الشريط الاخباري

تقرير PNN : محمد الطوس ثلاثة عقود ونصف والامل لا يغيب رغم ظلمة الليل الحالك

نشر بتاريخ: 13-05-2020 | أسرى , PNN مختارات , قناديل من بلدي
News Main Image

بيت لحم /PNN/ نجيب فراج -في حكاية الاسير محمد احمد عبد الحميد الطوس من قرية الجبعة اقصى غرب بيت لحم تتعدد دوائر الحزن والمعاناة التي لا تتوقف منذ اعتقاله قبل 35 سنة واصبح من بين اكثر السجناء قدما حيث تصر سلطات الاحتلال على ابقائه في السجن وتعمدت تنكرها للافراج عنه في الدفعة الرابعة من القدماء التي كان من المفروض اطلاق سراحهم ضمن التفاهمات التي اشرف عليها وزير الخارجية الامريكي الاسبق جون كيري .

وبحسب رئيس هيئة الاسرى الاسرى والمحررين السابق عيسى قراقع فان الاسير الطوس اعتقل عام 1985 وهو متزوج وله ولدين وابنة وكانت زوجته ام شادي تأمل ان يكون زوجها ضمن هذه القائمة حيث وقبل موعد الافراج بثلاثة ايام كانت تتجول في اسواق مدينة الخليل تحضيرا لمناسبة الافراج المفترض عن زوجها وحينما علمت في ذلك الوقت عن ان ابو شادي لن يكون في هذه الدفعة الثانية وقعت على الارض فأصيبت بغيبوبة اقعدتها عدة اسابيع الى ان اعلن عن وفاتها وكأنها كانت تدرك ان تاجيل الافراج عنه بمثابة ابقائه في السجن فمضى على ذلك سبع سنوات.

حكاية الأسير الطوس تشبه الأسطورة، وهو بعد 35 سنة من اعتقاله لا يصدق انه مازال حيا، بعد أن نصب له ولزملائه في مجموعته العسكرية كمينا محكما وأطلقت عليهم زخات من الرصاص لإعدامهم، فسقط الجميع شهداء باستثناء الطوس الذي أصيب بجراح بليغة.

ويضيف قراقع “ان مجموعة جبل الخليل، اسم له صدى، وخاصة في سنوات الثمانينات، وهي مجموعة فدائية مطاردة قامت بسلسلة من العمليات العسكرية ضد جنود الاحتلال، وأصبح هدف إلقاء القبض عليها أو إعدامها، هدفا إسرائيليا مركزيا، وكان الناس يروون قصصا مثيرة عن هذه المجموعة السرية، التي اتخذت من جبال وكهوف الخليل مأوى لها، وسببت الخوف والفزع في صفوف جنود الاحتلال، وكتبت الصحف العبرية وقتها الكثير عن هذه المجموعة التي أصبحت المطلوب رقم واحد لجهاز الأمن الإسرائيلي”.

كان الأسير محمد الطوس عامل بناء، لم تتح الفرصة له لاستكمال تعليمه، فخرج من المدرسة ليعمل كي يساعد أسرته على سد رمق عيشها، فاعتقل عام 1982 وكان عمره 18 عاما، وحكم عليه بالسجن عشرة أشهر، فخرج من مدرسة السجن أكثر صلابة وتشبعا بروح المقاومة.

المجموعة ضمت خمسة مناضلين هم محمد حسن سعيد ومحمد عدوان ومحمود النجار وعلي خلايلة إضافة الى محمد الطوس، تعرضت لمجزرة و قتل بدم بارد، عندما حاولت المغادرة الى خارج البلاد بالاتفاق مع أحد الادلاء، حيث نصب كمين موت لهم في الطريق قرب الحدود مع الأردن، استخدمت فيه الطائرات وكل أنواع الأسلحة.

محمد الطوس يتذكر اللحظات الأولى عندما أنصب الرصاص والقنابل فوق رؤوسهم داخل السيارة التي كانوا يستلقونها، و يقول أنه كان بالإمكان إلقاء القبض علينا، ولكنهم أرادوا إعدامنا عن سبق إصرار.

لم يستيقظ إلا بعد مدة طويلة في المستشفى، ومن هناك اقتادوه مصابا الى التحقيق، ليخضع لفترة قاسية من العذاب، كانت الدماء تنزف من جروحه ، وكانت الصدمة صعبة عليه بعد أن علم أن كافة رفاقه قد استشهدوا.

وتروي كريمته نقلا عن والدتها المرحومة أننا لم نعلم أن أبو شادي على قيد الحياة إلا بعد ستة شهور، فكافة الأخبار وخاصة الإسرائيلية أعلنت أنها قتلت كافة أفراد المجموعة، وجرى تعتيم واسع، ولم يسمح لنا ولا للصليب الأحمر الدولي لمعرفة ما جرى، وعشنا في حالة نفسية قاسية للغاية.

وروت ام شادي لابنائها كيف حاصر الجنود المنزل، وفرضوا حظر التجول على قرية الجبعة ، وقاموا بهدم المنزل عن بكرة أبيه، وكانت حاملا وأولادها لازالوا صغارا، لتتشرد الأسرة وتعيش في ظروف مؤلمة، ولم يكتف الاحتلال بهدم منزل أبو شادي وإنما أيضا قام بهدم منزل شقيقه انتقاما وحقدا.

وبعد أن قام أهالي قريته ببناء المنزل، قام جنود الاحتلال مرة أخرى بإعادة هدمه، وكأنه أراد أن يحكم على أسرة الأسير الطوس بالبقاء في العراء عقابا لها، بسبب بزوغ فدائي بطل من هذه الأسرة المكافحة والصابرة.

شارك هذا الخبر!