يعشق العربي الطغاة حتى بعد موتهم وحتى لو لم يحكموه ...وهذا مفهوم بحكم الثقافة التي لاترى قيمة وكرامة للفرد بماهو إنسان ...بل تُستمد قيمته مما ينتمي إليه من جماعة أو مجتمع أو زعيم عظيم ... والغريب أن بعضهم لم يعرفوه ولم ينضووا تحت حكمه ...إنما هو عشق للعنتريات والبهرجات والصوت المرتفع من جانب وفقدان للذات وحنينا للعبودية والاستلاب من جانب آخر ...
و يحن البعض لأيام القذافي الزعيم الذكي على غباءه !! وصاحب الأقوال الحكيمة على (( هبلنتها ))!! لاأدري لماذا لكنه زعيم عظيم في منظورهم الاستلابي !!
الأدهى والأمر أن بعض العرب وأخص مثقفيهم صُدموا من الإشاعات التي تدّعي موت ((كيم يونج أون)) زعيم كوريا الشمالية وكأنه منقذ العالم وربان السفينة في الليالي الحالكة!!
لا أنكر أن مواقفه في مقابل الأمريكي تستحق الإعجاب لكن ماذا عن مآسي الشعب الكوري ؟وماذا عن الفساد واستلاب أموالهم بل وحتى أنفسهم ؟ وبحجة ماذا يتم ذلك ؟؟...بحجة القومية والاعتزاز بالأمة وماإلى ذلك من ترهات!!
قال أحد الحكماء : لو أمطرت السماء حرية لرأيت بعض الناس يحملون المظلات .
ولعل هذا القول إذا انطبق ينطبق على هؤلاء العاشقين للطغاة وأحذية الزعماء من أخوتنا العرب !!
لقد تجاوز العالم الحديث الزعيم الأوحد والبطل المسدد ليصبح الإنجاز والنجاح متعلقا بالفريق والمجموع ، حتى الصين الشيوعية والتي كانت منذ القريب تعاني من التخلف والاستبداد تجاوزت محورية الزعيم إلى محورية الفريق وتأمل عزيزي القارئ ما حققت من نتائج ...وفي ذلك فليتناقش المتناقشون !!
المقالة لا تعكس راي شبكة PNN وانما تعكس وجهة نظر كاتبها
