الشريط الاخباري

دعونا نتكلم

نشر بتاريخ: 14-09-2020 | أفكار
News Main Image

بقلم/ عيسى قراقع

على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية أن تتكلم الآن، مجرى البحر العربي الرسمي يصب في نهر بوتوماك في واشنطن وليس في البحر المتوسط، جيف عربية تسبح وتزحف تبحث عن بحرٍ وسلالةٍ ونسب.

دعونا نتكلم، نحن الشعب الفلسطيني نكتفي بفلسطين، لن نسمح لأحد أن يأخذ اتجاهات الرياح كما يشاء، سندير الدفة ونكسر القواعد والتحالفات، الثورة لا تفسر وفق قانون الطبيعة وقوانين الزعماء، الثورة عاصفة تطلقها أنفاس الشهداء.

دعونا نتكلم، الشعب الفلسطيني تكلم في الإنتفاضة الأولى عندما أراد البعض أن يضع القرار الفلسطيني في جيب روابط القرى، ويصنع بدائل وخيارات عن وحدانية م.ت.ف، حطمتها قدم بسام الشكعة المبتورة وغضب الأسرى عندما طردوا اسحق رابين في معتقل النقب هائماً على وجهه في الصحراء.

دعونا نتكلم، يحاصرنا الطوفان لا بأس، نكتفي بفلسطين قارباً للنجاة وقبراً للموت وزيتونة للحياة، نكتفي بالصلاة في رحاب المسجد الأقصى في القدس وفي ظلال صنوبر الكنيسة، نكتفي بدمنا يكفينا ألف عامٍ أخرى لنحيا، نكتفي بمحاريثنا نكتب بها على الأرض كلمة حرية. دعونا نتكلم، حاصرنا المطبعون والمتخاذلون منذ النكبة حتى الآن، لم يهزمنا العدو الصهيوني، هزمتنا تلك الأنظمة، لاحقتنا بإسم الجغرافيا السياسية من مخيم إلى مخيم ومن مكان الى مكان، لكنهم لم يصادروا قرارنا الفلسطيني المستقل، دائما غضب المقهورين يحرق المشهد وخطاب الصمت.

دعونا نتكلم، وحدنا نقود الحرب العالمية الثالثة الآن، حرب صفقة القرن على حقوق الشعب الفلسطيني العادلة، نملك كل مصادر القوة الثقيلة: شعب صابر وأسرى صامدون وشهداء يحرسون البيت والحق في الدنيا والآخرة. دعونا نتكلم، شعبنا فيه مخزون عميق من المفاجآت الصادمة، الناس قادرة على الفرز وتغيير المعادلة والخروج من الدائرة، الناس ستهدم الصنم ولن تغرق في الشعارات المدوية.

دعونا نتكلم، لينزل كل فلسطيني وعربي الى الشارع، اتركوا مكاتبكم أيها الناس، اخلعوا بدلكم واحملوا فؤوسكم وحجارتكم، اتركوا اللغة المتوارية، غيروا الأدوار والأدوات والأفكار المتكلسة، حان وقت التغيير والوحدة والثورة العارمة. دعونا نتكلم، أخرجوا ايها الناس من ماكنة البنك وحسابات صندوق النقد الدولي، الكرامة والعروبة تتعرض لمؤامرة، افتحوا الأقفاص ودمروا مشاريع الابتزاز والمساومة، اقرعوا جدران الخزان فالنيران حامية.

دعونا نتكلم، لتكن أقدامنا على الأرض، لنخوض معركة الدفاع عن حقوقنا المشروعة، ليس بالأقوال والتحليلات والاستعارات الكبيرة، معارك التحرير لا تخاض بالأسماء الشخصية، التضحيات لا تحتاج الى اختراع ألفاظ نتلهى بها وصور جميلة.

دعونا نتكلم، نحن شعب لا ننحني إلا لله حين السجود في الصلاة وحين الكتابة، فيا أيها المثقفون أطلقوا ثورة فكرية في الوعي والمفاهيم والقيم، فلسطين تتعرض لتصفية سياسية ومادية، محمود درويش والمتنبي محاصران في البحرين والإمارات، اكتبوا الحقائق وخذوا حبركم من الشارع ومن جوع القصيدة، أشعلوا الوعي في طاقتنا الإنسانية.

شارك هذا الخبر!