الشريط الاخباري

الاتحاد العام للكتّاب والأدباء: حسين البرغوثي في ذكرى الغياب يبقى بين اللوز ومواليد الضوء المتقن

نشر بتاريخ: 01-05-2021 | ثقافة وفنون
News Main Image

رام الله/PNN- أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين بيانًا في ذكرى رحيل الشاعر حسين البرغوثي، جاء فيه:

19 سنة خلت، وما تعبت في غيابك أغراضنا معك، وكم فشلنا في تدريب الزمان دون أن تكون، فنبتت أيكة الألم على أشجارنا، نسمع خِشفها وهي تبكي عليك، تطلب يديك من "الضوء الأزرق" لنمشي معك مرة أخرى "بين اللوز" والرهام يمسح جبهة الوجود بنتف الثلج الخفيف، موعدةً لميلادك "الكوبري " الساطع كحبة جوز قطفتها "أم صفا" قبل خليلتها" الزيتونة" لتتدلى سهوة "بير زيت" على غصن أخضر، يبشر عشاش الحقول المحروسة بـ"الغريري" مع "برهام" صفوتك التي تحننت حضورك بين ممراتها المشتاقة، وكما ميلادك البهي لـ "كوبر" عشت صباك تمجد موسيقا الحياة من موشح متأمل، وناي عاشق.

خطوت نحونا بما كتبت، وابتسامتك الجليلة تفتح القلوب المتعبة لأريكة السنديان في أبدية بريئة، فكل من أرادك رد لشفتيه طعم السكر اللغوي، واكتشف جنان المعاني من جديد، وعلى غير شقوة أقمت فينا عمرًا مبدعًا، لتستدرجنا إلى فخاخ محبتك، وتسلمنا إلى شرطة الأحزان بعدك، وما تعبنا عند نبع الاشتياق إليك، وأنت تمد خطاك بـ" الفراغ الذي رأي التفاصيل" لنعرف عن غير قصدٍ في ما بعد أن حراسك يعلموننا الحنين أكثر كلما ابتعدت في "الضفة الثالثة لنهر الأردن" ونسمع مع حفيف الهزيز صوتك المكتوب نحتًا في "ما قالته الغجرية" قبل "سقوط الجدار السابع" لنفتح النوافذ احترامًا لشمسٍ حملت معك حقائب العودة من "بودابست" بعد رحلة علم أخذتك مراداً مختلفاً عن سابقك الموعود، فرأيت رام الله تضحك من قلبها وهي تحضنك بتودد غابة تجاري نسر القمم المجاورة.

وما كنت فينا غير سفيرٍ يجدد للعبارة أفنية الأسفار الطويلة في الحداثة المنيرة، غير السهلة، ولا المرجفة في حواري إثبات الذات، كنت المعلم اليقين لراية التجديد، لا انتباهةً عندك لمنصب أو بلوغ جاف، بل جعلت للهوامش عرشاً عندما قلت:" أنا إنسان بسيط جداً يساء دائماً فهمه ولهذا كنت دائماً على الهامش"، وما اتخذنا من غايتك سهمًا لكي نصطاد غزلانك إلا بعد مواراة الجسد الفيزيائي عن سجادة الكون، فتأخرنا في اكتشاف "حجر الورد" لطبطبةٍ مؤمنة بالسكينة إذا ما كانت على كتف الحدائق تزهر أكثر.

كل أول أيار يعذب السنونوة كلما جاء ليفتش في سبب مغادرتك السريع، ونحن مثله نلمّع الوقت لعقارب الساعة المصلوبة في ميدان الذكرى، لا نهادن سرمدك الحجري إذا ما سقينا الزعتر القريب منك حيث أنت الآن، ولكننا نساوم القلوب على هدنة مع ألم الغياب لكي ندخل قصائدك مع جيش المبدعين إلى قلعة إيقاع التاء في "هندسة القصيدة"، ونعزز إرادة البقاء بين الفواصل والجرار كاتمة أسرار الزيتون ودموعه على فراقك.

سماءٌ أخرى يا حسين البرغوثي ولا طي لسجل الوفاء لك، ونحن على ذكراك الآتية إلينا كفراشة تركت النسيان للنسيان، نطرز ثراء الحلم الذي كان حلمك لقادم من حناء الغد لكي تنتهي حروب الغشاشين وتنتصر فيه سلالة الإنسانية كلما جاء أيار العمال وذكرى غيابك.

ولد حسين جميل البرغوثي في الخامس من أيّار/ مايو من عام 1945 في قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله.

عاش طفولته بين قرية كوبر مسقط رأسه وبين بيروت حيث كان يعمل والده.

بعد تخرّجه من الثانوية العامة، التحق ببرنامج العلوم السياسية واقتصاديّات الدولة في جامعة بودابست بهنغاريا، إلّا أنه لم ينهِ دراسته هناك.

عاد إلى الوطن ليدرس الأدب الإنجليزي في جامعة بيرزيت، والماجستير والدكتوراه في الأدب المقارن في الولايات المتحدة الأميركية بجامعة سياتل.

كان عضوًا مؤسسًا في بيت الشعر الفلسطيني، ومدير تحرير مجلة الشعراء، ورئيس تحرير مجلس أوغاريت، وعضوًا للهيئة الإدارية لاتحاد الكتاب الفلسطينيين.

عمل أستاذًا مساعدًا لمادة الدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت؛ بعد تخرّجه منها بدرجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي، ثم انتقل إلى جامعة القدس.

ساهم في وضع العديد من السيناريوهات لمجموعة من الأفلام السينمائية، والعمل المسرحيّ، والأغاني الشعبيّة.

توفّي البرغوثي في الأوّل من أيّار/مايو عام 2002 إثر صراع طويل مع مرض السرطان. أثرى المكتبة الإبداعية بما يزيد عن 16 عملاً أدبيًا توزّعت بين الشعر والرواية والسيرة والنقد والكتابة الفلكلوريّة، والعديد من الأبحاث باللغتين الإنجليزية والعربيّة.

شارك هذا الخبر!