الشريط الاخباري

لم يبق الا حل الدولة الواحدة

نشر بتاريخ: 07-06-2020 | أفكار
News Main Image

بقلم/ موسى الريماوي

الوهم الذي عاشه الشعب الفلسطيني حول حل الدولتين على وشك ان يتلاشى، ويبدو انه لم يكن اكثر من سراب صحراوي، او هكذا اراده الاسرائيليون لتضليل العالم، واخفاء نواياهم الحقيقية، فالاحزاب الاسرائيليىة الكبيرة من اليمين والوسط لم تؤمن حقا بحل الدولتين، اكثر من ذلك لقد كانت ممارستها الحقيقية على الارض تدفع بهذا الحل رويدا رويدا الى عالم النسيان، حتى مهندس اتفاقية اوسلو شمعون بيرس والذي بنى لنفسه شهرة واسعة في العالم بانه رجل وبطل السلام، وضع الثقوب في الاتفاق لعدم الوصول الى النتيجة المعلنة فيه وهي قيام دولة فلسطينية بعد انتهاء المرحلة الانتقالية ومدتها خمس سنوات.

اسرائيل ورغم الدعم المالي والدبلوماسي الهائل من امريكا، الا انها كانت تنتظر رئيسا مثل ترامب الذي منحها اكثر مما تمنته منذ تأسيسها، حيث قامت ادارته بتوجيه الضربة القاضية لحل الدولتين، من خلال العديد من المواقف والاجراءات اهمها الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارتها الى المدينة المقدسة، ووقف الدعم عن الاونروا، واعتبار المستوطنات "لا تشكل عقبة امام السلام"، واخيرا "صفقة القرن"، والموافقة على الضم في الضفة الغربية.

ان مجمل تلك الخطوات، وما سبقها من اجراءات اسرائيلية خاصة الاستيطان المتسارع، واخرها قرار الضم في الضفة الغربية والذي سيبدأ تنفيذه منذ بداية الشهر القادم، جعل حل الدولتين مستحيلا، فلم يبق الا خيار العيش في دولة التمييز العنصري، او الدولة الديمقراطية الواحدة، لذا من الافضل للفلسطينيين وكسبا للوقت اعادة النظر في مجمل اهدافهم السياسية، والعمل من اجل اقامة دولة ديمقراطية يتعايش فيها الجميع بسلام، خاصة وان عدد الفلسطينيين العرب مساو لعدد اليهود الاسرائيليين في فلسطين التاريخية.

فعدد اليهود في اسرائيل يبلغ 1,806,000 والعرب 1,930,000من فيهم سكان القدس الشرقية والجولان، (اخرين454000)، حسب دائرة الاحصاء المركزية الاسرائيلية في نيسان 2020، اما عدد الفلسطينيين في الضفة والقطاع فيبلغ حوالي 5 مليون في اواخر سنة 2019 حسب دائرة الاحصاء المركزية الفسطينية، فإذا خصمنا عدد السكان العرب في الجولان المحتل والذين يتراوح عددهم بين 20 -30 الفا، فان عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية يبلغ حوالي ستة ملايين و900 الف.

شارك هذا الخبر!