الشريط الاخباري

مزارعون فلسطينيون يبحثون عن رزقهم في التين الشوكي

نشر بتاريخ: 10-08-2020 | محليات , أقتصاد , PNN مختارات
News Main Image

غزة /PNN/ وكالة شينخوا الصينية-  تحظى ثمرة التين الشوكي بمكانة مفضلة لدى المزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة بالنظر إلى الإقبال الشعبي عليها على الرغم من أن حصادها يتضمن مصاعب كبيرة.

وتعرف فاكهة التين الشوكي بامتلائها بالأشواك على اللوحات الخضراء التي تحمل الثمار الناضجة، مع احتمال تطاير الأشواك على الأجساد وإصابتها وهو ما يصعب من مهمة حصادها.

ومع ساعات الفجر الأولى، يتوجه الخمسيني محمد أبو طير، من سكان خان يونس في جنوب قطاع غزة، يوميا برفقة أبنائه الثلاثة إلى أرضه الحدودية لجني ثمار التين الشوكي الناضجة.

ويقول أبو طير  بينما كان يمد عصا طويلة معكوفة الطرف تسمى (طوالة) لالتقاط ثمرة التين الشوكي "اعتدنا في مثل هذه الأيام على جني ثمار التين الشوكي وبيعها في الأسواق لجني بعض المال".

ويضيف "ينتظر سكان غزة موسم التين الشوكي لشرائه والاستمتاع بمذاقه الحلو ويعد من الفواكه المفضلة، على الرغم من احتمالية إصابتهم بالأشواك المتناثرة حول كل ثمرة".

ويبدأ أبو طير سنويا بقطف المحصول بداية شهر يوليو حتى نهاية أغسطس بشكل يومي، وينقله للسوق المحلية على عربات متحركة للبيع، أسوة بغيره من المزارعين.

وينوه أبو طير إلى أنه يختار أوقات الفجر لجني الثمار، كي يتفادى العمل تحت أشعة الشمس الحارقة في نهار أشهر ذروة موسم الصيف، ومن أجل تسريع عملية البيع كون أن فاكهة التين الشوكي لا تحتمل البقاء فوق بعضها تحت أشعة الشمس، لأنها تفسد سريعا، لذلك يحاول بيعها في السوق قبل الظهر.

وتعرف ثمرة التين الشوكي في فلسطين باسم "فاكهة الصبر" كونها تنتمي لفصيلة "الصبار" وتنمو أشجاره في الأماكن الجافة نظرا لسيقانها المليئة بالماء.

وتحظى ثمرة التين سنويا بإقبال واسع عليها في موسم الصيف كونها تتميز بمذاقها الحلو ومنافعها الغذائية، شريطة عدم الإفراط في تناولها، حيث تتسبب في مشاكل في الهضم.

ومن مميزات التين الشوكي الأخرى خلوه من أي مبيدات أو أدوية بخلاف الفواكه الأخرى، فهو محصول يعتمد فقط على مياه الأمطار وينتج كميات كبيرة بحسب أبو طير الذي يقول إنه مع نهاية الموسم يجني ما يقارب مبلغ ألف دولار من بيع التين بما يعينه على الإنفاق على عائلته.

لكنه يشتكي من أنه أحيانا يقضي ساعات عديدة في الأسواق المحلية لبيع التين الشوكي لكن الإقبال أقل من توقعاته بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الصعبة لسكان قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ عام 2007.

وللتغلب على هذه الإشكالية، عمل محمد أبو طير، الابن الأكبر للمزارع، على ابتداع طريقة جديدة لتسويق حصادهم، من خلال تقشير ثمار التين الشوكي وبيعها في أطباق خاصة جاهزا للأكل مباشرة.

وفي محاولة منه لزيادة وتيرة البيع، أنشأ الشاب أبو طير صفحة خاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث يبرع في تصوير ثمار التين الشوكي بطريقة إبداعية تثير إعجاب متابعيه عبر الصفحة.

ويقول محمد وهو خريج كلية التجارة  إن "هناك الكثير من الزبائن يتجنبون شراء التين الشوكي خوفا من إصابتهم بأشواك الثمار، لذلك وجدت من عملية تقشير الصبر وبيعه جاهزا وسيلة لمزيد من الترويج للبيع".

ويضيف "نحن في عصر التكنولوجيا والتقدم، ويمكننا أن نستفيد من كافة الموارد التي بحوزتنا للترويج للأفكار الابداعية التي من شأنها أن تعود علينا بالفائدة الأكبر وفي وقت أقل".

من جانبها، قالت السيدة الثلاثينية ابتسام الغلاييني، لـ ((شينخوا))، إنها لم تكن تشتري الصبر في السابق على الرغم من حبها له، نظرا لصعوبة تقشيره، مشيرة إلى أنها تعتمد في الوقت الحالي على شرائه من أبو طير بعد عرضه على صفحته في الفيسبوك. وتتفاوت أسعار ثمرة التين الشوكي من منطقة لأخرى في قطاع غزة لكن عادة ما يبيعها المزارعون مقابل دولار ونصف الدولار مقابل الكيلو الواحد.

وتنتشر العديد من الأمثال الشعبية تتعلق بالتين الشوكي بين سكان غزة، فيما يشبه الظروف المناخية الصعبة التي يعيش فيها هذا النوع من الثمار بأحوالهم الصعبة التي يعيشونها في القطاع المحاصر.

كما أن التين الشوكي ظل يستعين به المزارعون في غزة منذ سنوات طويلة ليكون بمثابة الجدران التي تحمي الأرض من الحيوانات الضارة والعبث بالمزروعات، والحد الذي يفصل الأراضي عن بعضها البعض.

شارك هذا الخبر!