الشريط الاخباري

"نيويورك تايمز": الجيش الأفغاني قد ينهار خلال عام واحد بعد انسحاب القوات الأمريكية

نشر بتاريخ: 28-04-2021 | أخبار إقليمية ودولية
News Main Image

واشنطن/PNN- قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الجيش الأفغاني الذي استغرق بناؤه 20 عامًا، وتم إنفاق عشرات المليارات من الدولارات لدعمه، يمكن ألا يصمد لمدة عام واحد، بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، والمقرر له الحادي عشر من سبتمبر المقبل.

وأضافت في تقرير نشرته اليوم الأربعاء: "أدى قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، في 11 سبتمبر 2021، في الذكرى العشرين للهجمات الإرهابية التي دفعت الولايات المتحدة إلى الصراع، إلى مخاوف عميقة حول قدرة قوات الأمن الأفغانية في الدفاع عن الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة".

ومضت تقول: "على مدار عقدين، قامت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، الناتو، بحملة لبناء الدولة، تضمنت تدريب وتوسيع وتسليح قوات الشرطة والجيش والقوات الجوية الأفغانية، وأنفقت عشرات المليارات من الدولارات في محاولة لبناء قوات الأمن الحكومية، التي تستطيع حماية الدولة".

وتابعت: "ولكن المقابلات التي تم إجراؤها مع العشرات من مسؤولي الأمن والمسؤولين الحكوميين والعسكريين وضباط الشرطة وقادة الميليشيات في الدولة خلصت إلى نتيجة قاتمة: رغم كل هذه الجهود العملاقة، فإنها أدت فقط إلى وجود مجموعة متعثرة من القوات، التي تبدو غير مستعدة على الإطلاق لمواجهة طالبان، أو أي تهديد آخر، ما يُضفي قدرا كبيرا من الغموض على ما سيحدث مستقبلا".

يؤكد بعض المسؤولين الأمريكيين والأفغان أنه في حالة ما إذا قررت طالبان شنّ هجوم كبير على المدن، فإن الجيش يستطيع هزيمتها، حيث تصر إدارة الرئيس بايدن على أن الجيش والشرطة الأفغانية يستطيعان تحمّل الوضع، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، في مقابلة مع برنامج هذا الأسبوع، على قناة "إيه بي سي" الأمريكية: "سوف نستمر في دعم قوات الأمن الأفغانية.. إنها قوات قوية".

وأردفت: "ولكن طالبان تسيطر بالفعل على مساحات واسعة من أفغانستان، حتى في وجود القوة العسكرية الأمريكية. الوحدات الأفغانية تعاني من الفساد، وفقدت كميات كبيرة من الأسلحة التي قدمتها وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، بسخاء، وتتعرض الكثير من المناطق لهجمات مستمرة. ولم يتمكن بعض الجنود من العودة إلى منازلهم منذ سنوات؛ لأن القرى التي يعيشون فيها أصبحت تحت سيطرة طالبان".

واستطردت: "فرص التقدّم ضئيلة للغاية، في ظل انخفاض معدل المجندين الجدد، ونسبة الضحايا المرتفعة، وطالبان التي تمتلك الدهاء والخبرة والعتاد العسكري الجيد، ومن بينها أسلحة كانت مقدّمة في الأصل من الولايات المتحدة إلى الحكومة الأفغانية".

وقالت إنه من السهل للغاية تصوير الشرطة والجيش في أفغانستان على أنهم فاسدون، وضعفاء، ولا يملكون الفعالية، كما هو الحال في كثير من الأحيان، ولكن نفس هذه القوات عانت بشكل مروّع، أكثر من الغربيين أنفسهم، فيما يبدو أنه خسارة لحرب الاستنزاف.

معدلات كبيرة للضحايا

وأشارت إلى مقتل أكثر من 66 ألف جندي أفغاني منذ العام 2001، بالإضافة إلى 3500 آخرين من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، علاوة على عدد أكبر من المدنيين، مع إصابة الكثيرين أيضا، وقبل سنوات على إعلان الرئيس بايدن لخطة الانسحاب من أفغانستان، كان مسؤولون أمريكيون يحذّرون بالفعل من عدد الضحايا الأفغان الذي لا يمكن استمراره بتلك الطريقة.

ونوهت بالتناقض في عدد القوات الأفغانية، حيث يبلغ على الورق أكثر من 300 ألف، إلا أن الواقع الفعلي أقل من ذلك بكثير، حيث تحتفظ بعض وحدات الشرط الأفغانية بقوائم غير حقيقية للعدد الفعلي للقوات، كي يستطيع القادة الحصول على أجور الموتى أو المفقودين، وفي إحدى الوحدات العسكرية المهمة التابعة للجيش الأفغاني، فإن العدد الرسمي يبلغ 16 ألف جندي، إلا أن نصفهم فقط هم الموجودون في الواقع.

ونقلت عن مسؤولين قولهم: إن قوات الأمن الأفغانية تعاني أيضا من ظاهرة تراجع المجندين الجدد في صفوفها، وبشكل خاص في شمال البلاد، حيث كانت تلك المنطقة تمثل مصدرا للتطوّع في ظل خلفيتها المناهضة لطالبان، ولكن عدد المجندين الجدد تراجع من 3 آلاف إلى 500 فقط في الشهر خلال الفترة الماضية.

وقالت الصحيفة: إن هناك أزمة ثقة أخرى بين الجنود الأفغان والولايات المتحدة الممثلة في وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، التي صوّرت القوات الأفغانية على أنها شريكة لواشنطن، إلا أنه يتم التعامل مع الجنود الأفغان بوصفهم من الدرجة الثانية، ويحصلون على أجور لا يمكن مقارنتها بالأسلحة التي يمسكون بها في أيديهم، والتي تفوق أجورهم لمدة شهور.

وحتى في حالات الإصابة نتيجة انفجار العبوات الناسفة أو مكافحة الحرائق، فإن الجنود الغربيين يحصلون على رعاية طبية فائقة، في الوقت الذي يتم فيه نقل الأفغان إلى منشآت طبية مختلفة تماما، دون المستوى في العلاج.

خطر قوات طالبان

لا يزال في أفغانستان جهاز أمني تم تعزيزه بأموال دولية، وفي السنوات الماضية بدعم أمريكي، وضخّت الولايات المتحدة أكثر من 70 مليار دولار في صورة أسلحة وعتاد وتدريب للقوات الأفغانية، ولكن بالنظر إلى العديد من تلك الوحدات، فإنه ليس من الواضح ماذا كان مصير تلك الأموال بالتحديد.

واضطر بعض القادة إلى شراء بنادق القنص الخاصة بهم من السوق السوداء، ولديهم جزء صغير من عربات ”الهامفي“ التي وُعدوا بالحصول عليها. بعضهم يعاني من نقص الذخيرة، يعتمد موقع عسكري صغير خارج قندهار على عربات مدرعة متهالكة من العهد السوفيتي في الدفاع عن المكان.

ومضت تقول: "يحاصر مقاتلو طالبان بعض القواعد المهمة التابعة للجيش الأفغاني في جنوب البلاد، والتي لا يمكن تقديم العون لها إلا عن طريق المروحيات.. حاول جنود في ولاية هلمند مؤخرا التفاوض مع طالبان، على أمل الانسحاب من قاعدتهم سالمين، دون التعرض للهجوم. رفضت طالبان السماح لهم بالرحيل، ما لم يتركوا معداتهم وأسلحتهم".

وختمت تقريرها: "حتى في وجود طائرات العمليات، والمروحيات المسلحة، فإن القوات الأفغانية تشكو من رد الفعل البطيء من جانب القوات الجوية، فمع وصولها إلى المواقع، يكون الجنود وقوات الشرطة في حاجة لنقل الجرحى أو إجلاء القتلى، وليس لهجوم جوي عسكري، بحسب ما أكده قادة أمنيون أفغان".

ارم نيوز

شارك هذا الخبر!