الشريط الاخباري

2020 عام الاحتلال وكورونا بقلم: سري القدوة

نشر بتاريخ: 02-01-2021 | أفكار
News Main Image

بقلم:  سري القدوة

ينطوي عام 2020 بكل ما حمله من أمل وألم، وتحديات سياسية ووبائية واقتصادية ليس على الشعب الفلسطيني فحسب، بل على العالم أجمع، ونستقبل عاما جديدا نتطلع بأن يكون افضل، ونتمكن خلاله مع البشرية جمعاء من السيطرة على وباء كورونا الذي بطش بأرواح البشر، وأصاب الملايين وتسبب في عذاباتهم، وبعضهم فقط حياته بسببه وبكل الظروف ينطوي عام 2020 تاركا وراءه العديد من الامور الصعبة التي المت بالعالم اجمع فلا يمكن ان ينسى الاجيال القادمة تلك المأساة التي لحقت بمختلف دول العالم فتوقفت المطارات وأغلقت البلدان لدرجة فرض منع التجول لمواجهة اخطر فيروس عرفه العالم.

ومع البدء في توزيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا نتطلع الى اهمية حصول الدول الفقيرة على اللقاح وان يتم توزيعه بعدالة بين الدول ونستغرب قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي باتخاذ قرار بمنع تطعيم الأسرى في سجون الاحتلال، وهي بذلك تعبر عن مستوى الامعان المسبق في تنفيذ جرائمها بحق الاسرى الفلسطينيين وهي تتحمل المسؤولية كاملة عن حياتهم، ولا بد من التدخل العاجل للصليب الاحمر الدولي وإشرافه وتوفيره التطعيم لكل الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي وان يكون التطعيم تحت اشراف منظمات دولية.

لقد كان عام 2020 هو عام الاستيطان والاحتلال حيث مارست حكومة الاحتلال الاسرائيلي سياستها الاستيطانية القائمة على مصادرة الاراضي وتنفيذ مخططات اعادة الاسكان للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة وذلك بذريعة الأعمار وإرساء سيطرة الدولة المهيمنة على الأرض التي ضمتها وباتت تعتبرها جزءا منها، وقد كانت دوافع هذا الاستيطان تنفيذ للمخطط الايدلوجي الديني العنصري وسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 في ظل استمرار تجاهل كل التدخلات الدولية وقرارات المجتمع الدولي الذي بات من المهم تدخله لإلزام دولة الاحتلال بوقف المشاريع الاستعمارية في الأرض الفلسطينية، وضرورة تفعيل قرار مجلس الأمن (2334)، كونه يمثل الإرادة الدولية في مواجهة الاحتلال والاستيطان.

ومع دخول العام الجديد 2021 تعود الانتخابات الاسرائيلية والمزاد العلني لأحزاب التطرف والإرهاب الاسرائيلي للمتاجرة في حملاتهم الانتخابية المقبلة وفتح المزاد العلني لمصادرة المزيد من الاراضي الفلسطينية وتعزيز عمليات الاستيطان كما كانوا يفعلون في كل الحملات الانتخابية السابقة لاستمرار مصادرة وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية على الاراضي الفلسطينية وخاصة استكمال مصادرة ارض مطار القدس في قلنديا في ظل ضعف الموقف الدولي وتجاهل الحقوق الفلسطينية، وفي هذا المجال نثمن صمود أبناء شعبنا الذين يتعرضون لإرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة، وفي الوقت نفسه نطالب هيئات الامم المتحدة المقيمة في فلسطين بتسيير فرق حماية لأبناء الشعب الفلسطيني في المناطق المهددة بالمصادرة وإقامة المستوطنات عليها ووضع حد لجرائم الاستيطان.

وعلى الصعيد الفلسطيني ومع بداية عام 2021 نتطلع الي اهمية دعم صمود اهلنا وإصرارهم على نيل حقوقهم وحريتهم في طريقهم الى انهاء الاحتلال، وضمان عودة اللاجئين من مخيمات اللجوء، وتقديم كل الدعم لأبناء الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء وتعزيز صمودهم ومواصلة العمل على تحقيق وتعزيز الوحدة الوطنية كخيار وطني شامل، ونتقدم بأجمل التهاني الي ابناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بمناسبة بداية العام الجديد والذكرى الخامسة والستين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، معربين عن امالنا أن يكون العام المقبل عام الحرية لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال وإتمام الوحدة الوطنية وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها.

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

شارك هذا الخبر!