الشريط الاخباري

عيسى: التسامح السياسي يكون بتجنب العنف، وبقبول التظاهر وسيلة للتعبير

نشر بتاريخ: 13-04-2021 | متفرقات
News Main Image

رام الله/PNN- قال الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، "إن المجتمعات الإنسانية تتميز بالتنوع السياسي والاجتماعي والفكري والديني، وجميعاً ننتمي للأسرة الإنسانية، إلا أننا مختلفون وأن لكل منا شخصية مستقلة ومميزة، ومن حقنا أن نعبر عن هذا الاختلاف وأن نعتز به لأنه أساس ثراء الإنسانية".

وأضاف، "إننا كشعب فلسطيني، نؤمن بالتعايش الديني والسياسي ونمارسه نظرياً وتطبيقاً، ويشهد لنا عليه تاريخنا القديم والحديث انطلاقا من خصوصياتنا على اعتبار ان أرض فلسطين مهبط الديانات التوحيدية الثلاث (الإسلامية، والمسيحية، واليهودية)، وشعبنا الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وأرضه جزء من الوطن العربي الكبير".

وأكد، "التسامح الديني مطلب إنساني دعت إليه كافة الأديان دون استثناء، وهو يجيب على أهم سؤالين تواجههما الإنسانية وهما، أولا، قيم التسامح وأثرها على التعايش؟، وثانيا، موقف الأديان من التسامح؟ حيث قيمة التسامح الديني تتمثل في كونه يقتضي الاحترام المتبادل، والمساواة في الحقوق وإرهاصاً لإقامة مجتمع مدني".

وأوضح عيسى، "التسامح في الإسلام يعترف بوجود الغير المخالف فرداً أو جماعة، ويعترف بشرعية ما لهذا الغير من وجهة نظر ذاتية في الاعتقاد والتصور والممارسة تخالف ما يرتئيه شكلاً ومضموناً. ويكفي ان نعلم أن القرآن الكريم قد سمى الشُرك دينياً على الرغم من وضوح بطلانه، لا لشيء إلا أنه في وجدان معتنقيه دين. فقد دعا الإسلام إلى ان يكونوا لغيرهم موضع حفاوة ومودة وبر وإحسان، والقرآن يحذر أتباعه وينهاهم عن سب المشركين وشتم عقائدهم".

وتابع، "أما التسامح في المسيحية فقد ورد في الإنجيل على لسان يسوع المسيح: (تفسير إنجيل متى 5 آيات (38-42): 38 سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا)

واستطرد، "والديانة اليهودية تدعو إلى التسامح كما ورد في التوراة: (كل ما نكره أن يفعله غيرك بك فإيام ان تفعله أنت بغيرك)".

وشدد عيسى، "التسامح السياسي يكون بتجنب العنف، وبقبول التظاهر وسيلة للتعبير عن بعض الجماعات التي ليست لها طريقة أخرى لجعل آرائها ورغباتها معلومة بتأكيد خاص. وثمة حاجة إلى التسامح فيما يتعلق بالتعبير عن الرأي ولكن هذا لا ينبغي التسامح مع العنف. ولكل مرء الحق في الدفاع عن نفسه عندما تهدد حريته".

ونوه، "إن إدراكنا للاختلاف فيما بيننا يحتم علينا تعزيز فكرنا وثقافتنا وقبول الآخرين من خلال دعم تسهيل مشاركتهم الكاملة في نواحي الحياة المختلفة. وضرورة احترام هذا الاختلاف يبرر حق كل فرد في الانضمام إلى الجماعة التي تشاركه أفكاره واهتماماته وميوله، وقد تكون هذه الجماعة نادياً رياضياً، ثقافياً أو مؤسسة أهلية أو جماهيرية أو حزبية...إلخ".

وأضاف، "من حقنا وحق الآخرين الاختلاف في وجهات النظر تجاه القضايا المجتمعية الشائكة، ولم يعد مقبولاً فرض رأي الأغلبية السياسية أو الدينية أو العرقية على الأقلية في المجتمع، والمجتمع المدني يؤمن بالتعددية المبنية على التسامح بين فئات المجتمع المختلفة، والثقافة المدنية الملتصقة بالتسامح. وآراء ووجهات النظر المختلفة تشكل شرطاً مهماً من شروط الممارسة المدنية.

ولفت، "الناس يستطيعون تفهم وجهات نظر الآخرين عن طريق الحوار والاختلاف الذي لا يولد حواراً يتحول الى خلاف عنيف، ولممارسة الحوار أصول، منها الإصغاء للآخرين واحترام آرائهم والتكلم بهدوء ووضوح وتقديم الأدلة على ما تقول، والابتعاد عن الجدل الذي لا داعي له. ومن أشكال التعددية هو تخصيص مقاعد للأقليات الدينية، والترخيص لوسائل إعلام متعددة ومتنوعة".

شارك هذا الخبر!