الشريط الاخباري

السفيرة أمل جادو.. من أزقة مخيم عايدة إلى هرم الدبلوماسية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 25-10-2020 | قناديل من بلدي
News Main Image

رام الله/PNN - أجرت الحوار: عبير البرغوثي - على امتداد سنوات وعقود من النضال والمرأة الفلسطينية تسطر يوماً بعد يوم اسمها ودورها في سجل العمل الوطني والسياسي والاجتماعي الفلسطيني، وفي كل يوم تترك بصمة قوية وعلامة أكثر بروزاً من عين الشمس، ان امرأة فلسطينية قد مرت من هنا، فكانت وزيرة، وكانت مديرة ورئيسة عمل، وكانت مربية يحتفى بها على المستويين الاقليمي والدولي، وكانت لاعبة في ميادين الرياضة والاتحادات الدولية، واليوم توج هذا الدور بتقلد أول امرأة فلسطينية منصب وكيل وزارة الخارجية، بعد سلسلة من الإنجازات والمساهمات في الحقل السياسي والدبلوماسي.

قرار الرئيس محمود عباس تعيين الدكتورة أمل جادو كأول امرأة وكيلا لوزارة الخارجية الفلسطينية، يؤكد موقف القيادة الداعم لقضايا المرأة وتطلعاتها نحو المستقبل، اسنادا لتمكين المرأة بالتعبير عن طاقاتها في ادارة الشأن العام، وفتح الآفاق أمامها للعمل جنباً الى جنب مع زملائها الرجال لبناء مؤسسات دولة فلسطين وتحقيق استقلالها والمساهمة في التنمية المستدامة لمجتمعها.

"الحياة الجديدة" استضافت الدكتورة أمل جادو في وقفة للتعرف على انجازاتها ودورها كامرأة في هذا الموقع المهم، حيث جاء هذا اللقاء بالتزامن مع مناسبتي "أكتوبر الوردي" و"اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية"، وفيما يلي نص الحوار:

إيماني بقضيتي جعلني أحمل هموم شعبي الى العالم

ان تشغل امرأة هذا الموقع يشكل استحقاقاً لدور ومشاركة المرأة في الحياة السياسية كشريك فاعل، لكن لماذا جاء في عام 2019 وليس قبل ذلك، هنا تجيب د. أمل جادو: "بصراحة أنا أؤمن بالتدرج والعمل والجهد الذي يبذل من أجل الوصول للهدف المقصود، لكن تجربتي التي مررت بها ساعدتني على تحقيق ما أصبو اليه في السلك الدبلوماسي، وما ساعدني إلى جانب مؤهلاتي الأكاديمية كدكتورة في الدبلوماسية والعلاقات الدولية، نشأتي في مخيم عايدة لمدة 11 عاما، حيث عايشت قسوة العدوان الاسرائيلي على المخيم ما جعلني أؤمن بأهمية مخاطبة المجتمع الدولي وبحكم تواجدي في حركة الشبيبة الطلابية في جامعة بيت لحم عملت كناشطة مع الوفود الاجنبية التي كانت تزور فلسطين وكنت أحاول اطلاعهم على الوضع السياسي الفلسطيني، اليوم وفي هذا المنصب أقوم بنفس العمل لكن بمهارات مصقولة أهلتني للتعامل مع المستوى الرسمي وليس فقط مع الوفود الشعبية التي عملت معها سابقا، العمل في السلك الدبلوماسي بشكل عام هو مهمة ومسؤولية أكثر من كونه وظيفة، الى جانب إيماني بقضيتي بشكل كبير ما يضع على عاتقي مسؤولية كبيرة لخدمة قضيتي العادلة وشعبي، وهذا يحتم علينا ومن مواقعنا أن نكون محامين أقوياء في الدفاع عن قضيتنا، وبالنسبة لي فإن المنصب والمسمى نفسه ليس مهما مقارنة بالمهمة التي نقوم بها في إطار هذا المنصب".

التعليم سلاح الانتصار وتحقيق اهدافنا الوطنية

زخرت مسيرة امل جادو بقصص النجاح والتفوق التي ساعدتها على تحقيق تطلعات المرأة الفلسطينية نحو الوصول لمراكز قيادية متقدمة وكانت حتى الامس القريب حكراً على الرجال، وهنا تعلق جادو: "بالتأكيد أن كل التجارب التي يمر بها الإنسان والصعوبات التي تواجهه، تصنع منه إنسانا أقوى دائما، وفي هذا الجانب أنا مدينة لأسرتي خصوصا والدي ووالدتي وجدتي بدعمهم المستمر لي، ورغم صغر سني وقت انطلاقة الانتفاضة الاولى الا ان تجربتي خلال تلك الفترة زادت من وعيي بالقضية الفلسطينية بمعنى اللجوء والعمل الوطني، وفي الوقت نفسه كنت ناشطة في الشبيبة الفتحاوية، الى جانب هذه التجارب واجهت أيضا صعوبات تمثلت في عمليات الاعتقال والشهادة التي طالت أفرادا من أسرتي، ولا بد أن أذكر معاناة الحرمان من التعلم خلال الانتفاضة الاولى بسبب اغلاق المدارس لفترات طويلة ما تطلب منا التعلم بشكل ذاتي، هذه العوامل والصعوبات غرست في نفسي قضية آمنت بها وزادت من وعيي، ودفعتني للتساؤل كيف يمكن أن أساهم في النشر والتوعية بقضية شعبي؟ وما هي الادوات التي تمكنني من تحقيق هذا الهدف؟ وما ساعدني على تحقيق هذين السؤالين هو أنه يوجد في المجتمع الفلسطيني 3 قيم: أولها أنه مجتمع يؤمن بالله، والله هو العدل وقضيتنا عادلة، ولا بد أن تنتصر في يوم من الايام ويأتي اليوم الذي نحقق فيه أهدافنا الوطنية، وثانيا نحن مجتمع يؤمن بتماسك العائلة وهذه قيمة عالية في مجتمعنا وهي قيمة نقدرها أكثر عندما نعيش خارج الوطن، وثالثا اهمية التعليم فنحن شعب نتفرد بوضع خسرنا فيه كل شيء ولم يبق لدينا سوى الاستثمار في قدرات الفرد وامكانياته، هذه القيم مجتمعة آمنت بها عائلتي ودفعتنا من خلالها أنا وأشقائي للتوجه نحو التعلم بما يمكننا من مساعدة أنفسنا وتقديم خدماتنا للوطن ولشعبنا.

الطريق ليس معبدا بالورود أمام المرأة القيادية

المواقع القيادية تكون ذات حساسية وخصوصية بشكل عام، والموقع الذي تشغله الدكتورة جادو كأول امرأة فلسطينية تصل لهذا الاستحقاق يتطلب أن يتحلى شاغله بكل المواصفات القيادية والادارية وقوة الشخصية والبصيرة السياسية، لأنه ليس مجرد منصب او تكليف، هو تحد يومي لمواجهة العقبات والتحديات الدبلوماسية في ملف معقد بسبب خصوصية واقعنا، فكيف تتعامل الدكتورة جادو مع هذا التشابك وهذا التعقيد؟ تقول جادو: "تدرج تجاربي العملية السابقة سواء في ديوان رئاسة مجلس الوزراء ثم في مكتب السيد الرئيس، أو عملي في سفارتنا في واشنطن، الى جانب شهادتي المتخصصة في مجال عملي في الدبلوماسية والعلاقات الدولية، أثبتت أن التعليم أمر مهم جدا والافضل أن يرتبط بطبيعة المهنة التي يشغلها الشخص، لأن ذلك يرفد الشخص بالخبرة والمعرفة ويساعد على سلوك السياق والبيئة التي تعمل فيها، حيث إنني أعمل مع أشخاص يحملون نفس الخلفية العلمية لدراستي ما يساعد على خلق لغة مشتركة بيننا سواء من حيث المصطلحات أو تسهيل آليات التعامل بيننا، الى جانب أن النشاط السياسي سواء داخل حركة فتح أو الشبيبة الفتحاوية صقل من مهاراتي ورفدني بالقدرات والتدريب المتميز، وخصوصا أنني كنت أدير العلاقات الخارجية في الشبيبة لمدة 8 سنوات، كما خضت تجربة كمتطوعة ولفترة جيدة في نادي الأسير الفلسطيني عملت خلالها على استقبال الوفود الخارجية وتقديم شرح حول قضايا الاسرى واحتياجاتهم وما يواجهونه من مشاكل، وفي الوقت نفسه عملت ناشطة في اللجان الشعبية في المخيمات الفلسطينية وخاصة دعم ومناصرة احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، الى جانب دعم تمكين وتعزيز المرأة الفلسطينية، وهنا أؤمن أننا الى جانب زيادة عدد النساء المتمكنات الا أن العدد يجب أن يترافق مع النوعية المميزة ما يخلق نموذجًا إيجابيا للمرأة الفلسطينية.

وتضيف جادو: "إلى جانب ما سبق أريد أن أؤكد أنني حظيت بدعم متميز من سيادة الرئيس محمود عباس وأنا مدينة له بدفعي دائما للأمام وتشجيعي على الاستمرار، فعملي في مكتب الرئيس في مجال العلاقات الدولية أعطاني إطلالة واسعة على المستوى السياسي وعلى سياسات العالم على أعلى مستوى بحكم العمل مع الرئيس ورؤساء دول، ومنحني الرؤية المناسبة لكيفية الخطاب في الملف الفلسطيني، كما كانت لي تجربة مميزة خلال العمل في سفارتنا في واشطن والتعامل مع منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية الكونغرس تحديدا، ومراكز الابحاث والدراسات، الى جانب العمل بشكل مباشر مع الحكومة الاميركية كما شهدت زيارات على أعلى مستوى مع السيد الرئيس ومع وزير الخارجية، ما منحنى رؤية واضحة للأمور والقضايا السياسية على الصعيدين الفلسطيني والعالمي، وعند تعييني في وزارة الخارجية استلمت مساعد الوزير للشؤون الاوروبية لعدة سنوات حققنا خلالها إنجازات متميزة في علاقتنا مع الاوروبيين سواء مع الدول فرادى او مع الاتحاد الاوروبي بشكل عام، والى جانب توجيهات القيادة في هذا المجال عملت بشكل مباشر مع نظرائي الدبلوماسيين في الادارات المختلفة في الدول ما أعطاني مهارات أكثر في مجال العمل".

وعن أبرز التحديات التي واجهتها جادو في مسيرتها المهنية تقول: "دائما ما تتم محاربة النجاح خاصة عندما تكون صاحبة النجاح امرأة، حيث من السهل استهدافها وبعدة طرقة تُحزن النفس للأسف، لأنهم يلجأون الى المساس بالجانب الشخصي عندما لا يجدون أي خلل في العمل المهني، ورأينا هذا التنمر ضد وزيرات فلسطينيات منهن وزيرة الصحة الدكتورة مي كيلة الى جانب نساء فلسطينيات في مواقع مسؤولية، ومن المهم جدا أن تتحلى المرأة الفلسطينية حيثما تواجدت وفي أي منصب بالقوة والشجاعة وأن تكون قادرة على التحمل لأنه الطريق ليس معبدًا بالورود، عليها أن تثبت نفسها من خلال عملها، وصراحة دائما ما أقول إنه عندما تكون المرأة متمكنة من عملها هذا يشجع على الاستمرار دون التوقف عند أية عقبات مهما كانت طبيعتها، فهناك شخصيات نسوية تم وضعها في مواقع مسؤولية وفشلن وأصبح من السهل الهجوم عليهن، وبالتالي المطلوب هو نماذج نسوية قوية متمكنة قادرة على وضع الحدود الخاصة بها التي لا يمكن للآخرين تخطيها، حتى نشجع نساء أخريات على خوض التجارب المهنية والعملية، وهنا لا بد ان أشير الى أن الأجواء الإيجابية في أماكن العمل التي تنقلت خلالها في المؤسسات الفلسطينية كانت دائما أكبر من المعيقات، لكن مع ضرورة تمتع المرأة فيها بالثقة والقوة، وهذا ما ينقلني للحديث عن المبادرة التي نقوم حاليا بترتيبها مع وزارة شؤون المرأة ممثلة بالوزيرة الدكتورة آمال حمد وتتمحور حول اختيار طالبات من الجامعات الفلسطينية بهدف تقويتهن وتعزيزهن بالشراكة مع دول أوروبية حتى يكن قائدات في مجالات اختصاصهن".

المرأة أنجع من الرجل في العمل الدبلوماسي

ينظر البعض الى العمل في القطاع العام وخاصة حينما يتعلق الموضوع بعمل النساء، بأنها مجرد وظيفة وفرصة عمل لتوفير مصدر دخل، كيف تنظر الدكتورة جادو لهذه النظرة؟ وهل حقاً دور النساء في القطاع العام مجرد فرص تشغيل وذات أثر ثانوي بغض النظر عن المؤهلات والقدرات الحقيقية للنساء؟ هنا تجيب جادو: "عند عودتي للوطن بعد سنوات من الدراسة في الخارج، حصلت على مجموعة من عروض العمل، وصراحة من المجدي ماديا العمل في القطاع الخاص أو المنظمات غير الحكومية، لكن كثيرا ما كنت مهتمة أكثر وأركز على العمل في السلك الدبلوماسي، حتى في الوقت الذي لم تكن فيها الملامح على الارض واضحة فيما يخص قيام سلطة او حكومة، وكثيرا ما كنت أقول لعائلتي إنني أريد أن أصبح دبلوماسية، وكان هذا الحلم الذي سعيت خلفه منذ نعومة أظفاري، وبغض النظر عن العائد المادي لهذه الوظيفة، فما كان يهمني هو رفع لواء قضيتي، بالتعاون مع المؤسسات الرسمية الدولية ونظرائنا من الحكومات من خلال تواجدي في الحكومة، الى جانب ايماني بامتلاكي الأدوات التي تساعدني على التعبير عن قضيتي بالطريقة التي يفهمها الآخر".

وتضيف: "من جانب آخر من المهم هنا أن ننطلق من رؤية أخرى لدورنا كنساء، على سبيل المثال نجد اليوم أن نصف العاملين في وزارة الخارجية هم من النساء، اضافة الى أن معظم الدفعات التي تدخل الوزارة من الدبلوماسيين هم سيدات، وهذا توجه ايجابي ودعم من الوزير د. رياض المالكي يُشكر عليه، بالنسبة لي العمل في القطاع الحكومي يأتي من منطلق وطني وانتماء بشكل أساسي، والعمل في هذا القطاع ليس مجرد وظيفة للحصول على الراتب ويجب الارتقاء بوضع الموظفات في القطاع العام بشكل كبير، ومن موقعي في وزارة الخارجية وجدت أن المرأة أنجع بكثير من الرجال في العمل كدبلوماسيات مميزات في الأداء والحضور، متمكنات بالعلم والثقافة وقادرات على التعبير عن القضية الفلسطينية بطريقة قوية ولديهن إخلاص نفتقده عند الكثير من الرجال، ما يتطلب تعزيز أدوار النساء في المراكز القيادية بشكل أكبر، حيث إنه كلما تعزز هذا الدور تعزز دورهن في المؤسسة، وعلى المستوى الدبلوماسي هناك 100 سفارة فلسطينية حول العالم فيها 12 سفيرة فقط وهذا عدد قليل جدا ويجب العمل على زيادته وتعزيزه".

المرأة الدبلوماسية الفلسطينية تمتلك ميزة مع نظرائها حول العالم

العمل الدبلوماسي يعتمد على الصدق والايمان والاستعداد للتضحية من أجل الاهداف النبيلة وايصال الصورة العادلة لقضيتنا وخاصة خارج نطاق الدائرة الفلسطينية، كيف تلخص الدكتورة جادو تجربتها لبناء الثقة وكسب التأييد لتحقيق النجاح في الرسالة الدبلوماسية ضمن المواقع والمهام التي شغلتها خلال الفترة السابقة؟ وعليه تؤكد جادو: "مهمتنا كدبلوماسيين هي استمرار لعمل دبلوماسيين فدائيين حملوا أرواحهم على أكفهم، هناك عدد كبير من سفرائنا تعرضوا للاغتيال والقتل والاصابة والشهادة، لانهم كانوا يعبرون عن قضيتهم بقوة غير آبهين بأية مخاطر قد تلحق بهم وفي وقت لم يكن مسموحا فيه للفلسطيني بالتعبير عن قضيته، ومعظم الدبلوماسيين في سفاراتنا في الخارج كانوا من المناضلين أو اعضاء في الاتحاد العام للطلبة، واختاروا العمل في السلك الدبلوماسي بروح الانتماء، واليوم نحن نكمل مسيرتهم ونتعلم من تجاربهم وخبراتهم، والايمان بقضيتنا مكون رئيسي يساعدنا على الاستمرار في أداء المهمة، خاصة اذا امتلكنا قوة الدفاع عنها بإيمان وامتلاك المعلومة والمعرفة بالتاريخ والقانون لن تستطيع أية قوة أن تقف أمام من يدافع عن قضيته العادلة إلى جانب أنها تؤثر في الطرف الآخر ويجعله متعاطفا ومتفهما للقضية الفلسطينية، وهذا ما لمسته ورأيته من خلال تجربتي مع نظرائي في دول ليست صديقة قوية لفلسطين، لكنها لا تستطيع ان تناقش أو تعترف أن اسرائيل دولة محتلة وتفرض إرادتها على الشعب الفلسطيني وتحرمه من حريته وحقوقه وتمارس عليه أسوأ أنواع التمييز العنصري وسياسات القتل الممنهج وسلب الارض، وهنا أشير أيضا إلى أنني كامرأة دبلوماسية منحني ميزة مع نظرائي حول العالم لأنه عادة لا يتعاملون مع سيدات دبلوماسيات فلسطينيات وهذا ما يوجب علينا تعزيزه دائما وباستمرار".

المطلوب رفع نسبة الكوتا من 20% الى 30%

تجربة الدكتورة جادو ومسيرتها تجربة ملهمة للنساء في فلسطين، لكن المشاركة السياسة للمرأة الفلسطينية لا تتوافق وتاريخها بلغة الارقام حتى الآن في مراكز صنع القرار، خاصة وأن نسبة النساء في مراكز صنع القرار القيادية لأهم المهن لا تتجاوز سيدة مقابل 4 ذكور، وهذه صورة لا تتوافق وعطاء المرأة الفلسطينية وتضحياتها، وكيف يمكن توجيه الجهود مستقبلاً نحو توازن أكثر للنوع الاجتماعي على هذا الصعيد؟، تؤكد جادو: "هناك جزء يتحمل نتيجته المجتمع بشكل عام، لكن هناك أيضا جزء تتحمل وزره المرأة، لأن المرأة طالما كانت شريكة الرجل كتفا لكتف، في حمل السلاح وفي المشاركة السياسية وهناك نماذج متميزة ومنها الدكتورة حنان عشراوي كنموذج للمرأة الدبلوماسية السياسية المتمرسة، والأخت زهيرة كمال أمين لحزب مهم، والأخت ليلى شهيد كسفيرة مميزة في فرنسا وثم في الاتحاد الاوروبي، وبالتالي هناك نماذج تعطي الامل لكنها محدودة ويمكن تعزيزها باستمرارية مشاركة المرأة السياسية والدبلوماسية وهذا بحاجة لتشريع ورفع نسبة الكوتا من 20% الى 30%، فمثلا في المؤتمر السابع لحركة فتح لم ترتق نسبة تمثيل النساء في المجلس الثوري الى مستوى نضال المرأة الفلسطينية، ونحن نطالب بصعود دور المرأة في الاحزاب السياسية، وأن يكون لها أدوار قيادية في كل القطاعات بالتعزيز والتمكين والتشجيع والعمل مع الاطراف العالمية التي تشجع دور المرأة مثل الدول الاسكندنافية والنرويج والسويد وايطاليا وكندا، فهي دول تدفع باتجاه أجندة قوية للمرأة وبالتالي هي تشكل خبرات يجب أن نستفيد منها من أجل النهوض بواقع المرأة في فلسطين".

"لا أعتقد أن هناك منصبا صعبا وحساسا حكرا على الرجال لا تستطيع المرأة أن تقوم به، فالمرأة لديها الامكانات والخبرات والطاقة لتقوم بأي منصب اذا استعدت له، ويمكنها تولي أصعب المناصب حتى لو كان وزير داخلية، فخلال لقاءاتي في المؤتمرات الدولية مع سيدات من دول عربية وأجنبية كان منهن من كانت وزيرة دفاع، وزيرة داخلية، بمعنى اذا كانت المرأة جاهزة ومؤهلة ولديها الرغبة للقيام بهذا النوع من المهام فهي قادرة على القيام بأية مهمة مهما كانت صعوبتها وتحدياتها، فالمهام صعبة وحساسة على المرأة والرجل معا ويجب أن تتوفر لديهما المؤهلات المطلوبة للقيام بها"، تقول جادو.

الشعوب العربية ملتزمة بالقضية الفلسطينية بعيدا عن تطبيع الانظمة

مهما حاولنا الابتعاد عن السياسة الا انها جزء من حياتنا اليومية، خلال الايام الاخيرة تم تداول اعتذار فلسطين عن ترأس دورة جامعة الدول العربية وتبعتها العديد من الدول العربية في هذا المجال، فكيف تنظر جادو الى هذه الخطوة وما هي أهميتها من وجهة نظر الدبلوماسية الفلسطينية، "دائما ما كانت فلسطين من الدول التي تدعم العمل العربي المشترك وتدعم مبادرة السلام العربية وبالتالي لم يكن من السوي أن نترأس دورة جامعة الدول العربية في الوقت الذي يجري فيه تطبيع بين اسرائيل ودول عربية في ظل قيادتنا للدورة، وكانت هناك آراء مختلفة ومنها الانسحاب من الجامعة، لكن اتخذنا قرارنا هذا كون أن هناك دولا ما زالت ملتزمة بمبادرة السلام العربية، الى جانب التزام الشعوب العربية بأكملها بالقضية الفلسطينية وتعتبرها قضيتها الاولى على الرغم ما يجري الآن من خطوات تطبيعية من جانب بعض الانظمة العربية، لكن ما نريد التأكيد عليه أن العمل العربي ما زال مهما بالنسبة لفلسطين ومن هنا اتخذنا هذا القرار، رغم أن هناك عددا من الدول التي تواصلت معنا وشرحنا لهم الموقف الرسمي الفلسطيني وكان هناك تفهم من قبلهم".

شباب وشابات الجاليات الفلسطينية.. بنك من المعرفة والخبرات

يزخر الشتات الفلسطيني بالطاقات والخبرات المهنية في مجالات متنوعة، ما يتطلب من وزارة الخارجية وضع خطط وبرامج لتأطير التعاون والاستفادة من هذه الطاقات، سواء من خلال مؤتمرات المغتربين او مبادرات تحت عنوان "بنك الخبرات الفلسطينية"، في هذا السياق توضح جادو: "كان لدينا تطلعات لعقد مؤتمر للمغتربين الفلسطينيين، لكن الجائحة للأسف أعاقت عقد هذا المؤتمر خلال هذا العام، لكن هذه الخطوة ستبقى على سلم أولوياتنا، وهنا أريد أن أؤكد أن الجيل الثاني والثالث من جالياتنا في دول العالم وخاصة في أميركا يضم شبابا وشابات من خيرة أبنائنا في تلك المجتمعات، بما يتميزون به من تفاعل والتزام بالقضية الفلسطينية بشكل كبير جدا، وهؤلاء نعتبرهم بنك من الخبرات التي نحاول الاستفادة منها".

وتضيف: "على الصعيد الدبلوماسي نقوم كل عام باختيار 10 شباب وشابات من الجالية الفلسطينية في أميركا اللاتينية تحديدا، بهدف التخصص في المجال الدبلوماسي في اسبانيا بحكم اتقانهم للغة الاسبانية بقوة بحكم انهم من مواليد تلك البلدان، ثم يتلقون التدريب في وزارة الخارجية الفلسطينية، وبعدها يتم ابتعاثهم الى سفاراتنا هناك لرفدها بكادر دبلوماسي مميز يتقن اللغة ويمتلك المعرفة بهدف النهوض بواقع سفاراتنا في أميركا اللاتينية، ونأمل أن نتمكن من تحقيق ذلك لجالياتنا في دول أخرى، اضافة الى استفادة أبناء الجالية من الشباب والشابات من المنح الدراسية المخصصة لفلسطين بشكل محدود نظرا لقلة المنح المتاحة وضرورة المواءمة بين احتياجات طلبتنا خارج الوطن وداخله".

خطوات فلسطينية أجلت الضم والعالم يرفض التعنت الأميركي

نظراً للدور الاستراتيجي للوزارة مع العالم الخارجي، سألنا جادو عن خطط الخارجية لمواجهة محاولات تنفيذ صفقة القرن وتداعياتها الراهنة دون الطرف المعني وكذلك التهديد بضم أراض فلسطينية في اريحا والاغوار، هنا أكدت: "نحن رصدنا مؤشرات خاصة بالسياسة الاميركية على مدى تراكمي، وخصوصا الادارة الاميركية الحالية بإدارة ترامب التي لم تحاول التواصل معنا، ومن ثم بدأت فكرة حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تتبلور في رأس ترامب، وبدأنا بعدها بحوار على مدى سنة كاملة مع الادارة الاميركية، حيث تم تعيين فريق من طرفهم يتميز بأيديولوجيته وتحيزه لإسرائيل ومتوافق تماما مع السياسات الاكثر عنصرية ويمنية في تل أبيب، ومعظم أفراد هذا الفريق من اليهود وهنا نؤكد أننا لسنا ضد الديانة اليهودية ولكن ضد الصهيونية وسلب حقوقنا، وبعد ذلك بدأنا نتلقى الضربة تلو الاخرى من الطرف الاميركي وفي مقدمتها الاعلان حول القدس عاصمة موحدة لدولة اسرائيل للأبد، ونقل السفارة الاسرائيلية للقدس واغلاق السفارة الفلسطينية، ومن ثم وقف الدعم لفلسطين، ووقف الدعم للأونروا ومقاطعتها، ومهاجمتنا عند تقديم قضايانا لمحكمة الجنايات الدولية، ونحن ككيان فلسطيني نحاول الدفاع عن حقوق شعبنا ونتيجة التزامنا بثوابتنا تعرضنا لضربات من أميركا ومن ثم جاءت صفقة القرن تتويجا لكل هذه السياسات وهذا الانحياز المطلق لإسرائيل حيث تتماهى السياسة الخارجية الاميركية مع الاحزاب اليمنية المتطرفة في اسرائيل".

وتتابع: "وجاء الاستعداد الفلسطيني في مواجهة ما سبق في إطار جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي، وعلاقتنا مع دول العالم التي تؤيد حل الدولتين كحل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، إلى جانب رفض عالمي للخطة الاميركية لأنها لا تمثل الحل بحكم التزام العالم بالقانون الدولي الامر الذي أسند الموقف الفلسطيني بشكل كبير، الا انه لم يلغ الاجراءات الاميركية ولم يمنع العقوبات التي نعاني منها اليوم والمتمثلة بحرماننا من أموال المقاصة وفرض الحصار المالي علينا وتجفيف مصادر الدعم، وفي مقابل ذلك كانت هناك خطوات فلسطينية سياسية مقابل ما سبق تمثلت بدعوة السيد الرئيس العام الماضي وهذا العام لعقد مؤتمر دولي للسلام، كما دعا الى انتخابات من اجل ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، حتى تكون الجبهة الداخلية الفلسطينية قوية بهدف تعزيز موقفنا أمام العالم، الى جانب رهاننا على صمود شعبنا رغم الصعوبات التي يمر بها كل فلسطيني نتيجة الظروف الحالية، كما أننا سنكون امام انتظار نتائج الانتخابات الاميركية في الثالث من تشرين الثاني المقبل وبناء عليها سنقوم بوضع سيناريوهات لما يمكن عمله إثرها".

وحول موضوع الضم تقول جادو: "هنا نعتقد أن عدم التوافق الداخلي الاسرائيلي حول موضوع الضم الى جانب الضغوط الأوروبية تحديدا الرافضة لعملية الضم، وفي الوقت نفسه الخطوات التي اتخذها الجانب الفلسطيني كلها مجتمعة دفعت اسرائيل لتأجيل خطواتها في هذا الجانب الا أنها لم تلغ هذا المشروع، رغم ما يظهر على الارض من تطبيق تدريجي لهذا المشروع من خلال اعلان اقامة 5000 وحدة استيطانية، وتتابع اعلان مناطق في الاغوار على أنها مناطق خضراء أو محميات طبيعية وأيضا مناطق عسكرية كلها تأتي في إطار الضم غير المعلن، وهنا يأتي دورنا كدبلوماسيين لاطلاع السفراء في كل دول العالم على ما يجري، حيث أجرينا مشاورات سياسية مع نظرائنا في عدد من الدول نجريها عبر تقنيات الفيديو كونفرنس، ومؤخرا شاركنا في اجتماع ضم 27 سفيرا من الاتحاد الاوروبي تحديدا سفراء الخارجية والسياسة والامن وهي المجموعة الاهم في الاتحاد الاوروبي والتي تقرر الرؤية السياسية للاتحاد حيال مجمل قضايا العالم الى جانب التزامها بالقانون الدولي، وكان النقاش غنيا جدا على مدى ساعتين وأجبت على أسئلتهم حيال كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ووجدنا منهم التفهم المميز والموقف الواضح والواعي والمدرك لما يجري، الامر الذي سنعكس إيجابا على السياسة الخارجية تجاه القضية الفلسطينية".

مبادرة السلام العربية هي الاساس.. والامارات والبحرين تسرعتا بالتطبيع

تشهد الساحة العربية تغييرات في ظل توقيع بعض البلدان العربية لاتفاقات تطبيع ثنائية، وغياب الموقف العربي المتماسك من مبادرة السلام العربية، اين هي شراكاتنا الاستراتيجية لإبقاء خيار حل الدولتين قابلا للحياة؟ هل التوجه للاتحاد الاوروبي او الامم المتحدة ام التعامل مع الدول بشكل فردي كل حسب موقفه المعلن والعملي من مطلب الدولة الفلسطينية المستقلة؟ تقول جادو: "بشكل عام وحتى مع اتفاقيات التطبيع التي تمت، فالإمارات والبحرين أعلنتا التزامهما بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والالتزام بالقانون الدولي وضرورة انهاء الاحتلال، هذه مواقف مهمة رغم هاتين الاتفاقيتين والتنصل من مبادرة السلام العربية كما أنها مواقف يعلنون عنها ليس أمام الاعلام فقط وانما في اجتماعاتهم مع دول أخرى، ويمكن القول إن كل دول العالم باستثناء أميركا واسرائيل ملتزمة بحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية حيال حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ما يتطلب منا العمل باستمرار مع كل دول العالم، والدول العربية تبقى دولا شقيقة ويجب أن يبقى اسنادها قائما للقضية الفلسطينية ونحن نعلم حجم الضغوط التي تتعرض لها بعض العواصم العربية ونحاول أن نتفهمها، لكن أيضا نعوّل على التزاماتها تجاه قضيتنا، كما يجب أن تبقى مبادرة السلام العربية هي الاساس لأنها تقول: "عندما تنهي اسرائيل احتلالها للمناطق العربية وليس فقط الفلسطينية يمكن أن يكون هناك تطبيع بين اسرائيل والدول العربية"، لكن للأسف الامارات والبحرين استبقتا هذا المطلب وكانت خطوة مبكرة من قبلهما".

وتضيف: "نحن مؤمنون بعدالة قضيتنا والتزام عدد كبير من أبناء شعبنا العربي بهذه القضية ونحاول باستمرار التواصل مع القوى الفاعلة في الوطن العربية والاصوات الحرة التي تدعمنا، والاتحاد الاوروبي شريك رئيسي بحكم صوته القوي والواضح نحو التزامه بحل الدولتين وبالقانون الدولي، كما من المهم البناء على المؤتمر الذي قادته فرنسا في شهر كانون الاول 2017 وشاركت فيه حوالي 76 دولة ومنظمة دولية واقليمية، وعرضت خلاله مبادرات تقدمت بها دول مثل ايرلندا لعقد نقاش حول ما يجري في فلسطين، الى جانب صدور بيان قوي عن 4 دول هي المانيا وفرنسا ومصر والاردن أكدت فيه على حل الدولتين، هذه كلها مبادرات يجب البناء عليها، وهنا نؤكد أننا مع المفاوضات لكن في إطار دولي بعيدا عن التفرد الاميركي بسبب المواقف الاميركية للإدارة الحالية".

واجهنا "صفقة القرن" والجائحة معا.. ولم يكن الامر سهلا

ضمن خطة الطوارئ للتصدي لجائحة كورونا (كوفيد-19) على المستوى الداخلي وكذلك على مستوى الجاليات الفلسطينية في الخارج، سألنا جادو عن أبرز الاجراءات والخطوات التي تم تنفيذها من قبل الوزارة لتعزيز دور الوزارة في المرحلة الحالية والمستقبلية، "كوزارة خارجية عملنا كذراع للحكومة الفلسطينية من اجل ضمان وصول اكبر قدر من المساعدات والدعم للقطاع الصحي، كما نعمل بشراكة تامة مع وزارة الصحة ومجلس الوزراء من أجل تأمين الدعم في هذا المجال، حيث واجهنا في المرحلة الاولى من انتشار الوباء نقصا في توفر الأدوات اللازمة للفحص، وعليه عملنا مع شركائنا في كل أنحاء العالم من أجل تأمين وصول هذه الأدوات التي نحتاجها وهذه عملية مستمرة حتى اليوم، إلى جانب تأمين أدوية ضرورية من دول مثل الهند، كما تلقينا الدعم من الصين وروسيا والاتحاد الاوروبي اما بمساعدات مباشرة لوزارة الصحة او من خلال منظمة الصحة العالمية"، تقول جادو.

وتوضح "من ناحية اخرى كان هناك دور الوكالة الدولية الفلسطينية للتعاون الدولي وهي ذراع لوزارة الخارجية، حيث قامت بعمل حملة توعية عبر وسائل الاعلام بهدف اتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة لمكافحة انتشار الفيروس بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، على صعيد آخر قامت سفاراتنا حول العالم بالتواصل مع جالياتنا بشكل فيه كثير من التعاون من خلال حصر الافراد المصابين والتواصل مع عائلاتهم لطمأنتهم عن أبنائهم في الخارج، اضافة الى حصر الوفيات للمواطنين في الخارج بسبب الفيروس واطلاع عائلتهم على ما يجري في هذا الشأن، وفي المرحلة الاولى من الجائحة تقطعت السبل بمواطنين في الخارج بحكم الاغلاقات وتوقف المطارات عن العمل ولم يتمكنوا من العودة، وعليه قامت سفاراتنا في الخارج بتقديم الدعم والاسناد لهم من خلال استئجار أماكن إقامة وتأمينهم، لكن هذا حدث بشكل محدود نظرا لمحدودية إمكانياتنا وكنا نتمنى أن تكون لدينا الامكانيات المالية الكبيرة لاستيعاب كل الحالات، لكن حاولنا مساعدة الأكثر تضررا، وهذا ما حاولت أن تقوم به كل سفارة في الخارج، وهنا لا بد أن نذكر أن الوزارة كانت أمام تحديات صعبة في المرحلة الاولى من تفشي الوباء بحكم دورنا في مواجهة صفقة القرن والجائحة معا، ولم يكن عدد الموظفين في الوزارة يتجاوز ال 25 موظفا نتيجة إعلان حالة الطوارئ، وكنا نعمل بشكل يومي وحاولنا كل جهودنا للقيام بكل ما هو مطلوب قدر الإمكان على الصعيدين السياسي والصحي".

وزارة الخارجية كانت محط انتقاد المجتمع بداية الجائحة.. ولكن!

شكل الطلاب والعالقون في دول الشتات واحداً من أهم المواضيع للأسر المعنية، وهذا حال عام عديد الدول بسبب توقف حركة السفر والتنقل الآمن، كيف عالجت وزارة الخارجية هذا الموضوع وهل هناك آليات جديدة في ظل تطورات حالة الجائحة وتنوع اجراءات الدول؟ في هذا السياق تجيب جادو: "تم تشكيل فريق برئاسة السفير أحمد الديك لمتابعة هذا الملف، وعمل الفريق بشكل مستمر وبكل جهد، وبتواصل دائم مع سفاراتنا في الخارج بهدف تسهيل عودة هؤلاء الطلبة الى فلسطين، ومن هنا نعبر عن تعاطفنا مع الطلبة وعائلاتهم ورغبتنا في عودة الجميع دون استثناء، لكنه قرار مرتبط بدول أخرى وفي مقدمتها المملكة الاردنية الهاشمية التي ابدت دعما كبيرا الى جانب الاشقاء في مصر وغيرها من الدول، وفي المرحلة الاولى من الوباء لم يكن الاردن قادرا على اعادة مواطنيه فكيف الحال بالمواطنين الفلسطينيين! لكن بعد استئناف الجانب الاردني العمل في المطار تحديدا لإعادة مواطنيها من الخارج قمنا بالتنسيق معه بهدف اعادة المواطنين والطلبة الفلسطينيين العالقين في الخارج، في ها الوقت كانت الوزارة محل نقد كبير من قبل المجتمع الفلسطيني وهذا امر لا يمكن اخفاؤه، لكن للأسف في تلك المرحلة لم نكن قادرين على القيام بما هو مطلوب نظرا لأننا لا نملك سيادة على حدودنا ولا نملك اسطولا من الطائرات نحركه لإعادة طلابنا مثلما فعلت باقي الدول ولا نملك حتى امكانيات مادية بهدف استئجار طائرات لإعادة المواطنين على نفقة الحكومة، ورغم كل هذه المعيقات إلا أننا تمكنا من إعادة الأغلبية العظمى من الطلبة، مع معالجة قضايا باقي الطلبة العالقين الى جانب معالجة مشاكل المواطنين الذين لا يحملون الهوية الفلسطينية من خلال عمل رابط على الموقع الالكتروني من اجل أن يقوم هؤلاء بالتسجيل بهدف العودة خاصة مع وقف التنسيق الامني وبالتالي يتم علاج هذه المشاكل بالتعاون مع الاردن ودول اخرى او من خلال منظمات مثل الصليب الاحمر، كما نواجه حاليا حل مشاكل متعلقة بتسجيل المواليد الجدد من خلال التعاون مع وزارة الداخلية، الى جانب مشكلة اخرى وهي توقف البريد، حيث نعمل على تسهيل معاملات جالياتنا في الخارج من خلال تخصيص اليات تقنية والكترونية بهدف تسهيل كل هذه القضايا".

عمل دؤوب لحل قضية "المقاصة"

تشهد المرحلة الحالية ولأسباب متنوعة ضغوطا لتجفيف الدعم المالي وغير المالي عن الشعب الفلسطيني بشكل عام وعن السلطة بشكل خاص، ما هو دور الوزارة لكسر هذا الحصار؟ وما هي جهودها مع الدول المانحة؟ وهل هناك أخبار سارة يمكن الاشارة لها في هذا المجال؟ "الدعم الاوربي لم يقل وبقي كما هو مع زيادة والتزام، حيث تحدثنا مع عدد من الدول الاوروبية بهدف دعم وكالة الغوث "الاونروا" لتتمكن من الاستمرار في مهامها، وبعض هذه الدول ستقوم بتحويل الاضافي في موازناتها في نهاية العام لـ "الأونروا"، وبعضهم سيقوم بتحويل الاضافي في ميزانياتها لدعم الوضع الصحي الفلسطيني، كما نحاول التواصل مع جالياتنا في الخارج لأخذ دورهم بدعم المجتمع الفلسطيني، الى جانب محاولة تحقيق أكبر قدر ممكن من الدعم من خلال التواصل مع دول مثل الصين وروسيا وكوريا الجنوبية" توضح جادو.

وتتابع في السياق ذاته: "لكن لن ننسى التطرق الى أموالنا المحتجزة لدى اسرائيل، ونأمل ان يتم ايجاد حل لاستعادتها دون الرضوخ لاستخدامها كضغط سياسي علينا، وهناك عمل دؤوب وأطراف تدخلت وتحاول التوسط بهدف ايجاد حل لهذا الموضوع ونأمل أن تتكلل جهودها بالنجاح".

رسالة أمل جادو للمرأة الفلسطينية بمناسبة "اكتوبر الوردي" و"يوم المرأة الوطني":

"في هذا المقام أتمنى الشفاء لكل سيدة تعاني من هذا المرض الخبيث، وايمانها وثقتها برحمة رب العالمين وبنفسها عوامل مهمة جدا لمواجهة المرض وهذا ما رأيته بأم عيني في تجربة والدتي ومعاناتها مع هذا المرض الذي واجهته بالإيمان والثقة والتوكل على الله، وهي لا تخجل من الحديث حول تجربتها، فالتجربة لم تكن سهلة عليها كأنثى فقدت جزءا من صدرها، وايضا على عائلتها، اليوم والدتي تعافت وهي رسالة أمل لكل النساء اللاتي يعانين من هذا المرض، ونتأمل لهن الشفاء".

"كما أقول للمرأة الفلسطينية في يومها الوطني كوني خير ممثلة لفلسطين، كوني خير رافعة لشعبك كوني خير سند لعائلتك ولمجتمعك، آمني بقضيتك، ربي أبناءك على الاخلاق والمبادئ الوطنية لأنه عبء يقع على عاتق المرأة بشكل كبير، لكن أيضًا كوني سيدة ناجحة في أي موقع تتولينه، وامتلكي الخبرة والادوات التي تمكنك من ان تكوني خير امرأة في هذا العالم".

الحياة الجديدة

شارك هذا الخبر!