الشريط الاخباري

تقرير PNN : "لا كورونا ولا بطيخ".. القرارات الصارمة ذهبت ادراج الرياح امام فرحة طلبة التوجيهي بنتائجهم

نشر بتاريخ: 11-07-2020 | محليات , PNN مختارات , PNN حصاد
News Main Image

بيت لحم/PNN/ نجيب فراج – منذ ساعة الاعلان عن نتائج الثانوية العامة "التوجيهي" في الاراضي الفلسطينية الساعة الثامنة من صباح اليوم انطلقت اصوات المفرقعات والالعاب النارية في السماء بشكل كثيف احتفالا بهذه النتائج وتجمع المواطنين في الساحات والطرقات مطلقين اضافة الى تلك الالعاب ابواق السيارات واصوات الغناء والهتافات وجابت الاف المركبات الشوارع المختلفة في كل المدن والقرى والمخيمات بما فيها مدينة القدس المحتلة، وكأن فايروس الكورونا الذي يجتاح العالم اجمع لم يصل الى الاراضي الفلسطينية وكأن السلطة الفلسطينية لم تتخذ اجراءات مشددة بما فيها الاغلاق للمناطق المختلفة، ولم تعلن حالة الطواريء منذ نحو اربعة اشهر وكأن السلطات والهيئات المختلفة لم تلغي كل التجمعات والاحتفالات في الاعراس وبيوت العزاء، وقد شوهد المواطنين وهم يحتضنون بعضهم بعضا ويتجمهرون في الاماكن العامة وداخل البيوت، ويوزعون الحلويات في ظاهر لا تبعث على وجود ضائقة مالية.

مظاهر للتجمعات الكبيرة

وشهدت محافظة بيت لحم اسوة بباقي المحافظات على سبيل المثال كل هذه المظاهر فعند بوابة الخضر التاريخية نصب عشرات الشبان في حوالي الساعة العاشرة صباحا حلقة للدبكة الشعبية محتفلين بهذه المناسبة رغم ان البلدة تعتبر من بين المواقع التي اصابها الفايروس اذ بلغ عدد المصابين فيها نحو 40 مصابا معظمهم من جراء احد الاعراس بحسب مصادر فيها، وشوهد الشبان والشبات وهم يحتفلون بهذه المناسبة ويطلون برؤوسهم من اسقف المركبات ولم يكن حتى أي مظهر من مظاهر السلامة العامة قد اتخذ بما فيها الكفوف والكمامات.

وهذا انسحب على العديد من المواقع في شوارع مدن بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وكافة المواقع المجاورة ، وقال الطالب مصطفى راضي حول هذه الاحتفالات " ان الفايروس يجب ان لا يمنعنا من التعبير عن الفرحة التي انتظرها والدي منذ 12 عاما "فلا كورونا ولا بطيخ" وكل الاحتفال لا يستغرق ساعة او ساعتين، ولربما نقول ان كل هذه الاجراءات يجب ان توقف وان نتعايش مع هذا الوباء".

[embed]https://www.facebook.com/pnnnetwork/videos/3317905894939919/[/embed]

لا بد من وقف الاستهتار

ويؤكد العديد من المواطنين ان ما حصل اليوم بعد اعلان النتائج هو تتويج لعملية الاستهتار من قبل المواطنين وليس فقط في هذه المناسبة بل كل المناسبات بما فيها الاعراس حيث نشهد بوضوح استهتار كبير من قبل المواطنين والحياة طبيعية رغم الاغلاق وخاصة في مناطق"ج" التي تخضع لهذه الاجراءات ويعيش فيها عشرات الاف المواطنين في كل محافظة.

وجاءت الاحتفالات الكبيرة في بيت لحم رغم انها سجلت وفاة واحدة من مخيم عايدة صباح اليوم وهو الحاج الجليل مسلم البراقعة والد الاسير خليل البراقعة المحكوم بالسجن المؤبد 21 مرة فاجريت مراسم الجنازرة من امام منزله في ظروف مشددة من جراء اصابته بكورونا وكذلك تسجيل اكثر من عشر اصابات في يوم واحد فلم تمنع هذه الظروف تلك الاحتفالات الصاخبة.

الظارهة المتشعبة

وظاهرة اطلاق الالعاب النارية تحمل في طياتها قضايا متشعبة في ظل كورونا ومن بينها خرق لكافة اجراءات مكافحة الفايروس وكذلك تكاليفها الباهظة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي سببه الفايروس اضافة الى مخاطر هذه الالعاب على حياة المواطنين فقد اعلن العقيد لؤي ارزيقات الناطق بلسان الشرطة الفلسطينية عن اصابة 15 مواطنا بجراح مختلفة جراء هذه الظاهرة منذ ساعاتها الاولى من بينهم عدد من المواطنين قد فقدوا اصابع في اياديهم واصابات اخرى.

الافضل للاهالي الاقتصاد في المصاريف الاستهلاكية

الطالبة الجامعية نور صلاح من بلدة الخضر اثارت هذه القضية على طريقتها الخاصة وقالت"الافضل لاهالي الطلاب ان يوفروا كل هذه التكاليف لدراسة ابنائهم في الجامعات حيث الاقساط الطلابية مرتفعة للغاية اضافة الى احتياجاتهم الاخرى كالحواسيب المحمولة والى غير ذلك، اذ انا مقتنعة ان الاهالي سوف يتذمرون بعد ذلك من هذه التكاليف وعدم قدرتهم على توفيرها.

انتشار الباعة المتجولين لترويج المفرقعات

صاحب احد المحلات التجارية في مخيم الدهيشة والذي يروج لهذه البضاعة منذ سنوات قال "ان وضع البيع هذا العام كان غير جيد حيث باع بنحو ثمانية الاف شيقل وهو قليل الى حد كبير اذا ما قورن في الاعوام السابقة التي وصل في العام الواحد الى 30 الف وهذا لا يعود لعدم اقبال الناس على هذه السلعة بل ان الاقبال هذا العام رغم كورونا والملاحقة الكثيفة للسلطة الفلسطينية كان كبيرا ولكن الانخفاض جاء لسبب كثرة البائعين المتجولين واصحاب البسطات التي نصبوها في الشارع الرئيس القدس / الخليل الذي يفصل بين منطقتي الدهيشة والدوحة وهي مناطق حيوية اذ بيعت الاسعار بشكل منخفض للغاية الامر الذ1ي ضرب السوق" حسب تعبيره.

تحذيرات المحافظ

وجائت هذه الاحتفالات الحاشدة رغم تحذيرات محافظ بيت لحم اللواء كامل حميد الذي قرر مساء امس الجمعة منع الاحتفالات وجولات السيارات بمناسبة اعلان نتائج التوجيهي تحت طائلة المسؤولية في ظل تزايد اعداد المصابين بفايروس كورونا واقتراب العدد ل 400 مصاب ببيت لحم

واعلن المحافظ حميد في قراره انه اصدر اوامره للاجهزة الامنية المختلفة باخذ الاجراءات اللازمة لمنع التجمع والاختلاط من اجل منع انتشار الفايروس وتفشي العدوى واختصار فرصة النجاح على العائلات الاولى بالمنازل بعد الحصول على النتائج مشيرا الى ان نتائج التوجيهي لهذا العام تاتي في ظل ظروف قاهرة وعلى الجميع تفهم هذه الظروف .

واكد المحافظ حميد على اهمية اختصار فرحة النجاح على العائلة الواحدة بدون اي دعوات للاقارب و التجمعات العائلية الكبيرة أو تبادل الزيارات و اقتصار تقديم التهاني فقط عبر صفحات التواصل الاجتماعي و الهاتف بدون زيارات الناس و الأصدقاء محذرا من ان نسبة الاختلاط ستكون عالية جدا بمناسبة التوجيهي ما قد يجلب علينا اصابات جديدة اذا لم يتم الالتزام بالتوجيهات.

كما شدد المحافظ حميد في قراره على اجهزة الامن لمنع اي مسيرة للسيارات و تجمع الأصدقاء داخل السيارات و ظواهر التفحيط و غيرها التي كنا نشاهدها بالاعوام السابقة بعد الاعلان عن نتائج التوجيهي .

وعبر المحافظ حميد عن ثقته بحرص اهالي المحافظة عموما واهالي وطلبة التوجيهي خصوصا وتفهمهم لاي اجراء سيتم اتخاذه بحق اي مخالف لهذا القرار مشددا على قراراته التي تم اصدراها لكافة اجهزة الامن لمنع اي تجمع مشددا على ان هذه الاجراءات هدفها حماية شعبنا وعدم تحول فرحة النجاح الى حزن وخوف بسبب الاصابة بفايروس كورونا ، ولكن كل هذه النحذيرات والقرارات الصارمة ذهبت ادراج الرياح.

شارك هذا الخبر!