الشريط الاخباري

الزميل نجيب فراج يروي حكاية الأسير أبو بادي في سنوات إعتقاله الإداري

نشر بتاريخ: 09-02-2021 | أسرى , قناديل من بلدي
News Main Image

بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – يستذكر اصدقاء ورفاق الاسير الاداري سالم بادي الدردساوي احد الشخصيات الفلسطينية التي لا تكاد تغادر السجن الا وتعود اليه بامر اعتقال اداري جديد ، ويصقونه بانه انسانا خلوق بكل المقاييس ويحمل في ذاته صفات الثائر الايثاري المضحي من اجل رفاقه وشعبه.

وكان الاعتقال الاخير للاسير دردساوي مع بداية العام الحالي ومعد اسبوع من الاعتقال حول الى الاداري لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد حيث اعتمد قاضي محكمة عوفر العسكرية على ما يسمى بالملف السري الذي يحظر على الاسير ومحاميه من الاطلاع على بنود هذا الملف بدعوى الحفاظ على مصادر المعلومات الواردة فيه ، فيما اكتفى ممثل النيابة العسكرية بالقول ان الاسير ابو بادي يشكل خطرا على امن المنطقة التي يقطن فيها وهو من كوادر الجبهة الشعبية حسب نعبيره.

وتصلح الديباجة السابقة لكل اعتقال لهذا الاسير من الاعتقالات السابقة وسبق وان جرى استخدامها بذات الصيغة ويعتبر هذا الاعتقال هو للمرة العاشرة على الاقل، وقد اعتقل ابو بادي قبل ذلك في العام 2019 لمدة اسبوعين وجرى الافراج عنه بعد ان اعتقل لعامين قيد الاداري قبل ذلك مباشرة ويبلغ من العمر 49 عاما وهو من سكان مدينة البيرة وقد تخرج من جامعة بير زيت من كلية علم الاجتماع ويعمل مديرا لمكتبة بلدية البيرة.

ولم يكن هذا هو الاعتقال الاداري الاول للاسير ابو بادي، بل يعتبر من بين الاسرى المستهدفين من قبل قوات الاحتلال فقد امضى قيد الاعتقال ما مجموعه 15 سنة عاما من بينها نحو عشر سنوات قيد الاعتقال الاداري، وقد بدأت قوات الاحتلال استهدافه وهو في السن الخامسة عشرة من عمره ومن ثم توالت الاعتقالات واحدة وراء الاخرى لدرجة انه لم يستطع التقاط انفاسه كي يتفرغ الى ذاته بعضا من الوقت فظل بدون زواج حتى وصل به العمر الى مشارف العقد الخامس ، وكان الاعتقال الاخير له قد جاء بعد الافراج عنه بستة اشهر فقط بعد ان امضى اكثر من عامين وما ان كان بفكر بالتقاط انفاسه الا وجرى اعتقاله مرة اخرى فزج به قيد الاعتقال الاداري.

وخلال فترة اعتقاله قبل الاخيرة في العام 2014 خاض اضرابا عن الطعام لمدة 48 يوما ضد اعتقاله الاداري ويقول عن ذلك انه عندما دخل الاضراب عن الطعام لكسر هذا النوع من الاعتقال”انها فرصة لندافع عن كرامتنا ولكي نعري وجه اسرائيل البشع اكثر فاكثر والتي تستخدم الاعتقال الاداري سلاحا لمواجهة طاقات شعبنا المختلفة الاكاديمة والفكرية والاجتماعية والكفاحيه، ان هذا النوع من الاعتقال والذي تلفظه الاعراف والمواثيق الدولية كان يجب على المجتمع الدولي ان يجبر اسرائيل على عدم استخدامه ولكن ضعف هذا المجتمع ونفاقه امام اسرائيل جعلها ان تزيد في غيها، نجن اليوم ومن خلال الاضرابات التي لم تتوقف نقف شامخين وبرؤس عالية وبعزيمة لا تلين لكي نفضح اسرائيل ونكشف عن وجهها البشع مستخدمين سلاحنا المقدس، انه سلاح الامعاء الخاوية ونحن مصممون على مواصلة هذا الدرب حتى تتحقق اهدافنا ونتمكن من الغاء هذا الاعتقال، طالما عجزت مؤسسات المجتمع الدولي وعلى راسها الامم المتحدة ومجلس الامن من الغاء هذا الاعتقال المستند الى قانون الطواريء البريطاني البائد ولا يوجد دولة في العالم تستخدمه الا اسرائيل”.

يصف الكثير من رفاقه الذين امضوا معه فترات في السجن بانه انساني الى ابعد الحدود يخاف عليهم ويتابعهم وخاصة الاشبال والشبان الصغار لحظة بلحظة، فهو يمضي ليله ساهرا عليهم فيما اذا كان احدا بحاجة لمساعدة او تكشف خلال نومه، وكان يحثهم على ضرورة المطالعة وتنمية الذات فكريا وتربويا وكان يشجعهم على امتلاك مهارة اللغات الاجنبية ومن بينها اللغة العبرية من خلال الاشتراك في دورات يعقدها الاسرى، وعرف عن ابو بادي ايضا انه يشن حربا ضروس على المدخنين من الشبان فيلاحقهم لحظة لحظة كي يقلعوا عنه ولا يمل ولا يكل حتى يقنعهم بذلك حتى لو عن طريق الاجبار مبينا لهم مضاره الجسيمة، وبالفعل بحسب ما يقول عدد من هؤلاء انه ينجح بين الجين والاخر في ذلك لدى البعض منهم، كما انه يحفزهم على ضرورة ممارسة الرياضة اثناء الاعتقال كونها سلاح هام في مواجهة الامراض التي ممكن ان تدب في الاسير جراء طبيعة الاسر.

يعتبر ابو بادي من بين النشطاء المميزين في تعلقه بالوحدة الوطنية ولذا فهو محبوب من كافة الفصائل نظرا لمواقفه الوحدوية .

خلال الاعتصامات التي تجري في مراكز مختلفة من المحافظات تضامنا مع الاسرى المضربين يبادر الكثير من رفاقه المحررين كي يرفعوا صوره، حيث يقول احد ان هذا جزء من الوفاء لابو بادي الذي يتميز بصلابة لا يمكن وصفها، انه جزء من سداد الدين له ولكافة الاسرى في سجون الاحتلال.

شارك هذا الخبر!