الشريط الاخباري

عيّنات البذور المخزنة في القطب الشمالي تبلغ المليون

نشر بتاريخ: 26-02-2020 | بيئة نظيفة
News Main Image

أوسلو/PNN- وصل قبو البذور العالمي في القطب الشمالي إلى نقطة فارقة منذ تأسيسه، حيث بلغت العينات المخزنة فيه مليون صنف، وهي في حالة التجمد العميق. ولقد وضعت الودائع الجديدة في ذلك القبو الجليدي إثر عملية التحديث التي كانت ضرورية بعد الفيضان غير المتوقع بنفق مدخل القبو في عام 2017.

وتوضع البذور من 60 ألف نوع من المحاصيل من أنحاء العالم كافة في ذلك القبو الجليدي، كاحتياطي لتلك البذور المحفوظة في بنوك البذور الأخرى حول العالم.

وافتُتحت المنشأة تحت الأرض، التي كلفت 9 ملايين يورو (7.5 مليون جنيه إسترليني)، في أرخبيل سفالبارد النرويجي بدءاً من عام 2008، لاتخاذها مخزناً آمناً ضد التلف. لكن الوتيرة المتسارعة غير المتوقعة للاحترار العالمي أدّت إلى ذوبان الطبقة القطبية المتجلدة التي تحيط بالقبو.

والآن، تعني عملية التحديث والتجديد، التي كلفت 20 مليون يورو، من قبل الحكومة النروجية، أن القبو آمن للمستقبل، ومضاد تماماً للتسربات المائية، وفقاً لما قاله المسؤولون.

ويعني تدمير الطبيعة فقدان التنوع الحيوي للمحاصيل، وفقدان نظرائها كذلك، في الوقت الذي يعني تأثير حالة الطوارئ المناخية أنّ هناك حاجة ماسة إلى مواكبة، وربما مواجهة، التغيُّرات المناخية للأرض. ويمكن لبنوك البذور أن تتعرّض للتدمير هي الأخرى بسبب فقدان الطاقة والحروب، تماماً كما حدث في مدينة حلب السورية، الأمر الذي يعزّز من الحاجة إلى الاعتناء بالقبو الجليدي في سفالبارد النرويجية.

وجاءت ودائع الأسبوع الحالي من 36 مؤسسة على مستوى العالم، وهي الودائع الأكثر تنوعاً من النباتات البرية من محمية هايغروف التابعة للأمير تشارلز، فضلاً عن بذور نبات القرع، التي كانت قد أودعت من قبل قبائل شيروكي الأصلية في الولايات المتحدة الأميركية.

وأودعت جامعة حيفا القمح البري، المعروف باسم «أم القمح»، عندما جرى اكتشافه للمرة الأولى في عام 1906، وذلك جنباً إلى جنب مع مختلف أصناف البطاطا من البيرو، وغير ذلك من المحاصيل من منغوليا، والمغرب، وميانمار، ونيوزيلندا. وتضم كل عينة نحو 500 بذرة.

ويضم قبو سفالبارد الجليدي، المحفور في الصخور الصلدة، عينات من نحو 1.050.000 نوع من المحاصيل، من أصل 5 آلاف نوع. ويمثّل هذا الحشد من البذور خُمس الأصناف المقدرة بنحو 2.4 مليون نوع في العالم، وتوجد في القبو مساحة كبيرة لاستيعاب ذلك.

وقال هانس ديمبوولف، العالم لدى صندوق المحاصيل الذي يدير القبو الجليدي إلى جانب المركز النروجي للموارد الوراثية: «يعدّ تنوع المحاصيل من الضرورات الأساسية في إنتاج الغذاء. ويعد قبو سفالبارد الجليدي منشأة الحفظ الاحتياطية الأساسية لبنوك البذور حول العالم، مع الاهتمام بحماية التنوع البيولوجي الذي يميزهم»، حسب ما ذكرته «الغارديان» البريطانية.

وقد فُقد كثير من أنواع المحاصيل، بما في ذلك 93 في المئة من أصناف الفاكهة والخضراوات، في الولايات المتحدة.

وعن ذلك، يقول ديمبوولف: «لم نكن نتوقع تسرّب المياه إلى نفق المدخل في أثناء بناء القبو، ولم يكن أحد يعتقد أنّ حرارة الصيف ستكون مرتفعة لهذه الدرجة». وتابع: «كان التحديث الكبير هو التصرف الصحيح الذي يجب القيام به، ولقد وفرت الحكومة النرويجية ما يكفي من الموارد للتأكد من إحكام إغلاق القبو الجليدي الآن».

من جانبها، قالت جيغي نجا آشيم، المتحدثة باسم الحكومة المالكة للقبو الجليدي: «من شأن نفق المدخل وعملية التحديث أن توفر الأمان لقبو البذور في المستقبل». وكانت قد صرحت في عام 2017 بأنّ «كمّيات كبيرة من المياه تسرّبت إلى بداية النفق، وكان من المفترض للقبو أن يعمل من دون المساعدة البشرية. ولم تتمكّن المياه من الوصول إلى مخزونات البذور في الداخل».

وجرى عزل نفق المدخل، البالغ طوله 130 متراً، ضدّ تسربات المياه بالكامل، كما جرى نقل معدات التبريد التي تحافظ على درجة حرارة القبو أدنى من 18 درجة مئوية إلى مبنى جديد للخدمات، وبالتالي يسهل تفريغ الحرارة الناجمة عن عمل الآلات إلى الخارج.

ويرتفع القبو الجليدي نحو 130 متراً فوق سطح البحر، وهو مصمم للعمل مدى الحياة.

وأفاد ديمبوولف بأن «الحديث عن المكان الآمن تماماً غير القابل للاختراق يعد من المخاطر الدائمة. وسوف نستمر خلال العقود المقبلة في مراقبة القبو الجليدي للوقوف على مدى احتياجه لعمليات التحديث والترقية الضرورية الأخرى».

الصورة: NTB Scanpix/Lise A via REUTERS

المصدر: الشرق الأوسط.

شارك هذا الخبر!