الشريط الاخباري

الصين تطلق المسبار "تشانغ آه-5" لجمع عينات من القمر وإعادتها

نشر بتاريخ: 24-11-2020 | منوعات , أخبار إقليمية ودولية
News Main Image

ونتشانغ، هاينان/PNN/ شينخوا- أطلقت الصين اليوم الثلاثاء مركبة فضائية لجمع عينات من القمر وإعادتها، وهي أول محاولة للبلاد لجلب عينات من جسم خارج كوكب الأرض.

وانطلق صاروخ من طراز (لونغ مارتش-5)، حاملا المركبة الفضائية "تشانغ آه-5"، من موقع ونتشانغ لإطلاق المركبات الفضائية على ساحل مقاطعة هاينان الجزرية بجنوبي الصين في الساعة 4:30 صباحا (بتوقيت بكين).

وتعد مهمة "تشانغ آه-5" واحدة من أكثر المهام تعقيدا وتحديا في تاريخ الفضاء الجوي الصيني، كما أنها أول مهمة في العالم لجمع عينات من القمر منذ أكثر من 40 عاما.

وقال بي تشاو يوي، نائب مدير مركز استكشاف القمر وبرنامج الفضاء التابع للهيئة الوطنية للفضاء الصينية، إن هذه المهمة ستساعد على دفع تطوير العلوم والتكنولوجيا الصينية، وستضع أساسا مهما لهبوط الصين المأهول على القمر واستكشاف الفضاء السحيق في المستقبل.

ومن المتوقع أن يقوم المسبار "تشانغ آه-5"، الذي يضم مركبة مدارية ومركبة إنزال ومركبة هبوط ومركبة صعود ومركبة عودة، مع كتلة إقلاع إجمالية تبلغ 8.2 طن، بإكمال التقاء والتحام غير مأهولين في المدار القمري، ما سيمثل إنجازا غير مسبوق.

وبعد دخوله المدار القمري، ستنفصل مجموعة مركبة الهبوط- مركبة الصعود عن مجموعة المركبة المدارية- مركبة العودة.

وخلال دوران مجموعة المركبة المدارية- مركبة العودة على بعد نحو 200 كيلومتر فوق سطح القمر، ستهبط مجموعة مركبة الهبوط- مركبة الصعود على المنطقة الشمالية الغربية لأوشينوس بروسيلاروم، التي تعرف أيضا باسم محيط العواصف، على الجانب القريب من القمر في مطلع ديسمبر.

وفي خلال 48 ساعة، سيتم فرد ذراع روبوتية لجمع صخور وتراب من على سطح القمر، كما سيقوم مثقاب بالحفر في أرض القمر. ومن المتوقع جمع نحو كيلوجرامين من العينات ليتم حفظها في حاوية في المركبة الفضائية.

ثم بعد ذلك ستقلع مركبة الصعود وتلتحم مع مجموعة المركبة المدارية- مركبة العودة في المدار. وبعد نقل العينات إلى مركبة العودة، ستنفصل مركبة الصعود عن مجموعة المركبة المدارية- مركبة العودة.

وعندما تكون العلاقة الهندسية بين الأرض والقمر مناسبة، ستقوم المركبة المدارية بحمل مركبة العودة إلى الأرض. وستقوم مركبة العودة بالدخول إلى الغلاف الجوي مجددا والهبوط في راية سيزيوانغ في منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم.

وستستغرق الرحلة بأكملها أكثر من 20 يوما.

وقال بي إذا نجحت مهمة تشانغ آه-5، فإن مشروع الصين الحالي لاستكشاف القمر سيصل إلى نهاية ناجحة.

ومع تسميته باسم إلهة القمر الأسطورية الصينية تشانغ آه، يتألف برنامج الصين الحالي لاستكشاف القمر والذي بدأ في عام 2004، من ثلاثة مراحل تشمل الدوران حول القمر والهبوط عليه وجلب عينات منه.

وأوضح بي أنه من خلال هذا البرنامج، امتلكت الصين التكنولوجيات الأساسية للاستكشاف غير المأهول للقمر باستثمارات محدودة.

وأضاف أن الصين تعكف حاليا على وضع خطط للاستكشاف القمري المستقبلي، مشيرا إلى أنه لتمهيد الطريق للاستكشاف المأهول للقمر واستكشاف الفضاء السحيق، فإن المسبار "تشانغ آه-5" سيستخدم طريقة لجمع العينات مختلفة عن طريقة كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.

وأرسلت الولايات المتحدة رواد فضاء إلى القمر لجمع عينات. وفي بعثات الاتحاد السوفييتي غير المأهولة لجمع عينات من القمر، أقلعت المركبة الفضائية من القمر وعادت إلى الأرض مباشرة.

وتابع بي قائلا إن الصين اختارت نهجا تكنولوجيا معقدا يتضمن الالتقاء والالتحام غير المأهول في المدار القمري، وهو ما قد يجلب المزيد من العينات ويضع أساسا تكنولوجيا للبعثات المأهولة إلى القمر.

وقال بنغ جينغ، نائب كبير مصممي المسبار "تشانغ آه-5" من أكاديمية الصين لتكنولوجيا الفضاء التابعة لشركة الصين لعلوم وتكنولوجيا الفضاء: "إن الالتقاء والالتحام غير المأهول في المدار القمري سيمثل سابقة تاريخية، حيث سيكون صعبا للغاية".

وأوضح بنغ "يمكننا أن نصفها بالمهمة الفارقة، فنجاحها سيساعدنا على امتلاك القدرات الأساسية للاستكشاف المستقبلي للفضاء السحيق، مثل جمع العينات والإقلاع من المريخ والكويكبات والأجرام السماوية الأخرى".

وتشمل الأهداف العلمية لمهمة "تشانغ آه-5" فحص منطقة الهبوط للحصول على بيانات التحليل في الموقع للعينات المأخوذة من القمر، فضلا عن التحليل المعملي المنتظم وطويل الأجل للعينات القمرية.

وسيكون موقع هبوط "تشانغ آه-5" إلى الغرب من موقع هبوط "تشانغ آه-3"، الذي ذهب إلى القمر في عام 2013.

وقال خبراء إنه تم اختيار هذا الموقع نظرا لأن المنطقة تتمتع بعمر جيولوجي صغير يقل عن عمر مناطق جمع العينات الخاصة بالولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي قبل 40 سنة مضت، كما أن هذه المنطقة لم يتم جمع عينات منها من قبل، وهو ما سيجعل العينات الجديدة ذات قيمة علمية ثمينة.

وأضاف بي أن "العلماء في داخل الصين وخارجها ستتاح لهم جميعا الفرصة للحصول على العينات القمرية التي سيجلبها المسبار تشانغ آه-5 للبحث".■

شارك هذا الخبر!