الشريط الاخباري

قرية “كردلة”.. معاناة بين انتهاكات الاحتلال وانعدام مقومات الحياة

نشر بتاريخ: 17-01-2021 | سياسة
News Main Image
الاغوار الشمالية /PNN/ نجيب فراج- تعتبر منطقة الاغوار الفلسطينية المنطقة الاستراتيجية الهامة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا ولهذا فهي مستهدفة من قبل قوات الاحتلال على مر العقود الماضية، وتضم الأغوار 27 تجمعا سكانيا ثابتا على مساحة 10 آلاف دونم، وعشرات التجمعات الرعوية والبدوية، وتتبع إداريا لثلاث محافظات فلسطينية هي: محافظة طوباس (الأغوار الشمالية)، بواقع 11 تجمعًا، ومحافظة نابلس (الأغوار الوسطى)، وتشمل 4 تجمعات، ومحافظة أريحا (الأغوار الجنوبية)، وتحتوي على 12 تجمعًا. ويقول تقرير حقوقي ان الاحتلال يستمر في مسلسل سياساته الممنهجة لتهجير سكان الأغوار الشمالية وسكان المناطق المصنفة “ج” المنتشرة في كل الضفة الغربية عموما، والتي لا يملك الأهالي سبيلا إلا الصمود والثبات في وجه هذه المحاولات. ويشعر الاهالي بحسب التقرير ان صمودهم بحاجة الى المزيد الممنهج من الدعم الذي يشكل نقطة تؤرق الاحتلال وتقف في وجه مشاريعه الاستيطانية. ويتفنن الاحتلال في ممارسة انتهاكاته المعتادة في حق أهالي قرية كردلة الواقعة على تلة مشرفة في أقصى شمال الأغوار الشمالية، وهي المصنّفة “ج” ضمن اتفاقية “أوسلو” مما يضاعف معاناة أهلها ويحرمهم من حقوقهم وأدنى مقومات الحياة الأساسية. حرب بقاء يعيش في كردلة حوالي 500 فلسطيني يعتمدون على الزراعة بأنواعها الثلاثة المحمية والمكشوفة والأشجار المثمرة كمصدر أساسي للعيش، الأمر الذي يستخدمه الاحتلال كسلاح ضدهم فيحاربهم في قوت يومهم. واورد التقرير الى ان الاحتلال يقود حرب مياه شرسة ضد كردلة والقرى المحيطة بها في الأغوار، فيحرمهم من استخدام شبكة المياه وهي التي تشكل رأس مال المزارع، ويعتقل ويهدد كل من يمدد وصلات للحصول عليها.ولا تقف المعاناة عند هذا فحسب، فيمنع الاحتلال كل من يحاول حفر بئر ارتوازي من ذلك ولا يمنحهم تراخيص؛ إلا أن أهالي كردلة يحفرون الآبار بلا ترخيص من سلطات الاحتلال رغم علمهم بأنه سيكون مهددا بالردم، إلا أنهم يعتبرونها حرب بقاء. وفي كل مرة يصادر الاحتلال أدوات الحفر والآليات باهظة الثمن التي يستخدمها الأهالي في حفر الآبار، فتتضاعف خسارتهم ويحاصرهم الاحتلال من كل الجهات. حرمان من البناء أهالي كردلة وبعد اتفاقية “أوسلو” حرموا من الحصول على مساكن آمنة تأويهم، ففي العام 1982 كانت آخر مرة تحصل فيها البلدة على ستة تراخيص بناء لعدة منازل فيها، ومنذ ذلك الحين يرفض الاحتلال منح سكانها أي ترخيص بناء. تصنيف القرية كمنطقة “ج” منعها من التطور والتقدم، ومنها أيضاً من الحصول على أدنى الخدمات نتيجة لمنع التراخيص، فلا يوجد فيها مسجد ولا مركز صحي ولا مقر للمجلس، فيمشي رئيس المجلس القروي في البلدة حاملا حقيبة أوراقه بيده. يحرم سكان القرية أداء الصلوات في المسجد رغم مواظبتهم عليها، ويسري هذا الحال على صلوات الجمعة والتروايح في رمضان فيحرمون منها جميعًا؛ إلا في حال تمكنهم من الوصول إلى القرى المجاورة. مدرسة التحدي كما حرم أبناء القرية من المدرسة لسنوات طويلة واضطروا لمشي مسافات طويلة تتجاوز 2 كيلو متر، للوصول إلى المدرسة في قرية بردلة المجاورة، تحت حر الصيف، وبرد الشتاء. وكبّدهم ذلك الكثير من العناء والمشقة ويمنعهم من الوصول إلى المدرسة لمدة تتجاوز الشهر أحياناً نتيجة السيول التي تجري في الأودية بين القريتين في الشتاء. ولكن العام 2019 حمل لأطفال كردلة بارقة أمل، فتم تشييد مدرسة التحدي 15 كردلة الأساسية المختلطة التي خففت من معاناة الطلاب في الحصول على التعليم الأساسي. مخططات تهجير ان بقاء أهالي كردلة وصمودهم في مناطقهم يشكل عائقا أمام تحقيق الاحتلال مشاريعه الاستيطانية ومشروع الضم الذي ينفذه الاحتلال فعليًا على الأرض، فيهدف من خلال هذه الممارسات إلى إفراغ قرى الأغوار وتهجيرهم نحو طمون وطوباس. تبلغ مساحة كردلة 200 ألف دونم مملوكة لأهاليها ومسجلة بالطابو، ويضع الاحتلال يده على 11 ألف دونم منها، فيما تشكل مستوطنة “ميحولا” الخطر الأكبر عليها وعلى المنطقة بالكامل، مما يعرض أهالي المنطقة للخطر الدائم. ويقول خالد منصور الناشط في مقاومة الاحتلال والاستيطان ان قرية كردلة هي من بين تجمع لقرى في الاغوار الشمالية ومن بينها “بردلة ، وعين البيضا ومنطقة المالح وهي تجمع رعوي كبير وكلها تتاخم على بعد مئات الامتار من الحدود الاردنية وهي منطقة مستهدفه لانها مواقع استراتيجية ولذلك فنحن نقول ان كل هذه التجمعات بحاجة الى خطط واقعية وقابلة للتنفيذ من كل الجهات الفلسطينية لتعزيز الصمود افشال مخطط التهجير للسكان والاستيلاء على الارض.

شارك هذا الخبر!