الآن، لا حرب ولا سلام مع الإحتلال، لا مفاوضات مع المحتل لكن نتحدث معه بشكل يومي، يغتصب أرضنا يومياً ومازلنا نقول الإحتلال يهدد عملية السلام.

انقسام الضفة وغزة أصبح أكبر من انقسام سياسي لحركتي "فتح" و "حماس"، أخذ طرق جديدة ضمن عناوين مأسسة شكل جديد لمفهوم التحرر من الإحتلال، أشبه ما يكون دُويلة في غزة ودُويلات بما تبقى من الضفة، ومع كل هذا يتم التعامل مع المصالحة بأنها نوع من الإكسسوارات التجميلية لبشاعة ما أوصلونا له الآن.

فقدان الثقة بالسلطة الفلسطينية وبأهم أداة لها الحكومة الفلسطينية، أضعف أي عمل تقوم به الحكومة الحالية، جعل المواطن في حالة كُفر دائمة بها مما أفقده شعور المواطنة، ولن أكون مُتطرف أو خيالي عندما أقول بأن حالة الرفض للسلطة أصبحت حالة من الكره والعدائية ما جعل نسبة المُتنمرين على السلطة بتزايد بشكل ملحوظ.

حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تدخل عامها 55 وهي في حالة من الإرهاق والكهولة والتشرذم وعدد من الأمراض أصابها، لكن جميع أبنائها يريد لها التجديد والتجدد والإستنهاض لأنها هي عامود خيمتنا الأساس على الرغم من محاولة البعض بإغتيالها ضمن تبريرات الحفاظ عليها، أخشى بأن تتمزق الحركة أكثر فأكثر وخصوصاً اذا ما ذهبنا لإنتخابات تشريعية ورئاسية دون أن تقوم الحركة بوظيفتها داخل بيتها، أو تصفية لبعض قادتها تدخلنا لمتاهات نحن ليس بحاجة لها.

أصبحنا نتقن قتل أنفسنا بأيدينا، تدمير مؤسساتي واضح لا نريد للمؤسسة الحكومية أو الأهلية أو الخاصة أن تنجح، نحارب بعضنا كأننا في حرب باردة داخلية دون أن نتكاتف مع بعضنا البعض، بل على العكس كلياً؛ فجعلنا من أنفسنا جيوش تدمر ذاتها ضمن مفاهيم الوطنية والدينية والعقائدية والحزبية والعائلية والقبلية والعادات والتقاليد والعنصرية.

_متمنياً أن أكون على خطأ_ وبناءً على ما سبق إلاّ أنني أجد عام 2020 سيكون عام المتاهة الفلسطينية والضياع في ظلام جديد سيأخذنا الى أماكن جديدة لا نستطيع تجاوزها ما لم نُغير ونعالج ما ذُكر في المقال الى أفعال عملية من أجل التغيير والنهوض بالحالة التي وصلنا لها، وإن لم نقم بما يجب أن نقوم به أستطيع القول وبحزن أن هذا العام عام بداية التيه في أماكن مختلفة جديدة تأخذنا الى طريق النهاية واللاعودة.

شارك هذا الخبر!