الشريط الاخباري

غنيم: استهداف الاحتلال للبنية التحتية للمياه في غزة سيعيدها للكارثة التي كانت تهدد الحياة فيها

نشر بتاريخ: 20-05-2021 | سياسة , الصحة
News Main Image

رام الله/PNN- أكد رئيس سلطة المياه مازن غنيم، اليوم الخميس، أن الاحتلال باستهدافه البنية التحتية سيفاقم الوضع الإنساني الصعب، وسيعيد الكارثة التي كانت تهدد الحياة في غزة.

وشدد خلال مؤتمر صحفي، عُقد في مقر تلفزيون فلسطين بمدينة رام الله، على أن استهداف البنية التحتية للمياه والصرف الصحي جريمة حرب خطيرة، محذرا من أن العدوان سيعيد الوضع المائي الكارثي في غزة إلى ما كان عليه.

وقال غنيم إن العدوان سيدمر جميع الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومة مع الشركاء والداعمين الدوليين خلال السنوات الماضية، والتي أثمرت عن جملة من البرامج والمشاريع الاستراتيجية، أفضت إلى تجاوز الكارثة، من خلال منع انهيار الخزان الجوفي لحين إنهاء برنامج المحطة المركزية لتحلية مياه البحر، وتوقف تدفق المياه العادمة التي كانت تلوث بحر ووادي غزة، وأدت إلى البدء بتنظيف البحر بشكل كبير لمسه المواطنين، والبدء بإعادة وادي غزة لوضعه كمحمية طبيعية.

وأضاف ان العدوان على غزة تسبب بنقص ما نسبته 50% من كميات المياه الصالحة للاستخدام المنزلي المزودة للمواطنين، نتيجة تضرر البنى التحتية ومصادر المياه والخطوط الناقلة والشبكات والمضخات والخزانات، إما بشكل مباشر أو غير مباشر.

وأشار غنيم إلى أن محطات التحلية محدودة الكمية في غزة، منها ما توقف عن العمل كليا، كما في محطة شمال غزة والتي تنتج 6500 متر مكعب يوميا، وتخدم أكثر من 200 ألف نسمة، جراء قصف محيطها، وعدم قدرة الطواقم الفنية للوصول إليها، ومنها ما انخفضت انتاجيتها بشكل كبير، وهي مهددة بالتوقف التام في حال تواصل العدوان، كما هو الحال في محطة الوسطى في دير البلح، والتي تخدم أكثر من 80 ألف نسمة، وكانت تنتج قبل العدوان ما مجمله 2500 متر مكعب يوميا نتيجة محدودية ساعات وصول الكهرباء.

ولفت إلى أنه بعد العدوان أصبحت تنتج فقط 1000 متر مكعب يوميا، نتيجة انخفاض ساعات الكهرباء إلى 4 ساعات يوميا، وهو نفس السبب لانخفاض انتاجية محطة الجنوب في خان يونس إلى ما مجمله 1200 م3 يوميا، بعد أن كانت تنتج 3000 م3، وتخدم أكثر من 75 ألف نسمة في المنطقة الغربية من مدينتي خان يونس ورفح.

وعلى صعيد الآبار، تابع غنيم أن العدوان أدى لتعطل مجموعة كبيرة من آبار المياه الموزعة في عدة محافظات بشكل كلي أو جزئي، جراء قطع خطوط الكهرباء، والقصف غير المباشر للمناطق المحيطة وخطوط المياه، ومن الآبار التي تعطلت بشكل كامل آبار الصفا في مدينة غزة، والنعجة شمال غزة، وأخرى في دير البلح، وبئر المغازي وخان يونس وزمو في غزة، ويزيد عدد المتضررة جزئيا على 30 بئرا.

وبيّن أن العدوان أدى إلى تدمير أجزاء من الخطوط المائية في العديد من المناطق، كخط المياه الرئيسي المغذي لمدينة غزة من خزان المنطار، والخط الناقل الرئيسي المغذي لخزان العطاطرة من الآبار الجوفية في بيت لاهيا، والخط الناقل الذي يتغذى من آبار النعجة في شمال غزة، والخط الناقل الرئيسي في المغازي في المحافظة الوسطى، والخط الناقل الرئيسي من بئر زمو المغذي لمنطقة الشجاعية شرق غزة، وخط المياه الرئيسي الذي يضخ المياه إلى مدن عبسان الكبيرة وعبسان الجديدة وخزاعة، وتم تدمير أجزاء من خطي المياه في منطقة الصفطاوي، والذي ترتب عليه توقف خمس آبار رئيسية تزود مدينة غزة.

وتابع "أدى استهداف الشوارع بشكل مباشر أو قصف المباني إلى تدمير شبكات المياه والمضخات في جميع أنحاء القطاع".

وبين أن هذه الأضرار التي لحقت بالقطاع المائي ستكون لها انعكاسات، إضافة إلى النقص الحاد في المياه، أهمها الاضطرار إلى اعادة استخدام المياه من الآبار غير الصالحة للاستخدام الآدمي لتعويض نقص المياه، جراء تعطل ووقف عمل محطات التحلية، وإن الخطر الأصعب هو تزامنها مع جائحة كورونا، نظرا لأهمية المياه في جميع الإجراءات الصحية والوقائية لمواجهة الفيروس.

واستعرض غنيم حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بقطاع الصرف الصحي جراء العدوان، بدءا من محطات المعالجة الأربع في القطاع، والتي منها ما تعطل بشكل كامل كما هو الحال في محطة معالجة الشمال، والتي تخدم 400 ألف نسمة.

وتطرق إلى الكارثة التي قد تنتج من تحويل ما يزيد على 32 م3 من المياه العادمة التي كانت تعالج في المحطة إلى البرك العشوائية قرب بيت لاهيا، ما يهدد بغرق أكثر من 10 آلاف مواطن في شرق بيت لاهيا وجنوب أم النصر، كما أن تصريف باقي الكميات إلى وادي بيت حانون يهدد بمكره صحية وانتشار الأوبئة في المناطق المحيطة، ومنذ يومين توقفت محطة البريج تماما، وكانت تخدم حوالي 600 ألف نسمة في محافظتي غزة والوسطى، جراء تعذر وصول الطواقم اليها، وأصبحت كامل الكميات التي كانت تعالجها حوالي 30 ألف كوب يوميا تحول إلى البحر.

وأوضح غنيم أن محطة خان يونس، والتي تخدم ما يزيد على 200 ألف نسمة، ومحطة معالجة رفح والتي تخدم 150 ألف نسمة في نطاق بلدية رفح، انخفضت انتاجيتهما بشكل كبير، كما أنهما مهددتان بالتوقف التام خلال أيام، الأمر الذي يعني تحويل كامل كميات المياه العادمة التي كانت تعالجها إلى البحر.

وتابع، في قطاع الصرف الصحي أدى العدوان إلى تدمير أجزاء كبيرة من الخطوط الرئيسية، تدمير والإضرار بشبكات الصرف الصحي في معظم محافظات القطاع، نتيجة استهداف الشوارع بشكل مباشر أو قصف المباني المجاورة، وصعوبة تحرك الطواقم العاملة في الميدان لإصلاح الاجزاء المتضررة ضمن الامكانيات المحدودة، كما لحقت بمحطات الضخ أضرار كبيرة إما بشكل كلي أو جزئي، وتنذر هذه الأضرار بمخاطر كبيرة على رأسها طفح المجاري وما ستخلفه من مكاره صحية في العديد من المناطق المكتظة بالمواطنين، إضافة إلى اختلاط مياه الشرب مع مياه الصرف الصحي في المواقع المتضررة نتيجة تضرر شبكات المياه.

وذكر غنيم أن سلطة المياه ووفقا لتوجيهات الرئيس للحكومة، قامت مباشرة بالعمل على رصد واصلاح بعض الأضرار ضمن الامكانيات المتاحة، موضحا أن حجم الأضرار أكبر مما تم استعراضه، نظرا لصعوبة اجراء تقييم كامل في ظل العدوان وصعوبة تنقل الطواقم، مشيرا إلى أن سلطة المياه ستستمر بالعمل الذي بدأته منذ اليوم الاول للعدوان مع الجهات الدولية والداعمة لقطاع المياه من أجل معالجة آثار العدوان، وسيتم عمل تقييم لكامل الأضرار عندما تسمح الظروف بذلك.

شارك هذا الخبر!