الشريط الاخباري

بعد 35 عاما تغيرت ملامح باقة الغربية ولم تتغير رائحة ترابها

نشر بتاريخ: 05-04-2021 | أفكار
News Main Image

بيت لحم/PNN- نجيب فراج – وعاد صالح هكذا سماه رفاقه داخل السجن الى مدينته باقة الغربية بعد 35 عاما من الغياب والتي تغيرت كثيرا من معالمها طيلة هذه السنوات الطويلة وما غيرت انتمائها او ما تغيرت سحنات وجوه سكانها وان رحل الكثيرون ممن يعرف عنها او مجيء الاف الاطفال الذي لم يعرفهم بعد واصبحوا شبابا وبعضهم غزا الشيب محياه ولكنه عرف الاض وشم رائحة التراب هي نفسها التي تركها قبل اقل من نصف قرن بخمسة عشرة عاما.

رشدي ابو مخ ظل وفيا لكل مظاهر الحب والانتماء والتضحية فزار قبر والده ووالدته وقرا على روحيهما الفاتحة وذهب الى مدينة اللد ليلتقي بوالدة الاسير مخلص غربال ليوفيها حقها والتي كانت تزوره من وراء القضبان وتزور ابنها وتوزع عليهما ورفاقهما الاسرى المعنويات فكان هذا الوفاء.

كما ذهب الى عائلة رفيق الاسر وابن بلدته وليد دقة وقام بمعانقة والدته وتحية زوجته الصابرة الصحافيه سناء سلامة دقه واحتضن طفلته ميلاد التي ولدت من جراء نطفة مهربة فاحتضنها كثيرا.

واختلطت مشاعر الفرح والحزن بشكل عضوي من قبله وقبل كل مستقبيله لدرجة انه لا يستطيع احد ان يقرأ اللحظة ولكن بالتأكيد انها تاريخية ان تفتح ابواب السجن بعد كل هذه المدة من الاغلاق المحكم ليعود “صالح” من ارض الوطن الى ارض الوطن. فكان يسأل كل واحد منهم عن اسمه فيعرفه من اسم عائلته ومن ثم يقوم باحتضانهم،لحظات اللقاء بالاهالي وما اكثرهم تميزت بكثير من المشاعر فحرص صالح على ان يقبل رؤوس النساء ويقبل ايادي بعضهن خاصة اولئك من صديقات والدته المرحومة التي توفيت قبل نحو عامين كما احتضن الكثير من الشبان الذين معظمهم لم يكن قد شاهدوا النور بعد قبل اعتقال، ولفت انتباهه طفلا في العاشرة وهو يحلق بالعلم الفلسطيني بقوة وحماس شديدين فساله عن اسمه ومن ثم احتضنه طويلا.

ورغم التهديدات الاسرائيلية باتخاذ اجراءات بحقه فيما اذ جرى اختراق قوانين قمعية كالقرار الذي اتخذه وزير الداخلية الاسرائيلي ارييه درعي بمنع الاحتفلات ورفع الرايات والاعلام الا ان الاهالي صمموا على الاحتفال فرفعوا الاعلام والرايات واطلقوا الهتافات مؤكدين ان الهواء لا يمكن منعه وان لا يمكن قمعه فالهواء الطلق باق والفرح ينبلج من رحم المعاناة والالم.

ولم تقتصر قوانين العنصرية ومظاهرها عند هذا الحد بل اطلقت دعوات عديدة من قبل اطراف يمينة اسرائيلية طالبت بضرورة سحب الجنسية من صالح باعتباره ان يده ملطخة باحد جنود الاحتلال وكأن كل هذا السجن والقهر غير كافي للمعاقبة حيث حكم على صالح بالسجن المؤبد وجرى تخفيفه الى 35 سنة ولم تقتصر محاولات القمع عند هذا الحد فجرى تأخير الافراج عنه لاسبوعين بحجة وجود مخالفة سير عليه قبل اعتقاله فهذه المخالفة لا يشملها تقادم الزمن.

نادي الاسير الفلسطيني اصدر بيانا قال فيه ان فلسطين باسرها احتفلت اليوم باحد فرسانها بعد ان امضى 35 عاما في غياهب السجون ليعود الى مسقط راسه بثبات وعزيمة لا تنحني تاركا خلفه العديد من رفاقه الاسرى وهذه هي الغصة الكبيرة التي بقيت في الاحشاء. وكانت السلطات قد اعتقلت الأسيرين إبراهيم أبو مخ ورشدي أبو مخ، يوم 24 آذار/ مارس 1986، فيما اعتقلت الأسير وليد دقة (59 عاما)، يوم 25 آذار/ مارس 1986، أما الأسير إبراهيم بيادسة (58 عاما) فاعتقلته يوم 28 آذار/ مارس 1986.

ويعد هؤلاء الأسرى الذين أدانتهم المحكمة الإسرائيلية بـ”العضوية في خلية نفذت عملية خطف وقتل الجندي الإسرائيلي موشيه تمام في العام 1985″ من قدامى الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قبل “اتفاقية أوسلو”، وهم من أسرى الدفعة الرابعة الذين كان من المفترض أن تفرج إسرائيل عنهم عقب التفاهمات التي جرت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة أميركية، إلا أن السلطات الإسرائيلية تنصلت من ذلك، ولم تقم بالإفراج عنهم.

عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو (26) أسيرًا، منهم (12) أسيرًا من الأراضي المحتلة عام 1948، أقدمهم الأسيران كريم يونس، وماهر يونس المعتقلان منذ عام 1983.

شارك هذا الخبر!