الشريط الاخباري

التعليم البيئي" يُصدر نشرة إرشادية ليوم الجبال العالمي

نشر بتاريخ: 11-12-2020 | بيئة نظيفة
News Main Image

بيت لحم/PNN/ أصدر مركز التعليم البيئي نشرة إرشادية ليوم الجبال العالمي، المصادف سنويًا في 11 كانون الأول، قالت إن الاحتفال به عود إلى عام 1992، بعد إقرار الفصل الثالث عشر من جدول أعمال القرن 21 "إدارة النظم الإيكولوجية الهشة: الإدارة المستدامة للجبال" بمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية، وتحديد الجمعية العامة يومًا عالميًا للجبال اعتبارًا من 2003.

وأضافت إن إحياء المناسبة تشجيع للمجتمع الدولي على تنظيم أنشطة لإبراز أهمية التنمية المستدامة للجبال، فيما أعلن 2021 إلى 2030 عقدًا للأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي، وتستعد الحكومات للتفاوض بشأن إطار التنوع البيولوجي بعد 2020 لاعتماده هذا العام في الاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف (COP 15) لاتفاقية التنوع البيولوجي.

ووفق النشرة، فإن احتفال هذا العام مُكرس للتنوع الحيوي الغني للجبال، وللتصدي للتهديدات التي تواجهها، خاصة إن التضاريس المتباينة من حيث الارتفاع والانحدار والتعرض في الجبال توفر فرصًا لزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل عالية القيمة والبستنة وتربية الماشية وأنواع الغابات، وتوفير موائل للطيور والحيوانات البرية.

وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن تغير المناخ، والممارسات الزراعية غير المُستدامة، والتعدين، وقطع الأشجار، والصيد والرعي الجائرين تؤثر بشدة على التنوع البيولوجي الجبلي، كما أن ممارسات استخدام الأراضي وتغير الغطاء الأرضي، والكوارث الطبيعية، تٌسرّع من فقدان التنوع البيولوجي وتساهم في خلق بيئة هشة للمجتمعات الجبلية، ويمكن أن يؤدي تدهور النظام البيئية وفقدان سبل العيش والهجرة في الجبال إلى التخلي عن الممارسات الثقافية والتقاليد القديمة التي حافظت على التنوع البيولوجي لأجيال.

جبال وجغرافيا

وأوضحت النشرة أن غالبية المناطق الجبلية خارج مراكز المدن الفلسطينية تحولت منذ الاحتلال عام 1967 إلى مستعمرات ومعسكرات، وجرى شق الطرق فيها، واقتلاع الكثير من الأشجار، وتضررت الحياة البرية، إضافة إلى حرمان أبناء شعبنا من الوصول الحر والآمن إلى قمم الجبال، ومنع الاستفادة منها، ووضع قيود مشددة تمنع تشجيرها، أو ترميم تنوعها الحيوي، وإعلان جزء كبير منها كمناطق عسكرية مغلقة، إضافة إلى تحويلها قسم منها ومن محيطها لمناطق تدريب كما في جبال الأغوار.

وسردت معطيات جغرافية حول الجبال الممتدة على محور شمالي جنوبي وتشكل العمود الفقري لتضاريس فلسطين الطبيعية قبل عام 1948، والتي تمتد من الحدود مع لبنان شمالاً حتى صحراء النقب جنوباً بطول 300 كيلو متر، وتنحصر بين الأغوار شرقاً والسهول الساحلية غرباً، وتنحدر تدريجياً نحو الغرب فيما يشتد الانحدار تجاه الشرق.

كما تنقسم بين الجليل في الشمال، وجبال وهضاب وسط فلسطين والنقب، ويفصلهما سهل مرج بن عامر، أما جبال وهضاب وسط فلسطين الطبيعية والنقب فتتضمن: نابلس والكرمل، فيما تشكّل كتلة أم الفحم ومرتفعات جنين وجبل فقوعة مشارف جبال نابلس التي ترتفع فوق مستوى سطح البحر بأكثر من 800- 850 مترًا، كما هو الحال في جبل جرزيم الذي يرتفع 881 متراً، وجبل عيبال الذي يرتفع 941، وتتميز هذه الكتلة بكثرة الأودية والسهول.

وتابعت: وتمتد جبال القدس والخليل من شمال بئر السبع في الجنوب لـ 90 كم شمالًا، ومن السهل الساحلي غرباً إلى البحر الميت شرقاً لمسافة تتراوح بين 40-50 كم، وتنحدر تدريجياً إلى الغرب؛ بينما تنحدر نحو الشرق بشكل شديد، وتضم جبال الخليل، وجبال رام الله والبيرة التي يزيد ارتفاعها في الغالب عن 800 متر.

وقالت النشرة إن جبال وادي الأردن والأغوار تمتد من الشمال جنوب جبل الشيخ إلى خليج العقبة بطول 420 كم. وتمثل الجزء الشرقي من التضاريس الطبيعية.

معطيات عالمية

وقدمت معطيات دولية حول الجبال، التي تسهم تغطية 27% ممن مساحة اليابسة، وتوفر موطنًا لـ 1,1 مليار إنسان يشكلون 13 في المائة من إجمالي سكان العالم. كما تفيد أيضاً على نحوٍ غير مباشر مليارات البشر خارج المناطق الجبلية. مثلما تؤمن المياه العذبة والطاقة والأغذية، وجميعها موارد ستتسم بالندرة خلال العقود القادمة. ويعيش قرابة 90% من سكان الجبال حول العالم في بلدان نامية، ويرزح معظمهم تحت خط الفقر ويواجه شخص واحد من ثلاثة أشخاص تهديد انعدام الأمن الغذائي.

وأضافت إن الجبال مناطق سياحية وثقافية، فيما تشكل السياحة الجبلية حوالي 15-20 % من صناعة السياحة العالمية، فيما تحمل المنتجات والخدمات الجبلية إمكانية تحسين مصادر المعيشة وتعزيز الاقتصاد المحلي. فيما توفر من 60-80 % من المياه العذبة في العالم، والتي لا يمكن في غيابها تحقيق التنمية المستدامة التي تهدف إلى الحدّ من الفقر والجوع، إذ تعتمد بعض أكبر مدن العالم، بما فيها نيويورك وريو ونيروبي وطوكيو وملبورن على المياه العذبة الواردة من الجبال.

وتابعت النشرة: تلعب الجبال دوراً أساسياً في توفير الطاقة المتجددة، من خلال الطاقة الهيدرولوجية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك الغاز الحيوي. وتوفر الطاقة الهيدرولوجية في الوقت الراهن قرابة خمس إجمالي الكهرباء في العالم، حيث تعتمد بعض البلدان بشكل شبه كلي على المناطق الجبلية لتوليد الطاقة الهيدرولوجية. وتحمل الجبال الواقعة في المناخ الجاف أو المداري إمكانية خاصة لتوليد الطاقة الشمسية، كما تسهم في الأمن الغذائي من خلال توفيرها للأراضي المخصصة لزراعة المحاصيل ورعي الحيوانات، فضلاً عن المسطحات المائية المستخدمة لمصائد الأسماك في المناطق الداخلية، إضافة إلى توفيرها لمنتجات حرجية غير خشبية، كالفطر والعسل، وتوفر 80 % من الأغذية على مستوى العالم، و6 محاصيل أساسية من بين الـ 20 الأكثر أهمية.

دعوات ونداءات

واختتمت المركز النشرة بالدعوة إلى رفع الوعي بالجبال وأهميتها عبر تنفيذ أنشطة تعريفية بالأخطار المحدقة فيها، وتنظيم جولات استكشافية ومسارات مشي في طبيعتها، وإطلاق حملات تطوعية لتنظيف الجبال وترميم السلاسل الحجرية خشية انجراف التربة في المناطق المتاحة منها، والتي لم يحولها الاحتلال إلى مستوطنات أو معسكرات أو مناطق تدريب، عدا عن وقف الرعي والصيد والقطف الجائر، وتفادي رش النباتات البرية بمبيدات الأعشاب الكيماوية، كونها ممارسات تهدد التنوع الحيوي وتمس بالحياة البرية.

ودعا إلى تخضير الجبال بغرس أشجار أصيلة، في سياق مبادرة رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة المطران سني إبراهيم عازر، التي أطلقها قبل أسبوع، خلال المؤتمر الفلسطيني الحادي عشر للتوعية والتعليم البيئي، والمتضمنة غرس أشجار بعدد ضحايا "كورنا"، الذي خسرناهم بفعل الفايروس المُستجد، تخليدًا لذكراهم وكرسالة وطنية وبيئية حافلة بالدلالات.

شارك هذا الخبر!