الشريط الاخباري

كيف نقود معركة الانتخابات في القدس بقلم: رائد محمد دبعي

نشر بتاريخ: 17-04-2021 | أفكار
News Main Image

بقلم: رائد محمد دبعي

يترقب الفلسطينيون باهتمام بالغ ومن خلفهم أصدقاء شعبنا ومناصري حقوقه، أو أعداءه وخصومه في اَن واحد، ماَلات الحراك الانتخابي المستجد على الساحة الفلسطينية، كما تتطلع جماهير شعبنا الفلسطيني، لا سيما في قطاع غزة بشغف لممارسة حقها بالانتخاب بعد حرمان قسري من ممارسة الانتخابات البلدية والنقابية - والتشريعية والرئاسية بطبيعة الحال - منذ عام 2006، ويراقب الجميع بحرص شديد تفتح أزهار المشهد الانتخابي على الصعيد الوطني، وعودة الروح لأغصانها المتيبسة نتيجة تعطيل دام لخمسة عشر عاما، فيما تواصل القوائم الانتخابية الستة والثلاثين تحضيراتها لرفد نهر الانتخابات بمياه البرامج والحملات، بعد ان جفت خلال عقد ونصف كاملين، مع ترقب انطلاق الدعاية الانتخابية في الأول من شهر أيار القادم، في ظل إجماع وطني على ضرورة تنظيم العملية الانتخابية، وإعادة الاعتبار للسلطة التشريعية، ولاستعادة دورها في الرقابة والمسائلة والتشريع.

يعيد قرار الرئيس الفلسطيني تنظيم الانتخابات التشريعية القدس إلى واجهة الأحداث، فلسطينيا، وإقليميا ودوليا، وهو ما يجب استثمار على أكمل وجه، إذ أن قضية تنظيم الإنتخابات في القدس الشرقية ليست قضية إجراءية أو فنية او تقنية، إنما هي قضية وطنية وسياسية وقانونية وأخلاقية بامتياز، هذا الفهم هام للغاية من أجل وضع الحلول الملائمة والمناسبة لهذه المواجهة الوطنية، إذ أن التعاطي معها من منظور إجرائي أو فني خطير للغاية، كونه يذهب بصاحبه نحو البحث عن حلول في المكان الخطأ والتوجه الخطأ، يقود نحو اعتراف صريح بسيادة الاحتلال على القدس الموحدة، وفقا لرؤية ترامب – نتنياهو، مما يشكل انتصارا لصفقة القرن، واعترافا عمليا بها، إلا أن ذلك لا يعني أبدا إيقاف عجلة الانتخابات في المحطة الاسرائيلية، والاستكانة للأمر الواقع، وتجاهل فرصة تاريخية لخوض معركة سياسية، وأخلاقية، وقانونية، يتوفر للفلسطينيين بها مقومات الإنتصار إن أحسنوا إدارة الفرصة، واستثمار التوقيت، عبر خوض معركة أخلاقية عنوانها " من حقنا أن ننتخب في القدس "، وهو الأمر الذي يتطلب قبل كل شيء تجنيد قدرات الكل الفلسطيني، من أحزاب، وفصائل، وقوى أهلية، ورجال دين مسيحيين ومسلمين وسامريين، ومؤسسات بحثية، وأكاديمية، وموجهي الرأي العام، واستثمار طاقات وقدرات شعبنا في الشتات، والتوافق على خارطة طريق عاجلة لخوض معركة الحق الفلسطيني في تنظيم الانتخابات في القدس الشريف، وتجنيد المجتمع الدولي حول حق الفلسطينيين غير القابل للمساومة في الانتخاب في عاصمتهم المحتلة، والتأكيد على أن ذلك يشكل إجماع فلسطيني غير قابل للتأويل، أو الضبابية، أو القفز عنه بأي حال من الأحوال، معركة تتعدد ساحاتها، ما بين عمل مقاوم في الميدان، لا سيما في ساحات القدس، وكنائسها، ومساجدها، ومؤسساتها، وقواها الحية، وما بين أروقة الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، ووزارات خارجية مختلف دول العالم، وتلعب بها الدبلوماسية الشعبية العامة دورا محوريا، عبر تجنيد أصدقاء شعبنا من مختلف الأحزاب، والحراكات المجتمعية، والقوى الحية المناهضة للعنصرية، والإقصاء، والمناصرة للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، معركة نستدرج بها الاحتلال إلى الساحة التي نتفوق بها، وهي ساحة المعركة الإخلاقية والقانونية، بتوقيتنا، وأدواتنا، واللغة التي يعرفها العالم، ويستعذب سماعها، ونستطيع بها تحقيق مجموعة من الأهداف في اَن واحد، أولها هو إعادة القدس إلى واجهة الأحداث من جديد، وانتزاع موقف دولي سياسي وأخلاقي موحد، حول تأكيد حقنا في القدس عاصمة لدولة فلسطين، وثانيا، تحقيق وحدة الميدان والهدف لمختلف القوى الفلسطينية، تحت مظلة قضية جامعة، هي قضية القدس، من خلال حملة دولية تجوب العالم من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، عبر استثمار التنوع الغني الذي يميز شعبنا، والقادر على مخاطبة العالم بأسره باللغة التي يتقنها، فمن سيكون ضد شعب يتوق نحو ممارسة حقه في الإنتخاب في عاصمة دولته المحتلة وفقا للقانون الدولي، ويُمنع من ذلك من خلال القوة العسكرية لمحتليه سوى العنصريين وأعداء الحرية والشمس والخبز والأطفال، هذا تحدي حقيقي، يحمل في طياته فرصة تاريخية، نمتلك أن نحقق بها انتصار تحتاجه قضيتنا الفلسطينية، فهل سنحسن استثماره، الأمر بأدينا، ونحن الفلسطينيون من يقرر .

شارك هذا الخبر!