الشريط الاخباري

كان موعد حريته بالامس …فلم يعد الى المنزل لا حيا ولا حتى محمولا.. حكاية وجع والم لا تنتهي للشهيد داوود الخطيب وعائلته

نشر بتاريخ: 06-12-2020 | أسرى , PNN حصاد , قناديل من بلدي
News Main Image
بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – ذهبت امال واحلام واستعدادات عائلة الاسير الشهيد داوود طلعت الخطيب من سكان مدينة بيت لحم لاستقباله في الرابع من شهر كانون الماضي ادراج الرياح حيث كان موعد الافراج عنه بعد انتهاء مدة محكوميته البالغة 18 عاما وثمانية اشهر التي أمضاها وعائلته يوماً بيوم، وساعةً بساعة، إلى أن تحين ساعة الإفراج، ولكن الحلم قد تبدد في لحظةٍ لا يمكن وصفها لتتحول الفرحة إلى مأساة بعد ارتقائه شهيداً، إثر تعرضه لجلطة قلبية في سجن "عوفر" نتيجة سياسة الإهمال الطبي وذلك في الثاني من ايلول الماضي. الشهيد الخطيب كان أحد أفراد جهاز المخابرات العامة الفلسطينية، وقد التحق بصفوف كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة "فتح"، وناضل في صفوفها أثناء الانتفاضة الثانية، وقد لاحقته قوات الاحتلال أشهراً عدة، وأصابته بجراح خطيرة، وتمكّن من الإفلات منها، لكنه لم يتمكن من الاعتقال، وحُكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 18 عاماً، وكان من المفترض أن يُطلَق سراحه في الرابع من تشرين الأول الماضي ، ولكن إدارة السجن في عوفر أضافت إليه شهرين ليتحول التاريخ إلى الرابع من كانون الأول بتهمة حيازته هاتفاً خليوياً، متجاهلةً ظروفه الصحية بالغة الخطورة، في حين أن والده توفي قبل عدة سنوات. في منزل العائلة بالمدينة اثر العديد من النشطاء والاقارب التجمّع في موعد الافراج عنه وذلك للتضامن مع العائلة في اشارة الى ان الجرح لا زال مفتوحا والعزاء ايضا لا سيما وان قوات الاحتلال لا تزال تواصل احتجاز جثمانه دون معرفة اسباب ذلك الا ان عقلية الانتقام هي السائدة حتى من جثث الشهداء. ويهذا الصدد قال محمد عبد ربه رئيس جمعية الاسرى المحررين  ان المؤسسات والفعاليات والقوى في محافظة بيت لحم اعلنت عن تنظيم اعتصاما امام منزل العائلة الكائن قرب سوق الخضار القديم بالمدينة يوم الثلاثاء القادم في ساعات الظهر للمطالبة بالافراج عن جثمان الشهيد الخطيب حيث تواصل قوات الاحتلال احتجازه في ممارسة عنصرية خطيرة لا يمكن السكوت عنها فهذا النوع من الاجراءات لا يمكن الا ان تكون ملاصقة لاحتلال يمارس كل اشكال القمع والقهر والظلم لشعبنا فهناك المئات من الشهداء المحتجزة لدى هذه القوات وترفض تسليمهم لذويهم والسبب هو لقهر الاهالي وحرمانهم حتى من دفن جثامينهم في مناطقهم وهو حق شرعي كفلته كل الاعراف الدولية، ولكن هذا الاحتلال يتعامل مع نفسه انه فوق القانون لان المجتمع الدولي يصمت تاريخا على جرائم الاحتلال ضد شعبنا. وقال عبد ربه ان استشهاد الخطيب قبيل الافراج عنه شكل صدمة كبيرة وها هي قوات الاحتلال تمتنع من تسليم جثمانه وكأن صدمة استشهاده بعد كك هذه السنوات من السجن لم تكتف بذلك وقد حرمت اهله من استقباله حيا وايضا حتى من استقباله وهو محمول على الاكتاف. بدوره، قدم الوزير السابق لهيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع العزاء بوفاة الأسير الخطيب، معتبراً أن استشهاد الأسير الخطيب جريمة عن سبق إصرار ارتُكبت بحق الأسير داوود، لتضاف إلى سلسة الجرائم نتيجة التعذيب والإهمال الطبي والأوضاع البائسة والإجراءات الوحشية، حيث تحولت السجون إلى مكانٍ للموت وطريق لاحتجاز مزيد من الشهداء ايضا في الثلاجات الباردة ومقابر الارقام. وقال قراقع: حان الوقت لفتح ملف الموت والجرائم الممنهجة في معتقلات الاحتلال، داعياً الأُمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان بالتحرك لوضع حدٍّ لهذه الجرائم، "لأننا لا نريد أن يعود أبناؤنا في أكياسٍ سوداء"، كما قال. وحول الوضع السياسي العام، قال قراقع: إن الشهيد داوود طلعت الخطيب بعد 18 عاماً من الصمود سقط شهيداً، في الوقت الذي يلهث فيه البعض العربي للتطبيع مع الاحتلال، حيث نقول لهم: أنتم تقيمون علاقات تطبيعية مع الاحتلال، وأنتم تذهبون إلى شواطئ تل أبيب، ونحن حتى بيوت العزاء لا نستطيع فتحها نظرا لحرماننا من استقبال جثامين شهدائنا قائلا بانه يجب وضع حد لهذه الجرائم التي تتمثل بإبقاء جثمانه وجثامين الأسرى في الاحتجاز، وتحرم أهالي الشهداء من دفن أبنائهم بكرامة من ناحيته، قال مدير هيئة الأسرى والمحررين في بيت لحم منقذ أبو عطوان إنه آن الأوان لنطلق حملة للمؤسسات الدولية بضرورة إنقاذ الأسرى وحمايتهم من الإجراءات الاحتلالية التي تتعمد حرمانهم من العلاج وإجبارهم على البقاء في ظروف صعبة. ولم تكتفي قوات الاحتلال بكل هذه المآسي التي سببتها لعائلة الشهيد الخطيب فاقدمت على اعتقال شقيقه الاصغر بعد عدة اسابيع من استشهاده لتتراكم كل الالام والاوجاع على العائلة المكلومة ، وقالت شقيقته هديل لقد ارتقى شقيقي الى العلا ونحن اصبحنا مستسلمين لامر الله تعالى وكل ما نطلبه ونناشده للجهات الحقوقية الدولية الضغط على الاحتلال كي يسلمنا جثمان داوود كي ندفنه بهدوء وسلام وطمـنينة لروحه التي تحلق فوقنا.

شارك هذا الخبر!